آثار العدوان الإسرائيلي والسعودي .. نتائج متشابهة لفكر واحد

jaafar-sleem-saudi-israeli

موقع إنباء الإخباري ـ
جعفر سليم*:
كثيرة هي التحليلات السياسية والعسكرية التي تناولت الاعتداءات الصهيونية على فلسطين بشكل عام وعلى غزة بشكل خاص والرد عليها، وتحديدا بعد التطورات التي شهدها الميدان العسكري نظراً لتطور الامكانيات العسكرية التي حصلت عليها المنظمات الفلسطينية بمختلف تلاوينها من إيران والتدريب عليها والاستفادة من خبرة المقاومة الإسلامية في لبنان بعد صراع طويل ومستمر مع الجيش الصهيوني.
على الرغم من الصمود الكبيرالذي أبداه ألشعب الفلسطيني، إلا أن هناك آثاراً كارثية لحقت بالغزيين والبنى التحتية وهذا ما تلخصه كيونغ واكانغ مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ونائبة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 6-8-2014 عن الآثار المدمرة التي خلفتها الأعمال العدائية على قطاع غزة، حجم الكارثة التي حلت على القطاع بسبب همجية الجيش الإسرائيلي، حيث قالت في الجلسة الطارئة للجمعية العامة التي عقدت حول غزة، “إن العالم راقب برعب تأثير العدوان على الأطفال والمدنيين وإن استعادة الثقة والتعامل مع صدمة الحرب قد يتطلب أجيالاً” وأضافت “لا يوجد شخص من غزة نجا سالماً من هذا الصراع، إن الأشخاص أحبطوا لأن المجتمع الدولي كان غير قادر على حمايتهم خلال القتال وهم ينظرون إلينا مرة أخرى للمساعدة”، وأكدت مساعدة الأمين العام على أن جميع الأشخاص يستحقون أن يعيشوا بسلام وأمن وكرامة حيث حرم سكان غزة من هذا لفترة طويلة وأن دوامة الصراع العنيف يجب أن تنتهي للأبد.
من الآثار الكارثية للعدوان و يتطلب تحركاً أممياً للحد من الكارثة، حيث أكد متخصصون في البيئة أن الإعتداءات المتتالية التي استهدفت قطاع غزة خلفت أرضاً محروقة، وبالتالي عدم صلاحية معظم التربة في القطاع للسكن والزراعة، وعدم إمكان معالجتها نهائياً إلا بتغييرها، نتيجة التلوث الناتج عن الاعتداءات المتكررة، والخطر الذي قد يسببه هذا التلوث مستقبلاً على صحة البيئة والإنسان الفلسطيني في قطاع غزة.
قبل الحديث عن آثار العدوان الصهيوني على قطاع غزة، لا بد من القول إن جيش الإحتلال جعل منه سجناً كبيراً لأكثر من مليون وستمائة ألف فلسطيني في مساحة لا تتجاوز 365 كيلومتراً مربعاً، باتوا عرضة لعمليات قتل واغتيال وتدمير ومجازر يومية مبرمجة، تتكرر فصولها، وكان آخرها استمرار العدوان على غزة منذ 7-7-2014 ولخمسين يوماً والحصار لغاية الآن.
تفيد المعطيات الفلسطينية الصادرة عن مراكز حقوقية دولية ومصادر حكومية فلسطينية، أنه إضافة إلى ارتفاع 2174 شهيد فلسطيني، وهناك حوالي 10 آلاف جريح، بينهم أكثرمن 530 طفل ثلثهم سيعانون من اعاقة دائمة ، و 302 امرأة، وتدمير ممنهج في البنية التحتية في قطاع غزة نتيجة حوالى شهرين من العدوان، حيث بلغ إجمالي المنازل المستهدفة 10604 منزلاً، منها 1724 منزلاً تمّ تدميرها بشكل كلي، و8 آلاف و880 منزلاً دمرت بشكل جزئي، و 145 عائلة فقدت 3 او اكثر من افرادها في اعتداء واحد واجمالهم 755 فرد، وكان اكثر الايام دموية هو الاول من اب اغسطس حيث استشهد 160 مدنيا .
في الوضع الصحي تم تدمير 10 مستشفيات، 36 سيارة إسعاف، وإلحاق الضرر في 19 مراكزا صحيا، وإغلاق 34 مركزاً صحياً، واستشاد 16 عاملاً في القطاع الصحي وإصابة 38 آخرين. ولم تنج المدارس والجامعات، فبلغ عدد المدارس المتضررة 222 مدرسة منها 141 مدرسة حكومية و 76 مدرسة تابعة للانروا و51 مدرسة خاصة، وعدد الطلاب المتضررين جراء استهدافها حوالى 152 ألف طالب، كما تضررت 6 جامعات فلسطينية في غزة وعدد الطلاب المتضررين 10 آلاف طالب وطالبة جامعية ، 372 مؤسسة صناعية وتجارية، و48 جمعية خيرية، ومحطة توليد كهرباء واحدة، تدمير 62 مسجدا بالكامل و109 جزئيا، وتدمير كنيسة واحدة جزئيا، تدمير 10 مقابر اسلامية، مقبرة واحدة مسيحية، 100,000 مهجر بلا مأوى ، 17132 منزل مدمر منهم 2465 مدمر كليا بينما يوجد 39500 منزل متضرر، 9 محطات لمعالجة المياه ، 18 منشأة كهربائية ، 19 مؤسسة مالية ومصرفية، 11 شهيدا من وكالة الانروا ، 16 شهيدا من العاملين في الحقل الاعلامي .
يبقى السؤال المتكرر منذ 70 عاما ، اين هي او بالاحرى اين تذهب الأموال العربية والوعود الرنانة لإعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية. قد يكون الجواب في دعم ما يسمونه الثورات في اليمن والعراق وسوريا وليبيا والسودان وتونس والصومال وجيبوتي وجزر القمر، وبعضها اعلن دعمه للعدوان السعودي المباشر على اليمن والغير مباشر على سوريا والعراق، وهنا وجدت قلمي يتجه للنقل بامانه ما ذكرته تقارير اممية ومحلية عن حجم الخسائر البشرية والمادية التي لحقت باليمن واليمنيين، حيث يقوم تحالف دولي بقيادة السعودية ومدعوم من قبل اميركا والغرب منذ اكثر من عشرة اشهر بعدوان دموي على اليمن يستهدف المناطق المدنية والمستشفيات والبنى التحتية، وراح ضحيته اكثر من 6677 شهيد بينهم 938 طفلا و 843 من النساء واصابة اكثر من ستة عشر الف اخرين، اضافة الى تدمير 988 مدرسة و 25 معهدا و99 مسجدا و40 موقعا اثريا.

وزارة الصحة اليمنية وجهت مؤخرا نداء استغاثة لانقاذ حياة 1700 من مرضى الكلى بعد نفاذ الادوية من مخازن الوزارة بسبب الحصار المفروض.
من جهتها أعلنت مديرة العمليات بمنظمة أطباء بلا حدود راكيل أيورا أن التحالف الدولي في عدوانه على اليمن لا يحترم قوانين الحرب، وذلك بعد أن تعرضت 3 مرافق صحية تابعة للمنظمة لهجمات خلال الفترة الأخيرة، وقالت أيورا “إن الطريقة التي تشن فيها العدوان على اليمن تتسبب بمعاناة هائلة وتظهر أن الأطراف المتنازعة لا تعترف بالحصانة التي يجب أن تتمتع بها المستشفيات والمرافق الطبية ولا تحترمها، فنحن نشهد التداعيات المأساوية على الناس العالقين في مناطق النزاعات بصورة يومية”.

وأضافت “لا شيء ينجو من هذا القصف ولا حتى المستشفيات رغم أن المرافق الطبية تحظى بحماية واضحة من قبل القانون الدولي الإنساني” كما وصفت مديرة العمليات تصريحات وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند التي نفى فيها أي انتهاك متعمد للقانون الدولي الإنساني في اليمن من قبل السعودية بـ”المنطق المهين والمستهتر”. وأكدت أن المنظمة قررت أن تطلب من اللجنة الدولية الإنسانية لتقصي الحقائق إجراء تحقيق مستقل حول هجوم مستشفى شهارة في اليمن.
تقرير أعدته لجنة خبراء في الأمم المتحدة اوصى، بتشكيل لجنة دولية للتحقيق بشأن “الفظاعات” التي ترتكب بحق المدنيين وطالب التقرير الذي لم ينشر رسميا بعد، لكن وسائل إعلام حصلت على نسخة منه، أن تحقق لجنة يشكلها مجلس الأمن في الانتهاكات المفترضة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني في اليمن، وتحديد الفاعلين لمحاسبتهم
وأوضح التقرير أن أي هدنة إنسانية لتخفيف معاناة السكان لم تحترم كليا من قبل أي طرف يمني، ولا حتى من قبل التحالف الذي تقوده السعودية ، وأشارت اللجنة في تقريرها إلى أن التحالف “يشن غارات جوية ضد مدنيين وبنى تحتية مدنية بشكل ينتهك القانون الإنساني العالمي”. وأورد التقرير سلسلة أهداف منها مدارس ومساجد ومخيمات للنازحين ومؤسسات طبية ومطارات.
وقدم التقرير 15 توصية لتحسين الوضع الإنساني واحترام حظر الأسلحة، مشيرا إلى وجود شبكات لتهريب الأسلحة تعود إلى ما قبل النزاع الحالي واستمرت في العمل حتى في 2015

هذا غيض من فيض الا انه ازعج الكيان الصهيوني كما ازعج النظام السعودي ووصل الى حد وصف الامم المتحدة بالتحييز وطرد موظفيين امميين ورفض استقبال ممثلي مجلس حقوق الانسان اضافة الى رفض استقبال وزيرة خارجية السويد التي ادانة صراحة الاعتداءات الصهيونية ومن جهتها السعودية فرضت حظرا على مندوب الامم المتحدة لليمن ورفضت استقباله وفرضت تغييره بآخر .
عليه، هل يسع اي عاقل سوى ان يرى ان كلا العدوانين مشهدين تضمهما لوحة واحدة ترسمهما ريشة واحدة ؟؟

جعفر سليم عضو اتحاد كتاب وصحافيي فلسطين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.