التخبط والغموض يغلفان افق تحركات التأليف الحكومي

 

سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على التأليف الحكومي، مشيرة الى ان الآمال في حكومة جديدة مؤجلة الا ان الابواب بدأت تفتح في بطء

تهويل إسرائيلي في فراغ لبنان

بدايةً مع صحيفة “النهار” التي كتبت أنه “ليس تفصيلاً عابراً ان تدخل اسرائيل على خط التوظيف السياسي والدعائي والامني والعسكري للواقع اللبناني الراهن من بوابة اطلاق موجات التخويف والتهديد المبطن أو المباشر المتصل بمزاعم عن اقامة “حزب الله ” قواعد منصات صاروخية ملاصقة لمطار رفيق الحريري الدولي أو في الضاحية الجنوبية. فبعيداً من الجدل العقيم في صحة او عدم صحة هذه المزاعم، يبدو الدخول الاسرائيلي على خطوط التوتر العالي اللبنانية في أقل التقديرات بمثابة محاولة متقدمة للاستثمار في الازمة السياسية الداخلية، الامر الذي يضع لبنان بكل قواه السياسية ومراجعه أمام مسؤولية استعجال تأليف الحكومة والتصدي للتحديات المتراكمة داخلياً وخارجياً حتى لو غلبت الانطباعات والتقديرات التي تستبعد مغامرة اسرائيلية عسكرية في لبنان في الظروف الحالية على الاقل. لكن وتيرة العبث الاسرائيلي من خلال اثارة المزاعم عن تهديد امن المطار اتخذت طابعاً سريعاً اذ عمدت اسرائيل لليوم الثاني الى التلاعب على هذا الوتر.

واضافت “في ظلّ هذا المناخ، غلف التخبط والغموض افق التحركات المتصلة بازمة تأليف الحكومة. واذا كانت عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى بيروت أمس أوحت بامكان تحريك المشاورات والمساعي لتجاوز التعقيدات التي تعترض التأليف، فان أي شيء ملموس لم يبرز بعد في الاتجاهات الايجابية الموعودة”.

وتابعت “قد تضاربت المعلومات عن امكان حصول تحركات في الساعات والايام القريبة أبرزها حديث عن لقاء سيجمع الرئيس عون والرئيس المكلف سعد الحريري في وقت قريب جداً لتداول المخارج الممكنة للازمة في ظل السقوف العالية للاشتراطات المتعلقة بالحصص وتوزيع الحقائب الوزارية. لكن مصدراً معنياً بعملية التأليف قال مساء لـ”النهار” إن العملية عادت برمتها الى المربع الاول في انتظار ما ستحمله الايام المقبلة من تطورات. وأوضحت أوساط مطلعة انه اذا كانت الساعات الاخيرة شهدت تصاعد الكلام لدى بعض المراجع عن حكومة اكثرية كخيار محتمل فان الواقع يؤكد ان لا امكان اطلاقاً لقبول أفرقاء اساسيين بهذا الخيار الذي يعني “حكومة بمن حضر”، مشددة على ان الرئيس المكلف يتمسك بحكومة توافقية، كما ان الثنائي الشيعي نفسه يؤيد حكومة توافقية ولا يماشي خيار حكومة الاكثرية. ورجحت ان يعود الرئيس عون نفسه على رغم تطرقه الى هذا الخيار، الى تأكيد تفاهمه مع الحريري على حكومة توافقية. وادرجت كلامه في اطار ممارسة الضغوط على القوى السياسية لاستعجال عملية دفع تاليف الحكومة بعد عودته من نيويورك”.

في المساء السرّي: الحريري كرّر لعون تعهّدات التسوية

بدورها، رأت صحيفة “الاخبار” أنه “مع ان الآمال في حكومة جديدة مؤجلة، الا ان الابواب بدأت تفتح في بطء. بعض الاقتراحات جدّي. الرغبة في التساهل والتفاهم اكثر جدّية من ذي قبل. بيد ان احداً لا يملك جواباً عن سؤال مفاده: مَن يُخرج كلمة السرّ من مخبئها؟”.

واضافت “لم يفضِ الاجتماع غير المعلن، بناء على طلب الرئيس المكلف سعد الحريري، بينه ورئيس الجمهورية ميشال عون مساء 22 ايلول – وهو الخامس منذ التكليف – الى ادنى تقدّم، سوى تأكيد الحريري بقاءه في قلب التسوية المبرمة مع رئيس الجمهورية منذ عام 2016، تحت عنوان المشاركة والتعاون. الموقف نفسه سمعه وزير الخارجية جبران باسيل من الرئيس المكلف عندما التقيا في اليوم نفسه، عشية سفر عون وباسيل الى نيويورك.
حصل لقاء مماثل في 3 ايلول. تغدّى الحريري وباسيل الذي اطلع منه على مسودته للحكومة الجديدة، قبل الذهاب بها الى رئيس الجمهورية”.

وتابعت “من غير ان يبدي جواباً عنها، عبّر عن عدم موافقته على طريقة مقاربة الحريري توزيع الحصص والحقائب، وخصوصاً ما اعطى النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ناهيك بما اعطى حزب باسيل. كان ذلك ايحاء بالتحفظ عنها. بيد ان عون، عندما استقبل الحريري في وقت لاحق يومذاك، اعلن رفضه للمسودة في بيان رسمي. انقطع مذذاك التواصل المباشر بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف الى حين انعقاد اجتماعهما الخامس في 22 ايلول”.

تضارب المواقف والمعلومات حول الأزمة الحكومية

من جهتها، قالت صحيفة “البناء” إنه “مع تضارب المواقف والمعلومات حول الأزمة الحكومية، بين الدعوة لحكومة أكثرية، ورفع السقوف التفاوضية، والمعلومات عن مشاورات تجري في الكواليس تتضمن مخارج للعقد، ينعقد المؤتمر الرابع عشر لحركة أمل برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي قام بالإشراف الشخصي على كل الأوراق والترتيبات التي تمت تحضيراً للمؤتمر ليكون بمثابة مؤتمر تأسيسي ثانٍ للحركة، كما يقول مصدر حركي قيادي، يرى أن الحركة تبلغ أربعين سنة منذ تغييب مؤسسها، وهي لا تزال تتخذ من فكره منهلاً لخطها العقائدي والسياسي ولمهامها الوطنية، والمؤتمر سيكون مناسبة لتحديد استراتيجيتها في مواجهة عالم ومنطقة يتغيّران بسرعة، ووطن ينوء بحمل أزمات وتحديات، والحركة قوة شعبية وسياسية فاعلة في لبنان والمنطقة ومعنية برسم مهماتها على أساس هذا الحجم والقدرة على التأثير، ولذلك يصح القول إن المؤتمر للحركة الفاعلة والقوية بالإنجازت هو بمثابة مؤتمر تأسيسي ثانٍ بعد تحولات كبيرة بالمنطقة وانعكاسها على الداخل، حيث لا يمكن إلا إعادة تأكيد موقع فلسطين كقضية مركزية وعقائدية ووطنية بانعكاساتها اللبنانية في ظل الهروب العربي من المسؤوليات، ويضيف المصدر القيادي نحن بحجمنا وتاريخنا معنيون وقادرون، سواء على المستوى الفلسطيني الفلسطيني أو على المستويين العربي والإسلامي”.

وتابعت “بالمقابل المنطقة تخرج من غيمة سوداء شكلت الحرب على سورية ذروتها في مشروع التفتيت والإسقاط. وينعقد المؤتمر بينما سورية تستعيد عافيتها، وتقترب من انتصارها على الإرهاب ونحن معنيون بتظهير العلاقة التاريخية والمستمرة مع سورية، وقيادة حراك لبناني تحت هذا العنوان. وفي المهام والتحديات يقول المصدر، مشروع المقاومة الذي يشكل عنوان الردّ على التحديات يتقدم ونحن مؤسسون ورواد فيه، لذلك فإن حماية المقاومة وتطوير موقع ودور الحركة في إطارها من مهام المؤتمر، خصوصاً لجهة تأكيد موقع الحركة في تجذير فكرة المقاومة كمشروع وطني، ويقول المصدر القيادي الحركي أن المؤتمر سيُعيد تأكيد التمسك الكامل باتفاق الطائف كركيزة أساسية لترسيخ الوحدة الوطنية، مع تأكيد استكمال تطبيق بنود الطائف كوصفة لم يكتمل تطبيق بنودها الإصلاحية بعد”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.