الدول الغربية تفشل في تمرير مشروع قرار ضد سوريا في مجلس الأمن

 

انتهت جلسة مجلس الأمن الدولي برئاسة الولايات المتحدة التي عقدت لبحث الحادث الكيميائي في بلدة خان شيخون في إدلب شمال سوريا، وذلك دون التصويت على مشروع القرار المقدم كل من فرنسا وبريطانيا وأميركا.

ولم يجر التصويت في مجلس الامن امس الاربعاء على مشروع القرار ، وذلك لأنه يجب أن يمضي 24 ساعة على وضع أي مشروع قرار بالأزرق لكي يكون صالحاً للتصويت.ويعود عدم التصويت امس إلى “كسر الصمت على مشروع القرار من دول مثل روسيا، ما يعيد مشروع القرار إلى التفاوض”.

وكان المفوض الأممي لشؤون نزع السلاح افتتح الجلسة بالقول إننا “نواصل جمع الأدلة حول هجوم إدلب ولا معلومات حتى الآن”.وأضاف “كنت على إتصال مع المسؤولين في منظمة نزع الأسلحة ومع مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، والمعلومات لا تزال ضئيلة لكن هجوماً كيميائياً وقع في خان شيخون أوقع عشرات القتلى والجرحى.وكشف أن هيئة جمع المعلومات تجمعها، إذا تأكدت فهذا أكبر هجوم كيميائي منذ هجوم 2013 في الغوطة الشرقية، مشيراً إلى أنه “لا يمكن تحديد وسيلة الضرب”.

روسيا: لا حاجة لاعتماد مشروع القرار الحالي

مندوب روسيا الاتحادية في مجلس الأمن فلاديمير سافرونكوف قال إن بلاده لا ترى حاجة لاعتماد مشروع القرار الحالي، مع تأكيده على إجراء تحقيق شفاف وغير مسيس في هجوم خان شيخون.وأكد المندوب الروسي على أن “استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل أي طرف غير مقبول”، وأن “عدم تصرف مجلس الأمن ضد استخدام المسحلين غاز السارين في خان العسل (غرب حلب) شجع الإرهابيين”.وقال المندوب إن “هناك علاقة واضحة بين منظمة الخوذ البيضاء والجماعات الإرهابية في سوريا.. وأصحاب الخوذ البيضاء يقدمون تقارير متضاربة بشأن هجوم خان شيخون وسلوكهم غير مهني”.وشدد المندوب الروسي على أن “مقاطع الفيديو التي نشرت بشأن هجوم خان شيخون مفبركة”، وأنه يجب على الجماعات المسلحة غير الشرعية التي تسيطر على خان شيخون السماح بوصول فرق التحقيق.وكشف المندوب الروسي عن أن ما حدث في خان شيخون هو استهداف مخزن يحتوي على مواد كميائية كان من المفترض استخدامها في العراق.
وختم المندوب الروسي كلمته بالقول إن “آلية عمل بعثة تقصي الحقائق لا تنسجم مع التقارير التي تبث عبر الانترنت وأنه لا يمكن الاعتماد على تقارير تؤخذ عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأدلتها مشكوك بها.

أميركا: لا نعرف ما حدث في خان شيخون لكن الهجوم يحمل بصمات النظام

المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هالي التي عرضت في بداية كلمتها صوراً لضحايا حادثة خان شيخون، قالت “لا نعرف ما حدث في خان شيخون لكن الهجوم يحمل بصمات نظام الأسد”، بحسب تعبيرها.وقالت “الأسد لا يجد محرمات أمام استخدام الأسلحة الكيميائية طالما هناك حماية من الاتحاد الروسي”، معتبرة أن “الحكومة السورية وروسيا وإيران لا يريدون السلام”.وتسائلت هايلي عن معنى فاعلية مجلس الأمن “إن لم نتمكن من تطبيق قرارات تحظر استخدام الأسلحة الكيميائية”، وقالت “نعلم أيضاً أن المجلس حاول جعل الأسد مسؤولاً قبل أسابيع، روسيا عارضت ذلك. لو تحملت روسيا مسؤولية لما بقيت أسلحة لدى النظام لاستخدامها”.وهاجمت المندوبة الأميركية روسيا معتبرة أنها “تستخدم روايات مزورة لحرف الانتباه عن الحقيقة”، وأضافت “لو كان لروسيا نفوذ في سوريا عليها أن تستخدمه لوقف الجرائم”، وختمت كلمتها بالقول “عندما تفشل الأمم المتحدة في العمل الموحد يأتي وقت علينا أن نلجأ إلى عملنا الخاص”.

مندوب سوريا: دمشق لا تملك أسلحة كيميائية وترفض استخدامها تحت أي ظرف

نائب المندوب السوري في مجلس الأمن منذر منذر أعاد التذكير بأن دمشق لا تملك أسلحة كيميائية وترفض استخدامها تحت أي ظرف كان، مضيفاً أن بلاده “كانت زودت منظمة حظر الأسلحة بتقارير عن امتلاك الجماعات الإرهابية لمواد كيميائية”.وقال منذر “هناك من يعتمد على تقارير إعلامية مفبركة لتوجيه تهم سياسية إلى الحكومة السورية، وهناك من يستغل الجماعات الإرهابية للهروب من استحقاقات أستانة وجنيف ونسف العملية السياسية، مؤكداً أن الحكومة السورية ترفض رفضاً تاماً تزوير الحقائق وفبركة الاتهامات.

مندوب بريطانيا: روسيا تدعم دمشق وتفشل التوافق في مجلس الأمن

وأعلن المندوب الفرنسي في مجلس الأمن أن “هجوم إدلب الكيميائي هو الأكبر منذ العام 2013″، وأن “المسؤولين عن الهجوم يجب أن يمتثلوا للعدالة”.
وأعلن أن بلاده  تحمّل “روسيا مسؤولية تطبيق وقف النار في سوريا بصفتها الضامن له.
المندوب البريطاني في مجلس الأمن اعتبر من جهته أنه “كان يجب إدانة سوريا وداعش منذ أشهر لاستخدام الأسلحة الكيميائية.. لكن بعد فيتو روسيا والصين تمادى النظام السوري وقتل أهالي خان شيخون”، بحسب تعبيره.ونفى المندوب البريطاني أن تكون المجموعات المسلحة لديها أسلحة يمكن أن تسبب العوارض التي شوهدت في خان شيخون، معتبراً أن غاز الأعصاب استخدم من خلال الطيران، وأن “هناك جهة واحدة لديها طيران وهي لا تسمح بالتفتيش.. وهي النظام السوري”، مشدداً على أن لا أدلة على تورط جهة غير الحكومة السورية في الحادثة.ودعا مندوب لندن روسيا للانضمام إلى المطالبين بإجراء تحقيق شامل في الحادثة “لاستعادة مصداقيتها”، ورأى أن “كل فيتو له عواقب وخيمة، وروسيا ما زالت تدعم دمشق وتفشل التوافق في مجلس الأمن”.
المندوب الإيطالي من جهته اتهم الحكومة السورية بانتهاك القانون الدولي وارتكاب الهجوم، وقال “بدون محاسبة الفاعل سيبقى هناك حافز لارتكاب المزيد من الجرائم المماثلة”.وأكد أن “هذه الجرائم تقتضي تقديمها إلى المحكمة الجنائية الدولية”، مشدداً على أن لا حل في سوريا بالوسائل العسكرية.

مندوب الصين: لا يمكن لأي دولة أن تجبرنا على التصويت وفق رغباتها

المندوب الصيني قال خلال كلمته أمام مجلس الأمن إن بكين مصدومة باحتمال استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا وتدين هذه الهجمات، مشدداً على أن الصين تدعم تحقيقاً مستقلاً حول كافة حالات استخدام الأسلحة الكيميائية.وأكد المندوب الصيني على أنه “لا يمكن لأي دولة أن تجبرنا على التصويت وفق رغباتها”، معرباً عن أمل بلاده بأن يستفيد مجلس الأمن من خطط السلام المطروحة ودعم المبعوث الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا بتعضيد وقف النار والمضي في تسوية سورية.وانتقد المندوب الصيني موقف بريطانيا الذي عبر عنه المندوب البريطاني في مجلس الأمن، قائلاً إنه “لا يصلح، بل إن ما يهدد به ليس في مصلحة الشعب السوري”، وأمل أن “تمتنع بريطانيا عن مثل هذه التهديدات”.وقال المندوب الصيني إن “مواجهة الإرهاب أهم موضوع، ويجب مواجهته معاً من قبل كافة الدول”.

المندوب المصري: ندعم محاسبة أي طرف ارتكب هذه الجرائم

مندوب مصر في الأمم المتحدة أكد أن “جرائم مثل هجوم خان شيخون يجب ألا تمر دون محاسبة”، معتبراً أن المدنيين في سوريا تعرضوا لجملة حوادث ومرت مرور الكرام دون محاسبة.وأشار المندوب المصري إلى “استخدام المنظمات لهذه الأسلحة”، محذراً من خطورتها على العالم، مؤكداً دعم بلاده لأي تحرك جاد في المجلس لعدم تكرار الحادث، وقال “مصر تساند محاسبة أي طرف ارتكب هذه الجرائم”.ودعا المندوب المصري كل الأطراف للتعاون مع بعثة تقصي الحقائق للوقوف على حقيقة تلك الأحداث، مبدياً أسفه لعدم الإجماع على المحاسبة في قرار سابق.

المصدر: الميادين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.