الشيخ هشام خليفة لـ “إنباء”: أهل العلم لن يتراجعوا أمام استهداف العلاّمة البوطي

hisham-khalifeh

موقع إنباء الإخباري ـ
أجرى المقابلة: ساجدة شاهين:
تشكل شهادة العلاّمة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي محطة فارقة في مسيرة استهداف العلم والعلماء من قبل قوى ظلامية تعمل على تعميق الشروخ بين المسلمين وتفتيت أمتهم وتحطيم قوّتهم.
وإزاء المكانة العالية التي كانت للعلاّمة الشهيد، فإن العلماء الأجلاّء في أمتنا يقفون بإجلال وتقدير أمام علمه ودوره في معالجة القضايا العقائدية والدينية في عصرنا.
“موقع إنباء الإخباري” استطلع آراء عدد من العلماء حول الدور الذي كان يلعبه العلاّمة الشهيد، وكانت وقفته الأولى مع شخصية علمائية بارزة في لبنان، تحمل العلم الغزير وتمارس العمل الصالح، وتحرص على الاعتدال في ظل موجات التكفير والتطرف التي باتت تجتاح مجتمعاتنا.
مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية سماحة الشيخ هشام خليفة تفضّل بالرد على أسئلة موقعنا حول العلاّمة الشهيد، وهذا نص الحوار:

ـ بالطبع قرأتم فضيلتكم البعض من كتب الشهيد الشيخ البوطي ما هي الرؤية التي تبلورت لديكم من خلال قرائتكم لهذه الكتب والمؤلفات ؟

* نعم بالفعل. هل هناك من لم يقرأ كتب العلامة الدكتور البوطي التي كانت مكان تقدير من علماء الأمة وعوامها؟ وحتى الذين خالفوه في الرأي كانوا يحترمون كتاباته وأسلوبه الراقي وحججه الدامغة البعيدة عن الأهواء.

boutti1ـ برأيكم، ومن منظوركم الخاص، أين تصب هذه المفاهيم التي تحدّث عنها الشيخ الشهيد في مستقبل المسلمين وخاصة مع الظروف السياسية الراهنة؟

* عندما يلتزم العالم بالأصول والقواعد المتعارف عليها بين العلماء يجعل الفائدة من الكتب فائدة محققة على الموافق والمخالف له. بالتالي فقد أثر الشهيد الشيخ في كتاباته أنه أنشأ جيلاً يحاكي ما كتب ويتبنى هذه الآراء المقنعة والواضحة، وهذا التأثير سيواجه الأفكار المتطرّفة والمتشدّدة التي كان يواجهها الدكتور بالأدلة والبراهين، ما يشكل في المستقبل سداً علمياً إذا أحسن نشره واستعماله في مواجهة الأفكار الفئوية المتشددة والمتطرفة.

ـ هل كان لفضيلتكم لقاءات مباشرة مع الشيخ الشهيد؟

* نعم اجتمعت به بعدة مؤتمرات في سوريا واليمن والامارات كان هو حاضراً فيها، وكنا نشهد له تميزه الواضح بين الحضور والعلماء وتقديراً من الجميع لقيمة مشاركته التي تكون هي الفاصل لرقي معانيها وسمو مبانيها في طريقة طرح المسائل ومعالجتها، والكل أيضا كان يشهد له حسن أخلاقه وشفافية روحانيته التي كانت تظهر في سلوكياته مع المجتمع..

ـ هل يرى فضيلة الشيخ في استهداف وشهادة الشيخ الشهيد محطة يمكن أن توحد الآراء من جديد و تحقق اتحاداً علمائياً أكبر لتغيير الوقائع الراهنة على الساحة السياسية المغطاة بطابع مذهبي؟ هل سيشهد الواقع العلمائي فرزاً جديداً بعد استشهاد الشيخ الشهيد؟

* لا شك أن شهاد العلامة الكبير ستفرز الواقع العلمائي فرزاً جديداً، لأنه يحمل رسالة ويسير على طريق الأنبياء والمصلحين متأكداً أن هذا الطريق كان مليئاً بالصعوبات والتضحيات. بالتالي على هذا القسم الذي اختار قول الحق وحمل الأمانة أن يتحضر نفسيا وعلمياً لأن يواجه بما ووجه به من سبقه ممن ذكرنا، والقسم الثاني قد يدفعه ذلك أن يلتزم الحذر والتأني خوفاً من خوض الفتن والأثمان الباهظة التي يدفعها حملة الدين والحق. وبالتالي أهل العلم لن يتراجعوا ولو أنهم شاهدوا هذه الجريمة التي طالت هذا العلامة، فهذا قدر العلماء الربانيين المخلصين الذين يرون أن هذه المواقف الصادحة بالحق هي مواقفهم وواجبهم أمام الله تعالى وأمام أمتهم ودينهم ولو خالفهم البعض وغضب منهم البعض الآخر رجاء نيل الثواب والكلمة الطيبة والدعوة للوحدة ورفض كل ما يخالف أمور الدين من تخلّف وتعصب وتطرف.

ـ أين تضعون شهادة الشيخ الشهيد البوطي في السياسة؟
*  الباب مفتوح للجميع وعلى الجميع باعتبار أن السياسة في هذا الزمن يدخل بها الكاذب والصادق والأمين والخائن، وبالتالي فإن اغتيال الدكتور البوطي يدخل في هذا الاطار، وفي واقع ما يحضّر لمنطقتنا وبلادنا من مؤمرات.

تعليق 1
  1. fouad byad يقول

    مقابلة رائعة ومثمرة مزيد من النجاح صديقتي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.