“الراي”: قلق هن توسيع الجهات الأصولية إطار استهدافاتها اللبنانية

 

ابدت مصادر وزارية لبنانية عبر “الراي” قلقاً من تصاعُد الوضع في الجنوب جراء هذه الظاهرة ولو انها تخشى في المقابل تنامي الإختراقات الأمنية والتداعيات التي قد تنشأ عنها. اذ تقول ان اطلاق الصواريخ سيبقى مجرّد ممارسات معزولة لن تدفع بإسرائيل الى ارتكاب خطأ الانجرار الى توسيع المواجهة الى حيث لم تقرر أساساً، كما ان «حزب الله» لن يُستدرج بدوره الى إشعال مواجهة لم يقررها. فالظروف التي أدت الى اشتعال حرب 2006 والتي صادفت ذكراها الثامنة في 12 يوليو الجاري ليست هي نفسها اليوم وسط تورّط الحزب خصوصاَ في سورية. كما ان الواقع في الجنوب تبدّل أقلّه لجهة وجود لاعبين آخرين أساسيين، منهم القوى الامنية اللبنانية بدليل توقيف مطلقي الدفعة الاولى من الصواريخ وأحدهم عنصر «غير منضبط» من «الجماعة الاسلامية» ومطاردة مطلقي الدفعة الثانية والتحسب لأي احتمالات اخرى.

ولكن المصادر تشير الى ان ما يثير القلق هو توسيع الجهات الأصولية إطار استهدافاتها اللبنانية في الفترة الأخيرة بما يشكل إنذاراً متقدماً لارتفاع وتيرة القلق الأمني في مناطق لبنانية مختلفة. فإطلاق الصواريخ لم يعد معزولاً عن الاستهدافات الارهابية في الداخل التي فرضت حال استنفار أمني واسع زادت وتيرته في الأيام الاخيرة في ظل تطورات جديدة منها بدء المحاكمات غداً في ملف أحداث بلدة عبرا (صيدا) التي أنهت قبل نحو عام ظاهرة الشيخ احمد الأسير الذي اعلن ما يشبه «الحرب» على «تيار المستقبل» ورئيسه سعد الحريري في اطلالة عبر «تويتر» عشية هذه المحاكمات مغرداً: «سيكشف أهل السّنة في لبنان عموماً وفي الشمال خاصةً خطرَ تيّار المستقبل على دينهم».

وكذلك، فان ما كُشف عن تهديدات لمسؤولين سياسيين وأمنيين على خلفية وضع

سجن رومية المركزي يتخذ بعداً أشد جدية وخطورة. اذ تقول المصادر الوزارية ان سائر المسؤولين الرسميين وُضعوا في معطيات تنذر بخط بياني لاستهدافات إرهابية محتملة متنقلة، وسط معلومات عن احتدام المواجهات في منطقة القلمون السورية، الأمر الذي

يفسر الحماوة التصاعدية على تخوم جرود عرسال في البقاع الشمالي. وقد سُجل

في اطار العمل على سحب فتائل التوترات الأمنية بدايةُ معالجةٍ للوضع المتوتر في طرابلس منذ ايام اذ نجحت جهود وزير العدل اللواء اشرف ريفي في إقناع أهالي بعض الموقوفين من «قادة المحاور» السابقين في فتح طرق كانوا اقفلوها طوال ايام مطالبين بإطلاق هؤلاء ومهددين بتصعيد احتجاجاتهم في الأيام القليلة المقبلة.

وتقول المصادر نفسها لـ “الراي” ان الوضع الأمني الضاغط سيعود الى تصدُّر الاولويات الحكومية بما يملي تبريد التوترات التي عادت تعصف بواقع الحكومة في ظل الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء التي دفعت برئيس الحكومة تمام سلام الى عدم توجيه دعوة الى جلسة لمجلس الوزراء الاسبوع الحالي مشترطاً توافق أطراف الحكومة سلفاً على ملف الجامعة اللبنانية الذي تسبب بفشل الحكومة في إنهائه. وتوقّعت تالياً ان تتكثف الاتصالات في الساعات المقبلة لاحتواء الخلافات نظراً الى خطورة الواقع الذي ستبدو معه الحكومة مشلولة امام تصاعد الأخطار الأمنية سواء في الجنوب ام في الداخل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.