التغييرات في السعودية: مفاصل السلطة بيد أصحاب الخيار العسكري في اليمن

 

لا شك في أن السعودية
ومنذ إطلاقها عاصفة الحزم، وضعت وحدة ومستقبل المملكة رهن ما ستحمله المعركة الدائرة
في اليمن من نتائج. وبالتالي فإن أي تدبير داخلي سعودي لا بد أن يجيّش لمصلحة هذه المعركة
بما تحمله من أبعاد داخلية سعودية وخليجية وإقليمية ودولية. وُلّي أصحاب الخيار العسكري وأبعد الذين قيل إنهم لم يعرفوا بقرار الحرب على اليمن
بمن فيهم الوزير سعود الفيصل.عندما يربط الملك السعودي قراره بتعيين ابنه وزير الدفاع ولياً لولي العهد بقدراته
الكبيرة وصفاته، فإنه بذلك يقدم الخيار العسكري الهجومي الذي يمثله محمد بن سلمان.
ضارباً بعرض الحائط الانتقادات لنزعته المغامرة
والتوجسات من قلة خبرته. ما يعني أن الملك يعول على استراتيجية الحرب التي يقودها ابنه وزير الدفاع ويعطيها
شرعية وثباتاً.

تعميقاً لهذا الخيار العسكري يأتي رفع وزير الداخلية محمد بن نايف إلى مرتبة ولي العهد
لحاجة الملك إلى جدار دفاعي داخلي يحمي ظهر الخيار العسكري في اليمن وهو ما سماه الملك  تحديداً بـ”الوحدة
واللحمة الوطنية”. إضافة إلى أنه المفضل أميركياً وهو شارك إلى جانب محمد بن سلمان
وسفير المملكة في واشنطن عادل الجبير في قرار الحرب. والأخير بات يوصف بأنه رأس حربة
الديبلوماسية السعودية في الحرب على اليمن.

بهذا المعنى باتت مفاصل السلطة في يد من يتولى خيار الحرب على اليمن. خيار يقول المعارض
السعودي فؤاد إبراهيم إنه أحدث تباينات داخل العائلة المالكة لا سيما أن الحرب أخفقت
في تحصيل مكاسب إستراتيجية للسعودية.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.