الخليج والخيارات الصعبة

jaafar-sleem1-gulf

موقع إنباء الإخباري ـ
جعفر سليم*:

كثيرة هي الأحداث المنتظر حصولها في العالم العربي، وتحديداً في بلاد الخليج. وما التفجيرات الأخيرة في الكويت والسعودية إلا مؤشراً على مدى نفوذ التكفيريين بين المواطنين وخاصة المتدينين وخريجي المعاهد الشرعية.

في السابق حصلت تفجيرات، بعد عودة المتطوعين العرب من أفغانستان وأطلق عليهم تسمية الأفغان العرب، وهم أنفسهم كانوا يتلقون الدعم المعنوي والنفسي والشرعي والمادي والعسكري لقتال “المحتل الروسي” دون غيره من جيوش الاحتلال، وخاصة جيش الاحتلال الصهيوني لفلسطين.
أذكر أنه كان في السعودية وحدها 300 مركز تطوع لاستقبال المتطوعين وإرسالهم إلى أفغانستان، وهكذا في أكثر من بلد في الخليج، ومن أبرزهم أسامة بن لادن، إضافة إلى عدد كبير من مصر، وأبرزهم أيمن الظواهري، ومن بلاد الشام وعلى رأسهم عبد الله عزام الفلسطيني، الذي كان على بعد أمتار من فلسطين المحتلة، وذهب إلى أفغانستان ليقتل على أيدي رفاق السلاح، ولا يزال الغموض يلف حادثة مقتله لليوم.

هناك حوار فكري عميق جرى قبل 35 سنة بين الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي والدكتور أيمن الظواهري، حول القضية المركزية للمسلمين في العالم، وانتهى بعد أشهر على فراق، فالأول يريد فلسطين القضية المركزية وقتال المحتل المباشر لها هوالأولوية، والثاني يريد قتال الدول العربية و الاسلامية الداعمة والمدعومة من الغرب، ومن ثم الانتقال لتحرير فلسطين.

اليوم نرى أن الفكر الذي ينتمي إلى مدرسة قتال “العدو الأقرب” هو السائد، ويعمل قتلاً وتدميراً في بلاد العرب والمسلمين، والصهاينة يتفرجون، وفي بعض الأحيان يتدخلون عسكرياً وطبياً لنصرة جبهة النصرة، فرع القاعدة في سوريا وداعش في مصر.

الأزمات في الخليج كبيرة جداً، وتصديرها إلى الخارج منذ خمسين سنة لن يجدي نفعاً اليوم عبر توجيه الاتهامات لقوى خارجية، والتي أصبحت بضاعة بالية مهترئة كالأنظمة السياسية التي تحكم اليوم.
بعد انفجار أبها، تنافس الإعلام السعودي في تقديم التحليلات، للقول إن إيران هي الداعمة للإرهاب، وهم يعلمون أنها بريئة كبراءة الذئب من دم يوسف، وهم أيضاً مدركون تماماً أنه في اليوم الذي يتخذون فيه القرار الذي لا بد منه للتنسيق مع إيران لمواجهة الارهاب، سيواجهون تمرداً كبيراً لا حدود له في الداخل، نتيجة الأفكار التكفيرية التي زرعوها في عقول الأجيال السابقة من خلال المناهج التعليمية في المعاهد الشرعية وغيرها.
* عضو اتحاد وكتاب صحافيي فلسطين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.