الشتاء يطبق على اللاجئين السوريين

الظروف متردية بالفعل بالنسبة إلى ملايين اللاجئين الذين نزحوا من سوريا التي مزقتها الحرب، وبحثوا عن وطن جديد لهم في أوروبا ودول أخرى في الشرق الأوسط. والآن هناك عدو آخر يبدو في الأفق، وهو الشتاء.

وكالة الأمم المتحدة للاجئين ستقدم نحو 81 مليون دولار أميركي للاتحاد الأوروبي، من أجل تحسين ظروف الآلاف من طالبي اللجوء، الذين يعبرون حدود الاتحاد الأوروبي يومياً.

وفي مقابلة حصرية، أجرتها مجلة «فورين بولسي» في واشنطن مع أنطونيو غوتيريز، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قال الأخير، إن الطقس البارد والظروف الأكثر ضراوة في البحر، قد تخفف مؤقتاً من حركة اللاجئين من سوريا إلى أوروبا هذا الشتاء، إلا أن ذلك سيزيد من الحاجة إلى تحسين الجهود الإنسانية في هذا الشأن.

وتتطرق خطة مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، إلى كيفية حماية اللاجئين الموجودين في أوروبا بالشكل الأمثل، والعناية بالمراكز الخاصة بهم، والمناطق المخصصة بشكل مؤقت لهم، لضمان توفير ما يحتاجونه من مستلزمات.

وهناك برنامج خاص بالشتاء، يعنى بملايين اللاجئين الموجودين في الشرق الأوسط، إلا أن التمويل لا يزال قاصراً. ففي العراق، فإن برنامج اللاجئين الذي تصل قيمة المبلغ المخصص له إلى 66 مليون دولار أميركي، يمول نحو 52 % من الاحتياجات هناك، وهو ما أشارت المفوضة السامية لشؤون اللاجئين بشأنه، إلى أنه لن يلبي احتياجات نحو نصف مليون شخص من الوقود هذا الشتاء.

وهناك أكثر من 700 ألف شخص وصلوا إلى أوروبا عبر البحر هذا العام، وأكثر من ثلاثة آلاف شخص قتلوا في رحلة خطرة عبر البحر الأبيض المتوسط. اليونان وإيطاليا اكتظتا باللاجئين الواصلين إلى شواطئهما يومياً.

ألمانيا، على سبيل المثال، اعترفت بأنها وافقت على قبول نحو 800 ألف لاجئ هذا العام، بينما تبنى المجر أسواراً كي تحاول منع دخول اللاجئين إليها. وهددت سلوفينيا، أخيراً، بأن تفعل الشيء ذاته في حال لم تتسلم مساعدة بشكل مباشر، بموجب الخطة الجديدة، التي يؤيدها بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي في البلقان.

دور ألمانيا

وفي هذا الصيف، هاجم قادة الجناح اليميني في الاتحاد الأوروبي، ألمانيا ورئيس وزراء المجر، عقب أن أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أن ألمانيا سترحب باللاجئين، حتى لو لم يخرجوا من بلادهم بشكل قانوني.

وألقى أوربان باللوم على البيان الألماني، الذي قالت عنه بودابست، إنه غير قانوني، بموجب قانون الاتحاد الأوروبي، والذي أشار إلى وجود عشرات آلاف اللاجئين الذين ملؤوا محطات القطارات والمعابر الحدودية، على أمل الوصول إلى ألمانيا.

إلا أن أنطونيو غوتيريز، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، استنكر الفكرة، وقال لمجلة «فورين بوليسي»، إن اللاجئين الراغبين بالدخول إلى ألمانيا، قالوا إن هدفهم ليس سياسياً، وإنما الخوف من إغلاق الحدود الداخلية للاتحاد الأوروبي. إلا أن حلول فصل الشتاء، جعل الدول المجاورة للاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط، تبحث عن طريقة لتنظيم أنماط الهجرة بشكل أفضل.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.