“أصحاب” السفارة.. مرّوا من هنا

ala-alhamesh1

موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:

انتشرت في الفترة الأخيرة مقالات تتحدث عن نشاطات مشبوهة لبعض الشخصيات المقيمة في الضاحية الجنوبية. تعزو هذه المقالات ما تعرضه من اتهامات ومن نشاطات مشبوهة إلى مجموعة من وثائق ويكيليكس التي نشرتها صحيفة الأخبار اللبنانية العام الماضي.
إذا نظرنا إلى هذه المقالات المنشورة في الصحف والمواقع الإخبارية حول ما كشفته وثائق ويكيليكس من علاقات بين الناشطين الاجتماعيين والسياسيين والكتّاب والصحافيين وحتى رجال دين من جهة وبين السفارة الأميركية في عوكر من جهة أخرى، لاجتمعت لدينا عدة نقاط من الجيد إثارتها والحديث حولها.
لقد زاد الاهتمام الأميركي والإسرائيلي بحزب الله بعد حرب تموز 2006 وهزيمة العدو الإسرائيلي المدوية فيها. وهذا الاهتمام  بديهيّ كون حزب الله عدو الولايات المتحدة الأميركية وعدو حليفتها الأولى إسرائيل الأول. والدولتان تسعيان بكل الطرق لمحاربته وباستعمال كل الوسائل الممكنة، وليس أهمها بالتأكيد الحصول على معلومات أمنية وغير أمنية عن الحزب من الشخصيات الكارهة والمناوئة له ولا سيما الشيعية المقيمة في بيئته وبين أهله. وربما كنا سنعجب لو لم تلجأ سفارة عوكر إلى مثل هذه الشخصيات للحصول على معلومات عن حزب الله. دون أن ننسى طبعاً سلوكيات هذه الشخصيات التي لا تحتاج إلى مبادرة سفارة عوكر بالتقرب منها، وإنما تلجأ من تلقاء نفسها للتقرب من السفارة، ومن سفارات دول غربية أخرى، لغايات لها أول وليس لها آخر. مع الإشارة إلى أن هذا التقارب بين سفارة عوكر وهذه الشخصيات أمّن لها الحصول على موارد مالية دسمة أحياناً، ودعماً مادياً غير مالي مرة ثانية، ودعماً معنوياً في كثير من المرات. وهذا ما أدى إلى تفريخ بعض الجمعيات المشبوهة المآرب والأهداف، حمّالة الوجهين، وجه الخدمة الاجتماعية ظاهرياً ووجه التجسس على حزب الله في الخفاء.
لقد استطاعت هذه الشخصيات صديقة عوكر استقطاب عدد من الذين خُدعوا بنشاطاتها السياسية أو الاجتماعية، أو خُدعوا بهذه الشخصيات نفسها، وكانوا حسني النوايا، وانخرطوا في العمل معهم في جمعياتهم الاجتماعية ومواقعهم الإخبارية.
هذه السلوكيات المريبة للشخصيات التي تقدم تقاريرها لسفارة عوكر لم تحرك في الدولة ساكناً. لم نعرف أنها استدعت أحداً من هؤلاء وسألته عن صحة ما ورد في وثائق ويكيليكس مما يتعلق به، على الرغم من حساسية المعلومات التي سُئل عنها في السفارة والمعلومات التي قدّمها. وبالتأكيد السبب واضح: تجنّب إزعاج السلطات الأميركية “الصديقة” “ذات المَونة” والتي لا يمكن إغضابها. مع الإشارة إلى أن هذا التهاون من قبَل الدولة قد يشجع آخرين على التواصل مع السفارة أو الاستجابة لدعوتها للتواصل معها.
مثل هذه الشخصيات يجب على الناشطين والخائفين على البلاد تحذير الناس من الاحتكاك بها، لأنها شخصيات مريبة، تكوّن صداقاتها وتصنع علاقاتها من أجل تكوين شرائح واسعة من مصادر المعلومات، تصب كلها في خدمة سفارة عوكر وبالتالي في خدمة العدو الإسرائيلي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.