البحرين: زعيم المعارضة يقفُ اليوم في أسوأ قاعات محاكم النظام

قناة اللؤلؤة:
لأول مرة منذ محاكمته بقرار سياسي من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، لن يقف زعيم المعارضة سماحة الشيخ علي سلمان وحيداً في قاعة حيّرت أحكامها الأحكام القراقوشية.

لن تكون الوفود الدبلوماسية أو وفود الجمعيات السياسية جالسة على مقاعد الحضور لمراقبة المحاكمة التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ القضاء.
اليوم صوت ريحانة الموسوي المغبون من شدة التعذيب وألم الإنتهاك سيطرق على مسامع الأمين، ودماء الشهيدين فاضل المتروك وهاني عبدالعزيز ستعود لتتجلى على مطرقة القاضي من جديد.
واليوم جراحات الشهداء كريم فخراوي وعلي صقر وزكريا العشيري ستكون أيضاً في قاعة المحكمة تسأل القاضي عن براءة القتلة.
اليوم 92% من أحكام التأييد الصادرة ضد المعتقلين السياسيين من قاضي محكمة استئناف محاكمة زعيم المعارضة ستكون حاضرة لأنها محاكمة شعب ما كانت لتكون لولا أنه طالب لا بشيءٍ سوى بإنهاء الدكتاتورية والتحول نحو الديمقراطية.

isa kaabi

في السابع من أغسطس/آب من العام 2012 أعلن الديوان الملكي عبر صحفات “جريدة الوطن” باسم مصادر مطلعة عن المجلس الأعلى للقضاء -الذي نصّب ملك البحرين نفسه رئيساً له- عن تعيينه رئيساً للدائرة الأولى لمحكمة الاستئناف العليا المدنية.
هو عيسى الكعبي، نفسه الذي يواجه اليوم زعيم المعارضة سماحة الشيخ علي سلمان في أسوأ محاكمة في التاريخ والتي وصفتها منظمة هيومن رايتس ووتش بالانعدام الواضح للعدالة.
والأسوأ من المحاكمة اليوم هو قاضي المحكمة عيسى الكعبي المقرب من وزير الديوان الملكي خالد بن أحمد آل خليفة، والكعبي نفسه لم يتوانى عن الإشادة بصديقه ولم يخفي في أكثر من مناسبة حضوره إلى بيت الديوان بمناسبة أو دونها.
فصول العلاقة بين وزير الديوان المتورط في “مشروع البندر” وقائد “جناح الخوالد” لم تكن وليدة ثورة الرابع عشر من فبراير فقد خرج القاضي الكعبي علناً ليشكر ويبجل خالد بن أحمد في الإعلام لما يقدمه وزير التأزيم “من جهود فعالة في خدمة السلطة القضائية” التي يُتغنى بأنها مستقلة في البحرين، جهود انسحبت على القضايا ذات الخلفية السياسية منذ جلوس القاضي الجديدة على كرسي الاستنئاف.

الأرقام تظهر أن الكعبي أيّد أكثر من 92% من الأحكام الصادرة ضد المحكومين في قضايا ذات خلفية سياسية وغالبية أحكامه المخفف كانت صادرة في قضايا جنائية أو في قضايا قتلة شهداء ثورة 14 فبراير.
الكعبي أصدر أحكاماً مخففة وبراء في كافة قضايا قتلة الشهداء الذي نظر فيها ولم يصدر من عينة بلغت 40 قضية سوى 3 أحكام مخفف في قضايا تظاهر سلمي بينما أيّد 34 قضية ذات خلفية سياسية وشدد بعضها.
خفض الكعبي قضية سرقة وإتلاف أسواق 24 ساعة في منطقة عوالي بسجن متهمين (16 سنة)، بالحبس 6 أشهر بدلا من عامين وبراءة آخرين بينهم 3 عسكريين.
كما أيد الكعبي الحكم الصادر بحق المعتقلتين نفيسة العصفور وريحانة الموسوي وثلاثة آخرين في قضية “الفورمولا” التي استضافتها البحرين في أبريل 2013، بالسجن خمس سنوات للمتهمين الخمس بالرغم من أن صوت ريحانة كان صادحاً في قاعة المحكمة التي سيكون فيها زعيم المعارضة سماحة الشيخ علي سلمان اليوم.
ريحانة أعادت أمام القاضي الكعبي رواية تعريتها وتعذيبها الشديد ولم يبدي القاضي الكعبي أي رد فعل على ما تحدثت به ريحانة الموسوي، حيث روت المعتقلة خلال محاكمتها السابقة أحداث تعذيبها بالتفصيل وتعريتها، ولكن المحكمة لم تحقق في الأمر ولم تتخذ أي اجراء.

kaabi

في 27 مايو 2013 خفضت الحكم الصادر ضد قاتل الشهيد هاني عبدالعزيز، بحبسة 6 أشهر بدلاً من سجنه 7 سنوات.
كما قبل الاستئناف المقدم من منتسبي الأمن المتهمين بقتل الشهيد عبدالكريم فخراوي تحت التعذيب أثناء فترة الطوارئ وخفض الحكم الصادر ضدهما من 7 سنوات إلى 3 سنوات.
وفي 27 مايو 2013 أيدت براءة منتسبي أمن تورطا في قتل الشهيد الشهيد فاضل المتروك، كما أيد براءة ضابطة من تعذيب الصحافية نزيهة سعيد في 23 يونيو من العام نفسه.
في 30 سبتمبر 2013 ، خفف الحكم الصادر ضد منتسبي أمن إلى عامين بدلاً من 10 في قضية قتل الشهيد علي صقر تحت التعذيب وبرائتهما من تهمة تعذيب الشهيد زكريا العشيري حتى الموت وكذلك براءة ثلاثة آخرين مما نُسب إليهم من تهمة العلم بوقوع جريمة وعدم الإبلاغ عنها.
في 24 ديسمبر 2013 أيد براءة ضابطين من تعذيب 6 كادرات طبية أثناء فترة اعتقالهم.
وفي 22 أغسطس 2015 خفف الحُكم على ضابط جمارك وسكرتير سفارة خليجية أدينا بتهريب ممنوعات عبر الجسر.
وبين هذه الأحكام يقف الأمين ليتخصر المشهد في نظام قضائي أُجمع عليه محلياً وعالمياً بعدم النزاهة ليكون “القضاء المستقل” مطلباً أساساً ضمن مطالبٍ لخصتها القوى الوطنية الديمقراطية المعارضة في وثيقة المنامة، واليوم فقط الحكم لن يكون قراقوشياً وإنما قراراً سياسياً.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.