الصحف الأجنبية: التحالف الأميركي السعودي يهدد أمن أميركا

us newspaper

أكد باحثون أميركيون أن التحالف الأميركي مع السعودية لا يخدم المصالح الاميركية ولا يؤدي سوى الى المزيد من عدم الاستقرار في المنطقة، فيما سلطت صحف غربية الضوء على عملية استهداف الطائرات الاميركية القيادي في داعش ابو عمر الشيشاني  وما رافقه من ترحيب روسي.

كتب نائب رئيس قسم الدفاع ودراسات السياسة الخارجية في معهد “كايتو” “Christopher Preble” مقالة نشرت على موقع “National Interest” بتاريخ 16 آذار/مارس الجاري والتي رد فيها على المقالة الأخيرة التي كتبها مدير الاستخبارات العامة السعودية الأسبق تركي الفيصل تحت عنوان:”سيد اوباما، نحن لسنا ركاب مجانيين”.
الكاتب سلط الضوء على ما ورد في مقالة تركي الفيصل (والتي جاءت بدورها رداً على الانتقادات التي وجهها اوباما الى الرياض في مقالة الصحفي “Jeffrey Goldberg”، على التالي:
“هل أن الأمر ربما يتعلق بكونك غاضباً من مساعي المملكة لدعم الشعب المصري عندما انتفض ضد حكومة الإخوان المسلمين بينما انت دعمتها؟” (الفيصل مخاطباً اوباما)
ورأى الكاتب أن كلام الفيصل هذا الذي يفيد بان الرياض تحترم ارادة شعوب المنطقة هو مضحكاً، مضيفاً: “اسألوا المتظاهرين في البحرين، أو حتى المصريين”.
وفيما يخص ما قاله الفيصل بان السعودية ليست “راكباً مجانياً” (وهو مصطلح يعني الاستفادة من العلاقات الثنائية مع واشنطن دون القيام بشيء مقابل وتحميل اميركا كامل العبء)، رد الكاتب بان العلاقات الاميركية السعودية دائماً ما تعارضت مع التزام اميركا المعلن بالديمقراطية وحقوق الانسان. واضاف ان السعودية مملكة تديرها عائلة واحدة مع “دعاة سلالة متزمتة من الاسلام”. كما اشار الى ان النظام القانوني في السعودية يسمح بالاعدامات العلنية ويحرم النساء من ابسط الحقوق ويجيز اضطهاد الاقليات الدينية والعرقية.

وفي الوقت نفسه، شدد الكاتب على ان التحالف الاميركي السعودي لا يسيء فقط الى القيم الاميركية، بل يهدد كذلك الامن الاميركي. ولفت الى ان الولايات المتحدة ومنذ الخمسينيات على الاقل، كثيراً ما تورطت في خلافات إقليمية لتهدئة المخاوف السعودية والتأكيد على التزامها بأمن السعودية. ونبه الى ان النتائج كانت سيئة في الكثير من هذه الحالات، مستشهداً بالحرب في اليمن والتي قال انها تخاض “بالنيابة عن السعودية”.
كذلك اشار الكاتب الى أن 15 شخصاً من أصل 19 نفذوا هجمات الحادي عشر من ايلول كانوا سعوديين، مضيفاً ان اسامة بن لادن كان يبرر هجماته ضد اميركا والتي بدأت بالتفجيرات التي استهدفت سفارات اميركية في افريقيا عام 1998، بانها ردٌّ على التواجد العسكري الاميركي في المملكة.
واعتبر الكاتب ايضاً ان التحالف الاميركي السعودي لعب دوراً اساسياً في نشر الراديكالية داخل المنطقة وتفككها وقوض الليبرالية والامن، مشدداً على ان التحالف لا يزال يتسبب بذلك.

وفي الختام قال الكاتب انه وفي كل مرة يعلن فيها المسؤولون الاميركيون التزامهم بالديمقراطية وحكم القانون والحفاظ على الحقوق العالمية، يكون لدى المنتقدين ردٌّ يتألف من كلمتين “Saudi Arabia”.

ترحيب أميركي بانتقادات اوباما الاخيرة للحلفاء

من جهته، الباحث “Daniel DePetris” كتب مقالة نشرها ايضاً موقع “National Interest” في الـ 17 من الجاري، قال فيها إن الاميركيين من كافة الانتماءات السياسية يمكن ان يقدروا كلام اوباما الذي نشر في مقالة “Jeffrey Goldberg” لجهة تحمل واشنطن العبء الاكبر في “حل مشاكل العالم” بينما يرجح ان يشتكي الحلفاء المقربون من غياب الحراك الاميركي بدلاً من ان يساعدوا على حل المشاكل.

الكاتب لفت الى أن عبارة “الركاب المجانيين” التي استخدمها اوباما ليست جديدة وقادرة ان تحظى بتأييد الاميركيين، حيث تصب في قلب ما يعترض عليه العديد من الاميركيين حيال العالم – بأن الدول معتادة على ان تكلب إلى واشنطن حل مشاكلهم بالنيابة عنهم. ولفت الى ان ظاهرة “الركاب المجانيين” تزداد شعبية مع استخدام المرشح الجمهوري الاوفر حظاً “دونالد ترامب” هذه العبارة بشكل متكرر بغية القول بان الحلفاء لا يقدرون واشنطن بالشكل المطلوب.

وقال الكاتب ايضاً، إن اوباما يمكن أن يكون قد خرق “اللياقة الدبلوماسية” عبر تسمية بعض القادة الاجانب، الا ان ذلك لا يعني ان ما قاله غير صحيح. ورأى ان عدم استعداد الدول الاوروبية تنفيذ التزامتها في اطار الانفاق الدفاعي لحلف الناتو، وغياب الدور الاوروبي الفاعل في الحرب ضد داعش، اضافة الى اعتماد العالم العربي على الولايات المتحدة لتوفير الامن، رأى ان كل ذلك يفيد بان احباط اوباما حيال الحلفاء ليس مبنياً على الاوهام بل على الحقيقة.

سياسات محمد بن سلمان تصنع مشهدا خطيرا في اليمن

من جانبه، الصحفي “Bill Law” كتب مقالة نشرت في صحفية الاندبندنت البريطانية بتاريخ 17 الجاري، قال فيها ان ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أراد جراء حربه على اليمن، تثبيت نفسه كزعيم للجيل الجديد من العرب.

وقال الكاتب أنه يصعب فهم المزاعم السعودية بأن الأهداف في اليمن قد تحققت، في وقت لا يزال الحوثيون يسيطرون على العاصمة صنعاء والكثير من المناطق الشمالية.كما لفت الى ان تنظيم القاعدة حقق مكاسب ميدانية كبيرة في الجنوب وبات يسيطر على محافظة حضرموت الغنية بالنفط ومدينة المكلا الساحلية التي تقع ضمن المحافظة نفسها، مضيفاً ان داعش ايضاً أنشأ تواجدًا له في اليمن نتيجة الحرب.

وأشار الكاتب ايضاً الى ان مدينة عدن اصبحت مسرحاً لعدد من الهجمات الارهابية وأن العديد من اهم المسؤولين التابعين للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي تعرضوا للاغتيال من قبل جماعات مثل القاعدة وداعش.

الكاتب لفت الى أن السعوديين أصبحوا يتحدثون عن نهاية مرحلة القتال ويتوعدون باعادة اعمار البلاد، لكنه نبه الى ان السعوديين سبق وقالوا كلاماً مماثلاً في نيسان/أبريل الماضي، ولكنهم واصلوا عمليات القصف. غير أنه شدد بالوقت نفسه على أن تأييد الشارع السعودي للحرب قد تراجع مع ارتفاع الخسائر داخل صفوف الجيش السعودي. وأضاف انه وبينما تشير الارقام الرسمية الى مقتل 300 عنصراً من القوات السعودية، الا ان مصادر موثوقة قالت للاندبندنت ان الرقم الحقيقي هو عشرة اضعاف على الاقل.
بناء عليه، قال الكاتب، بدأ محمد بن سلمان البحث عن مخرج، وكذلك الاميركيون الذين اصبحوا يدركون بان تنظيم القاعدة هو التهديد الحقيقي. واضاف انه بناء على ذلك تمارس واشنطن الضغوط على الرياض لوقف الحرب، لكنه اعتبر ان ذلك لن يكون سهلاً.

واشار الكاتب الى ان الحوثيين مستعدون للاتفاق، لكن بحسب شروطهم، ما يعني عدم إعطاء أي دور لهادي.كما قال ان السعوديين سيعارضون اعطاء اي دور للرئيس السابق علي عبدالله صالح، مضيفاً ان الاخير قد يخرب أية محادثات سلام في حال تخلى عنه الحوثيون ايضاً.

كذلك لفت الكاتب الى ان الاماراتيين دخلوا الحرب على أمل تأمين مدينة عدن والمنطقة الجنوبية كمنطقة نفوذ لهم، وبالتالي هم سيريدون حصة ايضاً.

وفيما يخص تنظيم القاعدة، اعتبر الكاتب ان طردهم من حضرموت سيتطلب حربًا جديدة. وعليه قال ان كل ذلك، الى جانب دخول داعش الى البلاد، قد رسم مشهدًا خطيرًا جداً، ناتجًا عن افعال محمد بن سلمان الذي وصفه الكاتب بالمتهور المستعجل.

وختم الكاتب بالقول إن الوضع في اليمن يصبح اكثر فاكثر في مستوى تعقيد الوضع في سوريا نفسه.

دلالات الاستهداف الاميركي لـ”أبو عمر الشيشاني”

أما محرر الشؤون الدفاعية في صحيفة الاندبندنت “Kim Sengupata” فكتب مقالة نشرت بتاريخ 17 الجاري، قال فيها ان مقتل المدعو “أبو عمر الشيشاني” سيؤثر بشكل كبير على داعش.

وأشار الكاتب الى ان “الشيشاني” الذي هو من اصول شيشانية وجورجية، كان انجح القادة العسكريين لدى داعش، حيث لعب دورًا اساسياً في الانتصارات التي مكنت التنظيم من توسيع الاراضي التي يسيطر عليها بسرعة فائقة.

كما لفت الكاتب الى انه وبينما اعلن عن مقتل الشيشاني مرات عدة في السابق قبل ان يظهر من جديد، الا انه يبدو ان الاخير قد قتل بالفعل او اقله اصيب بجروح بالغة جراء الضربة العسكرية الاميركية التي استهدفته على احدى الطرق المؤدية الى الرقة في الثامن من آذار/ مارس الجاري.

وأضاف الكاتب ان الولايات المتحدة وضعت جائزة بقيمة خمسة مليون دولار لمن يقتل الشيشاني، الذي هو من اب مسيحي وام مسلمة. واشار الى ما قاله البنتاغون بان الشيشاني له تجربة طويلة في خوض المعارك وقاد مقاتلي داعش في معارك عدة، وبأن عملية استهدافه سيكون لها “اثر سلبي” لجهة قدرة داعش على تجنيد المقاتلين، خاصة من الشيشان ومناطق القوقاز، وان ذلك سيصعب على داعش عملية الدفاع عن معاقلها في سوريا والعراق.
كذلك اوضح الكاتب ان الشيشاني كلف بمهمة تنظيم الدفاعات عن الرقة، وبالتالي فان ازاحته عن المشهد سيسهل على القوى المعادية لداعش، وعلى رأسها وحدات حماية الشعب الكردية، التقدم باتجاه الرقة.

وقال الكاتب ان الروس ايضاً كانوا يحاولون قتل الشيشاني ورفاقه، مشيراً الى ان موسكو قالت من جهتها انها كانت تستهدف مقاتلين من دول القوقاز عندما اسقط الاتراك احدى طائراتها. واشار ايضاً الى انه يشتبه بان الاستخبارات الروسية متورطة بقتل الشيشاني المدعو “Abdulvakhid Edelgiryev” في اسطنبول، الذي قاتل الى جانب الشيشاني في سوريا.

وعليه، نبه الكاتب الى ان الولايات المتحدة قدمت خدمة لموسكو عبر استهدافها الشيشاني، غير انه اشار بالوقت نفسه الى ان الاميركيين هم من دربه. فقال ان الشيشاني والذي اسمه الحقيقي هو “Tarkhan Batirashvili” كان في الجيش الجورجي و انضم الى وحدة من القوات الخاصة التي دربها مدربون اميركيون على القيام بعمليات عسكرية خلف خطوط العدو لمواجهة روسيا.

وأوضح الكاتب ان الشيشاني شارك في الحرب الجورجية الروسية عام 2008 لكنه سجن اثر اكتشاف متفجرات بحوزته، مضيفاً ان الشيشاني اعتنق الفكر الوهابي خلال فترة سجنه ومن هناك بدأ مسيرته “الجهادية”.

وذكّر الكاتب بان هذه ليست المرة الاولى التي اضطر فيها الاميركيون الى محاربة اسلاميين قامت هي بتدريبهم، وختم بالقول ان ايجاد داعش لبديل مناسب عن الشيشاني سيستغرق وقتاً.

كلام كيري عن ارتكاب داعش عمليات إبادة

بدوره، مجلس تحرير صحيفة نيويورك تايمز نشر مقالة في 18 من الجاري، سلط فيها الضوء على الكلام الاخير لوزير الخارجية الاميركي جون كيري بان داعش قامت بعمليات ابادة.

ولفتت الصحيفة الى ان واشنطن لم يسبق وان تحدث عن عمليات ابادة الا في اربع حالات: وهي في كامبوديا عام 1989، وفي البوسنا عام 1993، وفي روندا عام 1994، وفي السودان عام 2004. واشارت الى كلام كيري بان “داعش مسؤول عن ارتكاب ابادة جماعية ضد مجموعات داخل مناطق سيطرتها، مثل الايزيديين والمسيحيين والشيعة”.

وشددت الصحيفة على ان الادلة ضد داعش “لا جدل فيها”، لافتة ايضاً الى ما قاله كيري بان “داعش تقتل المسيحيين لانهم مسيحيون، والايزيديين لأنهم ايزيديون،و الشيعة لانهم شيعة”.

كما رأت الصحيفة ان توصيف وزارة الخارجية الاميركية ما تقوم به داعش بأنه عمليات ابادة يجب ان يجعل الكونغرس اكثر استعداداً للسماح للمزيد من اللاجئين السوريين “الناجين من الابادة” بالدخول الى الولايات المتحدة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.