“الشفافية الدولية”: دبي ملاذ عالمي لغسل الأموال

قالت منظمةُ “الشفافيةِ الدولية” إنَّ إمارةَ دبي “أصبَحت ملاذاً عالمياً لغسلِ الأموال، حيث يمكنُ للفاسدينَ وباقي أصنافِ المجرمينَ شراءُ عقاراتٍ فاخرةٍ من دونَ أيِّ قيود”.

وأشارَت المنظمةُ، في تقريرِها السنوي عن مؤشرِ الفسادِ في العالم، إلى أن هذه النتيجة خلَصَت إليها “شبكةُ التحقيقاتِ الصحافيةِ لمكافحةِ الفسادِ والجريمة” و”مركزُ الدراساتِ الدفاعيةِ المتقدمة في واشنطن” عن غسلِ الأموالِ في إمارةِ دبي.

وأضافَت المنظمة، التي تتخذ من برلين مقراً لها، “بالإمكانِ شراءَ عقارٍ في دبي يُقدرُ بملايينِ الجنيهاتِ الإسترلينية، شريطةَ امتلاكِ السيولةِ الكافية وبعد الإجابةِ عن بضعةِ أسئلةٍ من السلطاتِ المعنية”، بحسب موقع “الجزيرة” الإلكتروني.

وهذه ليست المرة الأولى التي تعبّر فيها “منظمة الشفافية” عن قلقها من وجود ممارسات مشبوهة في قطاع العقار في دبي، فقد ذكر مقال للصحافي دومينيك دودلي في مجلة “فوربس” الأميركية أنه “برغم الصورة السلبية المرتبطة بسمعة الإمارة في مجال غسل الأموال، فإن السلطات هناك لم تبادر إلى اتخاذ قرارات حاسمة للقطع مع هذه الصورة”.

وكان تقرير لـ “مركز الدراسات الدفاعية المتقدمة” في واشنطن صدر في يونيو / حزيران 2018، قد كشف عن أن هناك 44 عقاراً في دبي قيمتها 28.2 مليون دولار مملوكة بشكل مباشر لأفراد خاضعين للعقوبات، فضلاً عن 37 عقاراً بقيمة 80 مليون دولار في الإمارة نفسها مملوكة لأفراد يرتبطون بشكل مباشر مع هؤلاء الخاضعين للعقوبات.

واستند هذا الكشف إلى تسريبات لقاعدة بيانات تخص معلومات عن عقارات ووثائق إقامة للأشخاص المشار إليهم، وخلص تقرير المركز إلى أن الإمارات، خاصة إمارة دبي، “أصبحت ملاذاً آمنا لغسل أموال عدد من منتهكي الحروب وممولي الإرهاب ومهربي المخدرات”.

أوراق دبي

وفي أكتوبر / تشرين أول 2018، كشفت مجلة “لونوفال أوبزيرفاتور” الفرنسية عن أن العديد من التحقيقات باتت تستهدف عمل “الشبكة الدولية للتهرب الضريبي وغسل الأموال” التي تقودها مجموعة هيلان ومقرها إمارة رأس الخيمة في الإمارات.

وقالت المجلة إنها منذ كشفت في تحقيق استقصائي بعنوان “أوراق دبي” عن التهرب الضريبي وغسل الأموال انطلاقاً من إمارة رأس الخيمة، تسارعت التحقيقات في سويسرا ودبي وموريشيوس. وقد سمحت هذه التحقيقات، بحسب المجلة، “بفهم مدى انتشار أنشطة مجموعة هيلان، وهي شبكة واسعة للتهرب الضريبي وغسل الأموال”.

عقارات بريطانيين

وفي يونيو / حزيران 2018، قالت صحيفة “ذي غارديان” البريطانية إن دبي “تخطت جزيرة كوستا ديل كرايم الإسبانية المعروفة بأنها أسوأ مكان في العالم من حيث غسيل الأموال”، مشيرة إلى أن “بريطانيين كلفوا الخزينة البريطانية خسارة مليارات الجنيهات الإسترلينية”.

ووفقاً لـ “ذي غارديان”، فإن محققين بريطانيين يدرسون معلومات مسربة للعقارات في دبي تبين أن بريطانيين استخدموا دبي لإخفاء 16.5 مليار جنيه إسترليني كضرائب للمملكة المتحدة، ما بين عامي 2005 و2016.

وأوضح رود ستون، مساعد مدير “وحدة التنسيق الوطنية للإيرادات والجمارك الخاصة في الجريمة المنظمة”، أن “المحتالين كانوا يودعون البضائع في دبي خلال عام 2005 لشل قدرة سلطات الضرائب على معرفة تحركاتها”.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.