إسرائيل تتجسس على النشاطات العسكرية الجزائرية

s300

 

صحيفة البلد الجزائرية – علي العقون

 

الجزائر الدولة العربية الوحيدة التي تملك صواريخ أس 300 التي ترعب إسرائيل

 

القول إن إسرائيل تتجسس على الدول العربية ، ليس بالخبر الجديد حول دولة الاحتلال الإسرائيلي  التي تشعر بالتهديد المتواصل المحيط بها حتى مع الدول التي وقعت معها اتفاقيات سلام ، و إقامة علاقات دبلوماسية كاملة ، لكن المعلومات التي نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية مؤخرا توضح أن التجسس الإسرائيلي  بلغ مستويات رهيبة ، إلى درجة أن تحرك أي جندي عربي في بعض المناطق يتم مراقبته في مراكز جمع المعلومات التي ترصدها أقمار صناعية بالغة الدقة تراقب على مدار الساعة كل الدول العربية.

 

فقد كشفت صحيفة “إسرائيل اليوم” أن الاستخبارات الإسرائيلية   الخارجية “الموساد” يعتمد حاليا على ستة أقمار صناعية ، من أجل فرض رقابة شديدة على كل النشاطات العسكرية في الدول العربية و من بينها الجزائر ، التي تحاول جاهدة جمع أكبر كم عن قواتها العسكرية و قدرات جيشها ، خصوصا مع السياسة التسلحية التي انتهجتها الجزائر خلال السنوات الأخيرة باقتنائها أسلحة و منظومات دفاعية بالغة التطور ، الأمر الذي أثار مخاوف دولة الاحتلال التي تريد أن تبقى القوة العسكرية الكبرى المطلقة في المنطقة.

 

  وكشف تقرير الصحيفة إدارة الأقمار الصناعية ذات أغراض التجسس في جيش الاحتلال، والمعروفة بمجموعة أقمار”عاموس”، حيث يقوم كل واحد من الأقمار الستة بتغطية الكرة الأرضية بأكملها كل 90 دقيقة. وأوضحت أن  هذه الأقمار تضع المناطق العسكرية للدول العربية تحت مجهر القيادات العسكرية في تل أبيب بشكل شبه يومي، من خلال 3 أقمار صناعية مخصصة لهذه المنطقة، حيث تراقب كل صغيرة وكبيرة تحدث في تلك الدول، وترسل بالتقارير الآنية لقيادة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال.

 

وبينّت الصحيفة في تقريرها أنّ الهدف من إنشاء الوحدة السرية 9900، التابعة لشعبة الاستخبارات العسكريّة “أمان”هو توجيه الأقمار الصناعية لالتقاط صور لمنشآت عسكرية لأيّ دولة في المنطقة، أو أيّ حركة غير عادية للجيوش العربية، ورصد تحركات الخلايا المسلحة، بواسطة بث مباشر من القمر إلى شاشة العرض الموجودة بالوحدة، وتسجيلها وتسليمها للقيادات في مقّر هيئة الأركان العامّة بجيش الاحتلال في تل أبيب.

 

و أضافت الصحيفة أن هذه الأقمار الصناعية تتمتع بقدرة فائقة على مراقبة الأهداف التي يتم تعيينها من طرف “الموساد” ، حيث توفر بثا مباشرا على مدار الساعة بدقة كبيرة تصل الى درجة تمييز تحركات الشخص الواحد على الأرضة و معرفة ما يقوم به.

 

صوارخ ” أس 300″ … الهاجس الإسرائيلي

 

أما الهدف الرئيسي لهذه الأقمار التجسسية الصهيونية في الجزائر ، فهو يتمثل أساسا في منظومة الدفاع الجوي “أس 300 ” ، و التي تحوزها الجزائر فقط بين جميع الدول العربية ، حيث رفضت الدولة المصنعة لها روسيا بيعها الى أي بلد عربي آخر ، و حتى إيران ذات الصناعة العسكرية المتقدمة سعت بكل جهد عقد صفقة تزويدها بهذه الصواريخ ، لكن موسكو رفضت ذلك بسبب ما قال مراقبون انها ضغوط إسرائيلية و أمريكية ، لأن حصول طهران عليها يعني عمليا فشل أي مخطط لفرض حصار بحري و جوي عليها حيث تستطيع هذه المنظومة تدمير كل الأهداف المعادية بسهولة خصوصا المنصات الثابتة.

 

هذه الأهمية الكبيرة لصورايخ “أس 300” التي تمتلك  الجزائر كميات معتبرة منها جعلتها الهدف الرئيسي للأقمار الصناعية الإسرائيلية ، حيث سبق و أن نشر موقع “ديفانس آبدايت” الأمريكي المختص في القضايا العسكرية السنة الماضية  صورا التقطها القمر “Eros B” التابع للمخابرات الصهيونية ، و التي قال انها قواعد عسكرية في كل من رغاية و أولاد فايت  بالعاصمة و في  بومرداس و البليدة و  أم البواقي ، اعتبر أنها مراكز لتخزين هذه الصواريخ ، و مقر التدريبات التي تجريها  قوات الجيش الوطني الشعبي على المنظومة.

 

و قال الموقع  إن القمر الإسرائيلي اظهر بوضوح الإستراتيجية الدفاعية الجزائرية من خلال ال “أس 300 ” ، و خصوصا في العاصمة التي تم تطويقها بصواريخ من هذا النوع و التي تجعل أي اعتداء أجنبي عليها بالغ الصعوبة ، لأن إطلاق المنظومة الدفاعية تهدد القوات المعادية بأن تدفع ثمنا باهضا.

 

و لم تنحصر المحاولات الاستخبارية الإسرائيلية من أجل التجسس العسكري ضد الجزائر على الأقمار الصناعية فقط ، بل استعمل “الموساد” وسائل أخرى من بينها تجنيد  عملاء على الأرض ، فمن حين لآخر يسقط بعضهم في قبضة الأمن ، بالإضافة الى استغلال طرق أخرى  أكثر تعقيدا من أجل التغلغل ، و أشهر قصة حصلت في هذا المجال هو الصفقة التي أبرمتها الجزائر من أجل شراء طائرات عسكرية من نوع “ميغ” من روسيا ، ليتم الاكتشاف لاحقا أن هذه الطائرات من نوع “ميغ 29” ، تم التلاعب بها طرف عملاء إسرائيليين ، الأمر الذي دفع بالجزائر إلى  إعادة هذه الطائرات و إلغاء الصفقة الضخمة  مع مطالبة الطرف الروسي بتقديم توضيحات حول التغلغل الصهيوني في صفقات التسلح التي تتم بينهما ، مما دفع بموسكو إلى طرد الملحق العسكري الإسرائيلي لديها و إجراء تحقيق معمق حول القضية ، و التي وصلت تداعياتها إلى إجراءات الجزائر في اقتناء الأسلحة من روسيا من خلال إرسال ضباط يسهرون على تأمين الشحنات و الوقوف على مختلف مراحلها عن قرب.

 

.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.