#أميركا تلوّح بخيارات عسكرية في #سوريا .. و #روسيا تحذر: ’لن تبقى دون رد’

 

يزداد الخلاف الحاد بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا يوماً بعد يوم حيث تتصاعد التصريحات بين الدولتين حول الأزمة السورية، في وقت تتقلّص أو تكاد تنعدم فرص العودة الى مربع الحوار بعد محاولات أميركية للضغط على روسيا، وتأكيد موسكو أن مثل هذه المحاولات تهدد بعواقب وخيمة للاستقرار الدولي. وكان قد تطوّر المؤشر السلبي في العلاقة بين البلدين بعدما عمدت واشنطن الى نسف تثبيت وقف إطلاق النار في سوريا لمدة 7 أيام في أيلول/ سبتمبر الماضي، وقيامها بالاعتداء على مدينة دير الزور ومواقع الجيش السوري. في غضون ذلك، تحاول موسكو وواشنطن الحفاظ على “خط الرجعة”، ويبدو ذلك من خلال الاعلان عن اتفاق بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره الأمريكي جون كيري، على عقد لقاء وزاري يوم 15 تشرين الأول/ أكتوبر في لوزان بمشاركة عدد من البلدان الإقليمية، لدراسة الخطوات الإضافية لتهيئة الظروف لتسوية الأزمة السورية”، بحسب وكالة سبوتنيك الروسية.

أميركا تلوّح بخيارات عسكرية في سوريا

هذا، وفي ظل الاجواء المتوترة، يلجأ الرئيسان الاميركي والروسي الى بحث الوضع والخيارات المطروحة بشكل أكثر عمقاً، حيث يناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع مجلس الأمن الروسي الوضع في سوريا، في حين يجتمع الرئيس الاميركي باراك أوباما مع مساعديه غداً الجمعة لبحث خيارات عسكرية بشأن سوريا أيضاً.

وفي هذا الصدد، قال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ديميتري بيسكوف بأن بوتين ترأس اجتماعاً مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي، وجرى خلال اللقاء بحث ومناقشة الوضع في سوريا والاتصالات الدولية المقبلة للرئيس بوتين بما في ذلك فعاليات منظمة معاهدة الأمن الجماعي خلال زيارته المقبلة للهند .

في المقابل، قال مسؤولون أمريكيون إنه من المتوقع أن يجتمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم غد الجمعة مع كبار مستشاريه للسياسة الخارجية لبحث خيارات عسكرية وخيارات أخرى في سوريا. وقال المسؤولون الاميركيون لـ”رويترز” إن بعض كبار المسؤولين “يرون أنه يجب على الولايات المتحدة التحرك بقوة أشد في سوريا وإلاّ فإنها تخاطر بأن تفقد ما تبقى لها من “نفوذ” لدى “المعارضة المعتدلة” ولدى حلفائها من العرب والأكراد والأتراك في القتال ضد تنظيم “داعش”، على حد تعبيرهم.

وأضاف المسؤول الاميركي، بحسب “رويترز”، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن “بعض الخيارات تشمل عملاً عسكرياً أمريكياً مباشراً مثل شن ضربات جوية على قواعد عسكرية أو مخازن للذخيرة أو مواقع للرادار أو قواعد مضادة للطائرات. وتابع القول إن “أحد مخاطر هذا التحرك يتمثل في أن القوات الروسية والسورية غالباً ما تكون متداخلة فيما بينها وهو ما يثير احتمال مواجهة مباشرة مع روسيا يحرص أوباما على تجنبها”.

موسكو تحذر من أي أعمال عدوانية ضد روسيا في سوريا

الى ذلك، حذرت وزارة الخارجية الروسية من أن أي أعمال عدوانية ضد القوات الروسية لن تبقى دون رد مناسب، مشيرة إلى أن الدعاية الغربية حول أحداث حلب تخدم في الواقع مصالح الإرهابيين.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي الخميس 13 أكتوبر/تشرين الأول، إن “بعض “المعارضين السوريين” طلبوا من مشرفيهم في المنطقة تزويدهم بمنظومات للدفاع الجوي، معربة عن أملها في أن قوى إقليمية ودولية لن تستجيب لهذه الدعوات. وقالت:”روسيا لن تسمح لأحد بتعريض حياة مواطنيها، بمن فيهم عسكريون، للخطر. وأي أعمال غير ودية حيال روسيا لن تبقى دون عواقب”.

وذكرت الدبلوماسية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف سيشارك يوم الـ 15 أكتوبر/تشرين الأول في اجتماع وزاري حول سوريا في مدينة لوزان السويسرية، مشيرة إلى أن ضمان نجاح هذا الاجتماع يتطلب تمسك القوى الأساسية بالتزامات معينة وقيامها بالعمل مع القوى الموجودة على الأرض على ضرورة التزام هذه القوى بشروط الهدنة.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إن مبادرة المبعوث الأممي الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا حول إخراج مسلحي “جبهة النصرة” من حلب تتطلب التدقيق، مؤكدة أن موسكو إلى جانب دمشق الرسمية والأمم المتحدة تبحث عن مخرج من الوضع الإنساني المتدهور في سوريا وحلب بشكل خاص. ودعت إلى التخلي عن النظرة السطحية للوضع وتبني رؤية شاملة له من أجل إيجاد مخرج من الأزمة. وأضافت زاخروفا أن الهيستريا الغربية والدعاية المعادية لروسيا في الغرب حول ما يحدث في شرق حلب تخدم في الواقع مصالح الإرهابيين هناك.

وبشأن العلاقات الروسية الأمريكية قالت زاخاروفا إن واشنطن تواصل التهديد بتوسيع العقوبات ضد روسيا وبالتالي تواصل تدمير العلاقات بين البلدين، محذرة السلطات الأمريكية وكذلك الإدارة الجديدة التي ستحل محل إدارة الرئيس أوباما من محاولات الضغط على روسيا، وأشارت إلى أن مثل هذه السياسة تهدد بعواقب وخيمة للاستقرار الدولي.

وأكدت الدبلوماسية الروسية أن موسكو ستتخذ إجراءات مقابلة في حال تشديد الغرب عقوباته ضد روسيا بذريعة “تدهور الوضع في سوريا”، مشيرا في ذات الوقت إلى أن هناك دعوات أيضا إلى رفع العقوبات القديمة لأن سياسة العقوبات التي تطورت في الفترة الأخيرة تضر باقتصاد الدول التي وافقت على فرض هذه العقوبات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.