البيان الختامي لوزراء الخارجية العرب يفضح دور الأنظمة في التآمر على شعوبها


صحيفة المنار الصادرة في قلسطين المحتلة عام 1948 ـ
كتب المحرر السياسي:

ما يسمى بـ (الجامعة العربية) ومقرها في القاهرة، ويحلو للبعض تمسيتها بـ “بيت العرب” باتت منذ سنوات خمس، أي مع بداية ما يسمى بـ “الربيع العربي”، مجرد “دائرة خليجية” تستخدمها المملكة الوهابية السعودية “خانا” لـ “خراف” تائهة، تلوح لها بـ “الخلطة” الوهابية المصنوعة خصيصا لهذه الخراف، والمكونة من “الميتة والدم ولحم الخنزير”!!

هذه الدائرة الخليجية، يلتقي بين جدرانها المسؤولون العرب من حين الى آخر، لصياغة بيانات معادية للأمة العربية.. واتخاذ قرارات حاقدة لاشعال الحروب، فهي نفسها التي طالبت مجلس الأمن الدولي بشن حروب عدوانية على سوريا وليبيا وغيرهما من الساحات العربية، يُساق المسؤولون العرب الى هذا “الخان” دون خجل وبلا كرامة، فالخيانة لديهم وبالنسبة لهم، مجرد وجهة نظر.
الاجتماع الأخير، الذي “سيق” اليه وزراء الخارجية “العرب”، تزعمته وقادته المملكة الوهابية الوهابية السعودية، وأوعزت به اسرائيل وأمريكا، وتلا بيانه الختامي، أحد “جهلة” الامارات، وتناقلته وسائل الاعلام الممولة بخزائن أموال النفط الخليجي. هذا اللقاء الذي احتضنته، للأسف، قاهرة المعز وعبدالناصر، هدفه التحشيد والتجييش ضد ايران، والسبب أن طهران تدافع عن قضايا الأمة وترفض السياسات الارهابية التي ترعاها وتنتهجها الرياض والدول الخليجية.. لقاء يستهدف جر الجمهورية الاسلامية الايرانية الى منزلق حرب خطيرة، تشارك فيها الى جانب الاعراب اسرائيل والولايات المتحدة بتمويل “كريم” ومفتوح من الوهابيين الخوارج والزنادقة.
وما يبعث على “التقيؤ” أن لقاء وزراء الخارجية “العرب!!”، تضمن ادعاءات كاذبة مفضوحة، منها، أن ايران تتدخل في الشؤون الداخلية للاعراب في الدول المجاورة، وبأن طهران تستضيف ارهابيين، انها ادعاءات باطلة تكشف عن حجم الحقد والانتقام والتبعية لواشنطن وتل أبيب، والعداء للقضايا المقدسة للأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ويفضح البيان الختامي لوزراء الخارجية الذي انعقد نصرة للوهابيين الارهابيين، ومشاركة منهم في نصب الفخ والكمين لايران نذالة الأنظمة التي يمثلونها، وأدوارها المشبوهة، وتآمرها على فلسطين قضية وشعبا، ودعمها للارهاب الذي تحتضنه وترعاه الدول الخليجية، انه دلالة واضحة على أن هذه الأنظمة أصبحت عاجزة لا حول لها ولا قوة.. تابعة لا قرار لها، معادية لشعوبها، ومجرد أدوات في أيدي جواسيس العصر والمرتدين في دول الخليج، قيادات العروبة منها براء، تسيء الى الدين.. مجرد “خراف” تساق الى “الخان” بـ “عصي الاعراب” المسمومة.
البيان الختامي لوزراء الخارجية العرب، مليء بالاكاذيب والادعاءات لا يمت الى الحقيقة بصلة، فايران لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد عربي، ولا تحتضن ارهابيين، والمقاومة في لبنان ليست منظمة ارهابية، هذه هي الحقيقة الساطعة التي لا يختلف عليها اثنان من ابناء الأمة.
ونسأل وزراء الخارجية “العرب” الذين مثلوا الأنظمة الغارقة في الذل والمهانة: من يدفع بالارهابيين الى ساحات سوريا والعراق واليمن وليبيا ومصر “التي احتضنت” إجتماع وزراء الخارجية المعيب والمخزي.. ومن يمول الارهاب ويدمر الساحات العربية..!! أليست الدول الخليجية وفي مقدمتها المملكة السعودية الوهابية؟! أليست عائلة آل سعود المرتدة هي التي ترعى الارهاب؟! فلماذا سمح وزراء الخارجية العرب لأنفسهم بتبرئة جواسيس العصر في الخليج من دعمهم ورعايتهم للارهاب، ولماذا قبلوا أن “يساقوا” الى لقاء مكشوف الأهداف، وفي مقدمتها التجييش ضد ايران؟!
والسؤال المرسوم بحجم الوطن العربي كله: لماذا لم يجتمع وزراء الخارجية لرفع الضيم والظلم عن الشعب الفلسطيني.. ولماذا لم يهبوا دفاعا عن الأقصى والقدس، ولماذا يقبل وزراء الخارجية بالحرب الارهابية المستمرة منذ خمس سنوات على الشعب السوري.. أليس الزنادقة في الرياض وعواصم الخليج بمشاركة من تركيا واسرائيل وأمريكا هم الذين يقودون هذه الحرب العدوانية ويمولونها؟!
أما ما تضمنه البيان الختامي لوزراء الخارجية العرب من اتهام لحزب الله، فهو ليس مفاجئا من أنظمة مرتدة مرتبطة بذيل المملكة الوهابية السعودية، التي تقيم تحالفا غير مقدس مع اسرائيل، وتآمرت معها منذ سنوات طويلة على المقاومة في لبنان، ودفعت المليارات للقيادة الاسرائيلية، لكي تواصل عدوانها على لبنان والمقاومة في العام 2006… والنظام السعودي الوهابي الذي يعمل في خدمة جهاز الاستخبارات الاسرائيلي، ليس غريبا عليه أن يتهم حزب الله، فهو طرف معاد منغرس في الخندق الصهيوني، فهذا هو دوره الوظيفي في المنطقة العربية!!
والسؤال الذي يطرح نفسه، هنا، وبقوة : أين دور “النخبة” في الساحة العربية، وما هو موقفها مما يجري ويحاك من خطط ودسائس.. أي دور المثقفين والمفكرين.. وقبل ذلك كله، لماذا هذا الصمت الشعبي في ساحة الوطن العربي على مخططات الحقد والخيانة والتآمر على الأمة.. ألم يحن الوقت بعد، لاقتلاع الوهابيين الارهابيين، وتلك الانظمة الرخيصة المرتبطة بالذيل السعودي؟!
وتحية لـ “لبنان” التي رفضت التوقيع على هذا البيان الرخيص؟!
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.