الثورة: إلى أين؟؟!!

موقع إنباء الإخباري ـ
ماجدة ريا:

هناك مثل شعبي يقول “الجمل بنية والجمّال بنية” وهذا المثل عادة يطلق عندما ينطلق إثنان معاً، وكل واحد منهما يريد إن يصل إلى هدف غير الذي يقصده الآخر.

بعد مرور أكثر من عشرة أيّام على نزول الناس إلى الشارع تتسارع الأمور كتدحرج كرة الثلج لتكشف الكثير من الأمور، لكن ..

نبدأ من البداية حيث بدا للعالم أن شعب لبنان قد انتفض بسبب الجوع أو السياسات الإقتصادية الفاشلة، وبعد يومين بدأت تتكشف بعض الحقائق والتي تشير إلى أن من جوّعوا الناس هم من استولوا على هذه الحركة الشعبية وتولوا إداراتها، وبات من الواضح أن الشعب انتهى دوره لدى هؤلاء، وبدأوا بتنفيذ آجنداتهم على العلن ودون حياء أو خجل، وكأنّهم بخبثهم أرادوا أن يقولوا للعالم أن كل لبنان هو المنتفض، أما على من؟ فقد جاء إعلانهم متأخّراً بعض الشيء، إذا بات من الواضح أن حراكهم مسيّس بامتياز وهو موجّه ضد محور المقاومة يقوده المحور المقابل الولايات المتحدة الإمريكية وبعض دول الخليج وعلى رأسهم السعودية، وظهر فتّ الأموال الطائلة للسيطرة على ما سموّه ثورة!

الذين مشوا معهم منذ البداية لم تكن هذه نيتهم، وبعضهم يجهلون ما يحاك ضدهم، وما زالوا يريدون السير في الإحتجاجات رغم كل التناقضات التي باتت موجودة في الشارع.

وعندما أشار سيد المقاومة إلى وجوب ترك الساحات لأن البعض منها بات مشبوها، كان يتحدّث بلسان الخبير الحكيم المخضرم، المتابع لكل الشؤون الدولية والإقليمية فضلاً عن متابعة دقيقة للوضع اللبناني.

وبعد انكشاف المؤامرة على العلن ومن خلال الشاشات المأجورة التي تسلط الضوء على ما يساعد المتآمرين، مستغلين بذلك صرخة الناس ضد الجوع والفقر، ما زالوا يصرّون على غيّهم وضغطهم على الطبقات الأكثر فقراً، وهم في خيام الإعتصام يتنعّمون بكل ما يشتهون من مال وترفيه.

لم يعودوا حريصين على التعمية وباتوا يضغطون أكثر فأكثر باتجاه إرعاب الناس، وتجويعهم، من خلال قطع الطريق على الناس الذين ضحوّا بدمائهم وكل ما يملكون من أجل حياة هذا البلد.

اليوم تقطع الطرقات على المرضى والأطباء، على دخول الطحين والدواء، وبدأوا حتى بإقفال المطاحن في بعض الأماكن إمعاناً في إرهاب الناس بالجوع والفقر، يمنعون وصول الأدوية إلى الناس ومنهم من يلقى حتفه بسبب ذلك.

اليوم بدا واضحاً أن ما يراد من إسقاط مَن في الحكم هدفه تسليم البلد لأعداء محور المقاومة، بعد أن فشلوا بذلك عسكرياً في مختلف الساحات، ولا يمكن أن أفسر الأمر أنه صراع على السلطة بحد ذاتها، خاصة أن شعب المقاومة هو أكثر من يدفع ضريبة الدم والفقر، ولكن الصراع هو على عدم تسليم السلطة إلى من هم أكثر فساداً، إضافة إلى تاريخهم الإجرامي الطويل، وخناجرهم المزروعة في ظهر المقاومة ولم يتوقّفوا يوماً.

نحن اليوم أمام وضع حرج جداً، يحتاج إلى كثير من الوعي حتى لا تنزلق الأمور إلى ما لا تحمد عقباه! حمى الله لبنان وكل أوطاننا المقهورة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.