إصابة #إسرائيل في روحها

a13a5172-7599-4f5e-91b5-968b4fa9508f

حسن عبدالله – الميادين نت
” إسرائيل في حرب تموز أصيبت في روحها وإرداتها وطموحها وفي أصل كيانها”.

ليس هذا الكلام للسيد حسن نصرالله من قبيل رفع الخطاب إلى مستوى الأدب السياسي، بل هو يأتي في صلب التصور الجديد للمعركة الوجودية مع الكيان الإسرائيلي. فبعد حرب تموز التي أخذت الصراع إلى مستوى حساس من التوازن، تغيرت إسرائيل في مستوى التفكير والفعل. كانت القيادة الإسرائيلية قبل الحرب الأخيرة، ومن ورائها المجتمع، تتمتع بروح الإستعلاء والكبرياء المبنيين على قدرة غير محدودة للتحرك عسكريا بعقلية الذاهب إلى الإنتصار. ما جرى على مستوى الأسلحة الإستراتيجية والميدان والنتائج التي افضى اليها عَصَفَ بالمؤسستين العسكرية والسياسية وعراهما أمام الجمهور الإسرائيلي من جهة، ومن جهة ثانية جعلهما موضع تساؤل أمام مؤسسات الرقابة والتحليل.

المعلوم أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تمثل الجدار الأول والأخير للكيان الإسرائيل. هي ماضيه ومستقبله، وعلى قوتها وقدرتها بنيت النظرية الصهيونية بالتوسع والسيطرة، ومن أجلها يعمل العلماء والإقتصاديون وصولا إلى الكيبوتزات والمستوطنات واللّوبيات في أنحاء العالم. في هذا المعنى فإن الجيش حين ينكسر وتهتز صورته فإن كامل المنظومة المرتبطة به ستلحق بها والتشققات، ما سينتج في الإجمال إصابة في عمق إسرائيل في كل مستوياتها النفسية والأخلاقية والثقافية، أي في روحها.

ليست الحرب قتال وإلتحام فقط . هذا ما أراد أمين عام حزب الله التنويه به والتشديد على أهميته. الدبابات تعوض كما يمكن زج المزيد من المقاتلين في المعركة. لكن لا يوجد آلية او إمكانية لرتق الجرح في قاع النفس، أو على الأقل لا يمكن الشفاء من جرح الروح بسهولة أو بزمن محدود. لذلك فإنه حين تستطيع ضرب العدو في بنيته الداخلية كمنظومة أفكار وأحاسيس ورؤى تكون قد أنزلت به هزيمة حقيقية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.