الاستفاقة الأميركية على لبنان لحماية أطماع العدو البحرية والبرية

 

موقع العهد الإخباري ـ
حسن سلامة:

شكل الموقف اللبناني الجامع، خاصة على المستوى الرسمي رسالة قوية لم تكن تتوقعها قيادة العدو الاسرائيلي، ردّا على اسفزازات هذا العدو بما خص الادعاءات من البلوك رقم “9” والذي سيجّر لاحقا مطالبات بالبلوك رقم “8”، بحيث يدعي الاحتلال بأنهما يقعان ضمن المياه الإقليمية لفلسطين المحتلة، وكذلك بمحاولته سرقة مساحات واسعة من الأراضي على الحدود البرية تحت عنوان بناء جدار عازل لاعتقاده أن هذا الجدار سيحمي المستوطنات في حال قيامه بعدوان على لبنان.
ومن الواضح، بحسب مصدر وزاري، أن الاستفاقة الأميركية تجاه لبنان من خلال زيارة وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون وقبله زيارة مساعده لشؤون الشرق الأوسط دايفيد ساترفيلد أرادت محاولة تمرير ما يطرحة العدو الإسرائيلي من مزاعم حول المياه الإقليمية للبنان، وحول النقاط الـ 13 التي يتحفظ عليها لبنان على طول الحدود البرية.
وفي معطيات المصدر أن ما طرحه تيلرسون تكرار لما طرحه مساعده ساترفيلد من حيث محاولة الاميركي جرَّ الدولة اللبنانية الى فخ المفاوضات التي يراد منها، اولا” قبول لبنان من حيث المبدأ بتقاسم المنطقة البحرية التي يدعي العدو أنها تعود لفلسطين المحتلة من خلال ما كان قد طرحه الأميركي عام 2014 في عهد حكومة الرئيس نجيب ميقاتي من اقتراحات مشبوهة يتم من خلالها إعطاء الاحتلال ما يزيد عن 45 بالمئة من هذه المنطقة البحرية، وثانيًا قبول لبنان بأن يتفاوض مع العدو عبر الأميركي او الأمم المتحدة، وثالثا الضغط على لبنان لكي لا يذهب إلى مجلس الأمن، على اعتبار أن هذا الأمر سيحرج الأميركي ليس مع لبنان بل مع حلفائه في الغرب بعد تقدم شركات فرنسية وايطالية للمشاركة في عملية التلزيم التي جرى التوقيع عليها الأسبوع الماضي مع وزارة الطاقة في لبنان. وتشير إلى ان ما قدمه تيلرسون الى الرؤساء امس يوصل الى هذه الخيارات، خصوصا ان رئيس الدبلوماسية الاميركية بدا في كل ما قدمه متواطئا مع استفزازات العدو
لذلك توضح المصادر ان الموقف اللبناني الذي أُبلغ الى ساترفيلد والذي يؤكد حقه بكل ثروته في البحر دون نقصان متر واحد، سمعه الوزير الاميركي خلال لقاءاته مع كبار المسؤولين، بعد ان كان الرؤساء الثلاثة قد اتفقوا على كامل تفاصيل الموقف الذي سيتم تبليغة للوزير الاميركي، وهو الموقف نفسه الذي رفعه الجانب اللبناني الى اجتماع رأس الناقورة، بل انه جرى إبلاغ الاميركي والقوات الدولية ان الجيش اللبناني سيرد على اي تعدٍّ يقوم به العدو ضد حقوق لبنان البحرية والرية، لان هذا الاعتداء يعتبر عدوانا وخرقا للقوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة.

من هنا، يبقى السؤال الآخر، هل يندفع العدو نحو تنفيذ مزاعمه بالاعتداء على حقوق لبنان البحرية أو البرية ؟

في تقدير المصادر، إن لجوء الاحتلال إلى بناء جزء من الجدار عند رأس الناقورة، ومن ثم التوقف عن استكمال عملية البناء، حيث يوجد نقطة يتحفظ عليها لبنان على بعد مئات الامتار من الجزء الذي جرى تشيّده يشير بوضوح الى ان العدو قلق من حصول ردٍّ جدي من الجيش اللبناني مدعوما من المقاومة على اي اعتداء على حقوق لبنان، لكن هذا القلق لدى الاحتلال لا يمنع قيامه بمغامرة لمحاولة القرصنة باتجاه لبنان وبالتالي لا يمكن الركون إليه، لأن تاريخ هذا الاحتلال قائم على العدوان والإجرام والغطرسة .
الا ان المصادر تقول إن الولايات المتحدة، قطعًا لا يمكن أن تكون إلى جانب لبنان، وهي ليست طرفًا محايدا، فهي كانت دائما ولا تزال تحمي عدوانية العدو وإرهابه ومجازره ولذلك فالأمل الوحيد في منع العدو من وضع اليد على ما يدعيه من مزاعم حول حقوق لبنان البحرية والبرية، هو في بقاء الموقف اللبناني الموحد والحاسم برفض أي مسّ بمياهه الاقليمية وبحدوده البرية على قاعدة الثلاثية الذهبية الجيش والشعب والمقاومة بعيدا عن اي تنظيرات أخرى؛ وبالتالي، فإن الأنظار تتجه لما سيقوله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بهذا الخصوص في كلمته عصرا بذكرى القادة الشهداء .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.