إسرائيل و العدوان على سورية

syria-israeliagression

وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:

منذ انطلاق العدوان الاستعماري على سورية كانت إسرائيل على الخط و بدا واضحا أن ضرب موقع سورية المحوري في منظومة المقاومة وتدمير قدراتها هو الهدف المركزي للحرب العالمية التي حشدت لها عشرات الحكومات و المنظمات في المنطقة والعالم بقيادة الولايات المتحدة و بواسطة الحلف الخليجي التركي و تنظيم الأخوان المسلمين و فلول القاعدة .

أولا الشراكة الإسرائيلية في الحرب على سورية ظهرت منذ البداية في علاقات مباشرة بين الكيان الصهيوني و المعارضات السورية التابعة للغرب و التي جاهرت بأنها تستهدف فك علاقات الدولة السورية بمنظومة المقاومة في المنطقة و قطع أي صلة لها بالمقاومة اللبنانية و الفلسطينية و لم تستثن تصريحات برهان غليون الشهيرة بهذا الخصوص حتى حركة حماس التي كانت قد باشرت انقلابها السياسي الذي قادها إلى التورط في القتال إلى جانب العصابات المسلحة في سورية و غني عن البيان أن الدعم الأميركي          و الأطلسي للعصابات الإرهابية و الذي بلغ حد التبني الكلي السياسي و الأمني مع انخراط مخابرات الناتو مباشرة في إدارة المعارك كان تعبيرا عن المضمون الاستراتيجي الأبعد للحرب على سورية و غايته المركزية المتمثلة بضمان بيئة إستراتيجية آمنة للكيان الصهيوني تحميه من آثار هزائمه المتراكمة و تشل قدرات منظومة المقاومة و تمنعها من المبادرة الهجومية لسنوات قادمة و هذا ما يجاهر به المخططون الأميركيون .

ثانيا أوردت تقارير غربية و إسرائيلية عديدة معلومات عن تواجد ميداني للمخابرات الإسرائيلية على الأرض السورية في مواقع سيطرة العصابات الإرهابية و أحيانا ظهرت أسماء لضباط استخبارات تواجدوا في سورية أو شاركوا في غرف العمليات القيادية التي أنشأتها الاستخبارات الأميركية على الأراضي التركية لقيادة الحملات التي تستهدف مواقع إستراتيجية من منظومات الدفاع الجوي أو سلاح الصواريخ التي تم ضربها أو تدميرها و هي لا صلة لها بغير معادلة الصراع بين سورية و إسرائيل و تمثل هذه العمليات برهانا على حقيقة العدوان الاستعماري الذي يستهدف سورية و ثمة ترابط عضوي بين استهداف الأسلحة الدفاعية المتطورة و بين محاولة إضعاف الدولة الوطنية و تقويض وحدة المجتمع السوري و هي كلها عناوين لمخطط تدمير القوة السورية الرادعة التي تشكل العامود الفقري لمنظومة المقاومة في          المنطقة .

ثالثا  من المؤشرات المهمة أن يكون موقع الأبحاث العسكرية الذي استهدفته الغارة الصهيونية في ريف دمشق قد تعرض لهجمات متلاحقة من قبل العصابات الإرهابية أفشلتها القوة العسكرية المدافعة عن الموقع ثم جاءت الغارة الصهيونية التي دمرته بالأمس و هذا ما يعني أن العصابات الإرهابية تتلقى قائمة أهداف إسرائيلية بصورة مباشرة و لا يمكن النظر لهذا التطابق على انه مجرد مصادفة .

و مما يثير الانتباه أن البلاغ العسكري الذي أصدرته القيادة العامة للجيش العربي السوري شكل صدمة للكيان الصهيوني الذي أراد تعميم روايته عن القافلة المزعومة ليستكمل بناء السيناريو المفبرك عما يسمى نقل الأسلحة الإستراتيجية إلى لبنان فجاء البلاغ العسكري السوري ليقوض أكاذيب إسرائيل المتراكمة برعاية أميركية و أطلسية مباشرة منذ أكثر من سنة.

رابعا  في خلفية التوقيت الذي اختاره العدو لتنفيذ العدوان تقع حالة التراجع و الاندحار التي تعيشها العصابات الإرهابية أمام الجيش العربي السوري الذي استطاع  أن يسدد ضربات قاتلة للعصابات و لأوكارها و لهياكلها القيادية .

عدا عن ضربها لموقع في منظومة الدفاع السوري و تدمير احد مراكز الأبحاث و التطوير التكنولوجي فقد أرادت إسرائيل رفع معنويات العصابات الإرهابية و تلافي انهيارها المتمادي خصوصا بعد المواقف السياسية التي برزت في صفوف واجهات المعارضة السورية المختلفة في الخارج و التي انتقل بعضها من رفض الحوار إلى السعي نحوه مباشرة و في ضوء التغييرات المتلاحقة التي طرأت على المواقف الدولية التي يطبق عليها اليأس من تحقيق إنجازات فعلية على الأرض بواسطة العصابات المسلحة التي كلفت مليارات الدولارات و شحنت لحسابها بواخر السلاح و شبكات الاتصالات ونظمت عمليات تهريب موصوفة عبر الدول الجوار و لبنان و تركيا خصوصا .

تجدر الإشارة ختاما إلى أن رد سورية و منظومة المقاومة على هذا العدوان مرتبط في توقيته و موضعه بتقديرات قيادية دقيقة في مجابهة معقدة و متشعبة لا يمكن خوضها بغير النفس الطويل و الصبر و التأني          و هي ميزات برهنت عليها القيادة السورية في إدارتها للصراع .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.