إيران.. فتوحات الاختراعات والاكتشافات الباهرة

yelina-nedogina-iran

موقع إنباء الإخباري ـ
يلينا نيدوغينا*:
نجاحات الجمهورية الإسلامية في إيران مُذهلة حقّاً. فبرغم العقوبات الدولية التي أُلغيت أخيراً، تمكّن الشعب الايراني من اجتراح الكثير من الفتوحات العلمية، وسجّل اكتشافات يَصعب حصرها، وبذلك سَبقت الدولة الايرانية وشعبها، شعوباً ودولاً أخرى تُعدُ بالعشرات في هذا العالم، ووصلت بالتالي قبلها إلى معارج التقدم والازدهار والنعيم برغم مأساة الحصار الطويلة السابقة التي فرضت على إيران.

مؤخراً، أعلن سورنا ستاري، مساعد رئاسة الجمهورية الاسلامية الايرانية للشؤون العلمية والتقنية، أن ايران تخرّج 250 ألف مهندس سنوياً، وتحتل المرتبة الـ5 عالمياً، وتعادل أمريكا بهذا المجال. وأوضح ستاري في ختام أنشطة معرض الكمبيوتر والأجهزة والتجارة الالكترونية (كامب) الـ 21، أن أغلبية خريجي الهندسة من فرع تقنية المعلومات. واكد أن تخصص تقنية المعلومات يُعدُ الهيكلية التي توفر فرص العمل، وأن الرئيس روحاني يرحّب بتوظيف هذا التخصص بمجال خلق الفرص.
ولمساندة العلوم والتكنولوجيا والاختراعات، أطلقت ايران قبل فترة قصيرة، جائزة لا مثيل لها في العالمين العربي والاسلامي، إسمها جائزة المصطفى (ص)، تزامناً مع ذكرى المولد النبوي الشريف، الهادفة الى توسيع التعاون العلمي والتكنولوجي بين الدول الإسلامية.
وستعمل هذه الجائزة التي أقرّها المجلس الأعلى للثورة الثقافية في ايران، على تعزيز المشروع الحضاري الايراني – الدولي، ليرمز للكفاءة والتفوّق العلمي على الصعيد العالمي، وكجهد في سبيل توطيد التعاون والتضامن بين علماء العالم الإسلامي وعلماء العالم. وتمنح هذه الجائزة في4 مجالات هي “علوم وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات” و”العلوم والتكنولوجيا الحيوية”، و”علوم وتكنولوجيا النانو”، و”المشروع الإسلامي المتميز”.

في إيران شهادات يومية على الاختراعات، من أجل راحة البشرية وتذليل الصِّعاب والعقبات التي تواجهها الانسانية. ونظرة للعملية الايرانية لتعميق المسيرة العلمية والبحثية، يتكشّف عن الكثير من المُمْتع يومياً، الذي تُنتجه عقول وأفكار أبناء الشعب البسيط والخبراء الايرانيين في مجالهم. فالبحوث والتقنيات في ايران تشهد خلال الفترة الاخيرة حركة تكاملية، وتقوم مراكز الابحاث العلمية في إطار نشاطاتها البحثية بإصدار مُخرجاتها على شكل انجازات علمية، حيث تجهد الدولة بعرض البعض منها في مهرجانات خاصة، تظهر مثابرة وحرص الباحثين على تبوء بلادهم مكانة علمية متميزة، الأمر الذي يأتي بتحقيق المزيد من الانجازات والقفزات العلمية التي تضيف إفادات ملموسة في طريق البشرية نحو مجتمعات تقودها مسابقات علمية، تضع نصب أعينها التخفيف من المأسي والمشاكل التي تواجهها البشرية.
من الاختراعات الايرانية الاخيرة، تمكن الباحثون في جامعة “شريف” الصناعية بطهران من تصميم وتصنيع طائرة من دون طيار تحلّق عمودياً وبصورة آلية تماماً في مختلف الاجواء،
أُطلق عليها إسم “هدهد 3”. وبرغم أنها تطير بدون طيار، لكنها مزوّدة بكاميرا متطورة، وبإمكانها التحليق لفترة 53 دقيقة، وحَمل شحنة بزنة 3 كغم، وهي ذات قدرة على الاقلاع والهبوط العمودي، حتى من على راحة اليد، من دون حاجة الى مدرج، بل ان بإمكانها مواصلة التحليق الآمن حتى في حال فقدان أو عطب أحد محركاتها، الى غير ذلك من الامكانيات المذهلة التي لا مثيل لها للآن.
وفي الطب، اخترعت إيران أمصال مضادة للدغات الافاعي والعقارب، تنتجها مؤسسة رازي الايرانية، ولكون الأمصال قد أثبتت فعاليتها الكبيرة، طلبت لندن التعاون المستمر مع المؤسسة واستيراد كميات ضخمة من الأمصال، لنشرها في بريطانيا والشرق الاوسط.
لكن الفتح العلمي الأهم بالنسبة لي، هو نص يشهد لاكتشاف مذهل، قرأت عنه في المواقع الايرانية، ومفاده أن سواد الموز علاج ناجع للسرطان، على عكس ما يُشاع عنه لدى العامة، من أنه غير صالح للتناول. فسواد الموز لا يعني بأنه عفن، لكن الدراسات أثبتت أن البقع البُنيّة الداكنة فيه تدل على نضوجه، وكلما ازداد وجودها، زادت نسبة احتواء الموز على مادة يُطلق عليها رمز TNF – (Tumor Necrosis Factor)، وتعني “عامل النخر الورمي”، ما يكشف عن أنها مادة قاضية على مرض السرطان. وقد أعلنت التجارب أن تناول الموز (المسود) والحصول على كمية كافية من مادة الـTNF، يَصد خلايا الورم السرطاني، ويَحد من نموها وتكاثرها بشكل حاسم!
وفي اختراع ايراني لمكافحة السرطان نقرأ، ان الباحث والمخترع في الجامعة الحرة في محافظة قزوين، قاسم تك دهقان، تمكن من اكتشاف وصنع دواء معالج تماماً لمختلف انواع السرطان والامراض الفيروسية، وكذلك اكتشف دواء لعلاج مرض التهاب المفاصل.
دهقان كشف عن اختراعه سوياً مع فريق البحث الذي يترأسه، عن دواء لا مثيل له للآن، له القدرة على القضاء على (جميع) أنواع الخلايا السرطانية الخبيثة. واكد أن المِيزة الأهم لهذا الدواء وخلافا للادوية الموجودة التي تترك الكثير من الاعراض وتؤدي الى القضاء على الخلايا السليمة، هي ان هذا الدواء (لا يترك أي عارض) على الخلايا السليمة، وهو يُعالج المرض بصورة مؤكدة، كما أن لهذا الدواء تأثيرات مضادة للفيروس قوية جداً، وتُمكن في مرحلة الزراعة الخلوية من تدمير فيروسات “IBR” و”FMB” ونيوكاسل.
دهقان أعلن كذلك عن إكتشاف دواء جديد لعلاج مرض التهاب المفاصل في ايران للمرة الاولى في العالم، وعالج دواءه هذا90 بالمئة من المرضى، وكانت النتيجة مرضِية تماماً.

وقال رئيس فريق الابحاث، ان هذا الدواء النباتي تم الحصول عليه في إطار عملية كيمياوية مُعقّدة على المواد النباتية، وبإن تمهيدات للاختبار النهائي جارية حالياً، مما حدا بالدول الغربية الإقبال الواسع عليه، لتوظيفه لِعلاج مَرضاهم.

إيران اليوم “مصنع الاختراعات والاكتشافات” للعالم الذي تكتب وتنشر وسائل إعلامه الكثير، لجهة تعظيم المكانة العلمية الايرانية، وبخاصة العلاجات التي تخترعها طهران وتوفرها لفقراء وبسطاء الناس، وتضعها في متناول أيديهم، بعيداً عن الاحتكار وارتفاع الأسعار الذي تسلكه مؤسسات الاحتكار الدوائية الدولية. ومسيرة إيران العلمية سوف تكتسب بلا شك، مكانة رئيسية في دول العالم، وستتحول سنة بعد سنة، الى مركز عالمي للعلماء والبحّاثة لخدمة العِلم والبشر.
ومِثال على ما تقدّم وتاكيداً عليه، کتبت مجلة “نيو ساينتيست ” في تقرير لها، بأن ايران تتبوأ مکانة متقدمة في العالم في مجال التقدم العلمي . وأشارت المجلة على موقعها الالکتروني بأن الانتاج العلمي في ايران تضاعف نحو 18 مرة ما بين اعوام 1996 وحتى 2008، أي في خلال زمن العقوبات الدولية التي كانت مفروضة عليها، حيث بلغ عدد الابحاث والمواضيع العلمية التي نشرتها ايران خلال تلك الفترة 13238 موضوعاً فقط!، بعد ان کان قد نشر قبل هذه الفترة 736 بحثاً وموضوعاً علمياً.
وأوضحت المجلة واعترفت، أن هذا النبأ قد يُسبب الذهول الکبير لدول العالم، ولاسيّما للبلدان الغربية التي کانت دائماً في طليعة الدراسات العلمية في العالم، مؤكدة بأن أيران تُعتبر الأسرع من بين دول العالم في مجال النمو العلمي ونشر المواضيع العلمية. واستندت مجلة “نيو ساينتيست ” في نشر هذا الخبر على الاحصائيات والمعلومات التي حصلت عليها من ” الجمعية الملکية البريطانية”، التي درست مستوى نشر ايران للمواضيع والابحاث العلمية، خلال الفترة الزمنية منذ عام 1993 وحتى عام 2008.
• *ملاحظة: تم الاقتباس من الصحافات الإيرانية والغربية خلال إعداد هذه المادة.
• يلينا نيدوغينا – كاتبة روسية – أُردنية، ورئيسة تحرير سابقة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.