إيران ومواجهة التحالف الأميركي – الإسرائيلي

usa_israel_flag

موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور عمر عبد الهادي:
أثار التقارب الأولي بين إيران وأميركا فزعا في الدوائر الرسمية والشعبية الإسرائيلية، هذا التقارب الذي أملاه أكثر من سبب، اهمها بروز معادلة دولية جديدة انهت تفرد أميركا بقيادة العالم. المعادلة الجديدة فرضتها على واشنطن أقطاب عالمية كبيرة ومتوسطة الحجم وقبلت إدارة اوباما البراغماتية بها كأمر واقع قد يؤدي نكرانه لخسارة كامل حصة أميركا في إدارة شؤون العالم.
في المسألة السورية.. أيقظ الفيتو الروسي والصيني الأممي المزدوج والمتكررالغافلين، معلنا عن ولادة عالم جديد متعدد الاقطاب ومنهيا التفرد الأميركي في إدارة الشؤون الدولية. قادت هذه المعادلة الدولية الجديدة الى تعاظم الدور الإقليمي الفاعل لدول ناهضة كالهند وايران والبرازيل وجنوب أفريقيا وربما لكافة الدول التي تملك قرارا مستقلا.
أميركا والدول الغربية و”إسرائيل” هم أكبر الخاسرين جراء هذه التحولات التي داهمت العالم. يلمس المراقب توجه الولايات المتحدة الأميركية نحو قبول الواقع الجديد والتكيف معه، وبدا هذا شديد الوضوح في القبول الأميركي بحل الأزمة السورية سلميا، وذلك بموافقتها على الإقتراح الروسي للحل الكيميائي، الأمر الذي قاد أميركا إلى الإمتناع عن ضرب سوريا. كما بدا تغير المزاج الأميركي شديد الوضوح في مبادرتها نحو التقارب من إيران، معترفة ضمنيا بالتعددية القطبية وبالدور الصاعد لقوى إقليمية عديدة من بينها إيران.
لقد شكل على الدوام التحالف التاريخي بين أميركا و”إسرائيل” نقطة قوة لإسرائيل خدمتها استيراتيجيا على مدى العقود الماضية، وقد أتاح هذا التحالف غير المقدس لإسرائيل ومنذ قيامها رفع العصا في وجه جميع العرب، فقهرتهم وأذّلتهم في مواجهاتها معهم مع وجود استثناءات، من بينها انسحاب “إسرائيل” غيرالشروط من جنوب لبنان عام 2000 وانسحابها غير المشروط من قطاع غزة عام 2005 وخسارتها للحرب على لبنان عام 2006 بفعل المقاومتين اللبنانية والفلسطينية. وللإنصاف نضيف خسارة إسرائيل في حربها مع مصر وسوريا عام 1973 التي توجت بنصر اسرائيلي سياسي تجلى في اتفاقية كامب ديفد الإستسلامية التي وقعها نظام السادات مع العدو.
بفعل المتغيرات التي داهمت العالم أخذت أميركا تتجه تدريجيا نحو الإنكماش، وبدا هذا واضحا في مواقفها التصالحية الجديدة إزاء الملف النووي الإيراني والأزمة السورية. هذه المواقف أغضبت “إسرائيل”الى حد الجنون وحوّلت حلمها بضرب إيران عسكريا الى سراب. ولا يظنن أحد أن اسرائيل تخشى من ايران النووية، فليس النووي الايراني ما يرعبها، بل ما يخيفها هو الموقف الإيراني منها، الرافض لوجودها والمنتظر لزوالها واختفائها ككيان سياسي من خريطة المنطقة. ويفزع “اسرائيل” سعي ايران الحثيث من أجل تكوين تحالف عربي إسلامي برزت نواته الصلبة في كل من ايران وسوريا ولبنان وبات قابلا للتمدد ليشمل أطرافا إقليمية أخرى.
يدرك العدو الإسرائيلي حجم المخاطر التي تحيط به ويؤرقه أن المعادلات الدولية الجديدة باتت تبحث عن حل سلمي للملف النووي الإيراني ولملف الأزمة السورية، ويعلم هذا الكيان الإسرائيلي أن الحلول السلمية تضعفه وتقرّبه من التهميش ومن فقدان الدور الذي أوكلته إليه أميركا والغرب، وبكلام آخر تلغي مبررات وجوده وتجعل من زواله أمرا ممكنا.
ما العمل؟.. سؤال يؤرق العقل الإسرائيلي ويدفعه للبحث عن الحل المتمثل بشن الحروب تمشيا مع طبيعة “إسرائيل” العدوانية. بظني ان هذا العدو أيقن أن أميركا بقيادة أوباما باتت غير قادرة على تلبية الرغبات الإسرائيلية العدوانية، الأمر الذي سوف يقود الصهيونية العالمية نحو السعي من أجل الإطاحة بإدارة اوباما، إما بالدسائس أو بالتغييب الجسدي لاوباما، ليلتحق برئيس أميركا الأسبق جون كينيدي..
لن يطول إنتظار هذا الحدث الدرامي ربما، فقد تكون مسألة شهور قليلة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.