الصحف الاجنبية: التدخل السعودي في سوريا قد يشعل حربا عالمية

 

قال صحفيون غربيون انه تم اتخاذ الخطوات الاولى نحو دخول قوات سعودية برية الى سوريا، في الوقت الذي تخوفوا فيه من أن يؤدي هذا التدخل الى تفاقم النزاع، خاصة في ظل تحذيرات المسؤولين الروس.

وفي اطار متصل، اعتبر صحفيون غربيون آخرون ان روسيا تتفوق على الولايات المتحدة في سوريا بمختلف المجالات، بينما حذر تقرير اممي جديد من توسع تهديد داعش خلال العام الحالي.

آفاق التدخل السعودي في سوريا

كتب مراسل الشؤون الدفاعية في صحيفة الاندبندنت البريطانية “Kim Sengupata” مقالة نشرت بتاريخ الحادي عشر من شباط/ فبراير الحالي قال فيها انه تم اتخاذ الخطوات الاولى لدخول “قوات تقودها السعودية” الى سوريا، مضيفاً ان هذه الخطوة قد عززت المخاوف من انجرار القوى الاقليمية الى نزاع دموي لا نهاية له.

وأشار الكاتب الى ان ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان (الذي يشغل ايضاً منصب وزير الدفاع) قدم خطط بلاده العسكرية خلال قمة عقدت في مقر حلف الناتو في بروكسل، والتي تمحورت حول الحرب في سوريا. كما لفت الى ان وزير الحرب الاميركي آشتون كارتر قد صرح عقب ذلك بان تم بحث قضايا مختلفة مع السعوديين حول “استخدام القوات البرية”.

كذلك اشار الكاتب الى كلام كارتر بانه تم بحث مساهمة القوات البرية السعودية الممكنة في تدريب قوات الجيش والشرطة، وايضاً استخدام عناصر القوات الخاصة والمساعدة اللوجستية. ولفت الى حديث كارتر عن تعزيز السعودية دورها في اطار الحرب على داعش، مضيفاً انه سيتم النظر في العروض التي قدمتها السعودية (بادخال قوات الى سوريا) خلال الاسابيع المقبلة.

وذكّر الكاتب بالكلام السعودي عن قيادة قوة من تحالف اسلامي، منبهاً الى مشاركة كل من دولة الامارات والبحرين والاردن والكويت في القمة التي عقدن بمقر الناتو. وتطرق الى تصريحات وزير الدفاع البريطاني “Michael Fallon” الذي التقى بن سلمان خلال القمة، حيث قال “اننا نرحب بالعرض (السعودي). السعوديون جادون، وهم يقودون هذا التحالف”.

وبينما اشار الكاتب الى ان السبب المعلن للتدخل السعودي المطروح في سوريا هو من اجل محاربة داعش، تحدث بالوقت نفسه عن وجود مخاوف من ان يؤدي هذا التدخل الى توسيع وتصعيد العنف الطائفي. واكد وجود تصور بان القوات التابعة “لدول الخليج السنية” ستقدم الدعم “للمتمردين السنة” في سوريا الذين يخسرون ميدانياً وان يدخلوا بالتالي في نزاع ضد “الاعداء الشيعة” كالمتطوعين الايرانيين ومقاتلي حزب الله الذين يدعمون نظام الرئيس بشار الاسد.

كما سلط الكاتب الضوء على  كلام رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف الاخير الذي وجه فيه انذارا من القيام بمثل هذه الخطوة، حيث دعا “كافة الاطراف الى الجلوس على طاولة المفاوضات بدلاً من اشعال حرب عالمية جديدة”. ولفت الكاتب ايضاً الى ما قاله ميدفيديف خلال هذا الحديث بان “على شركائنا الاميركيين والعرب التفكير جيداً: هل يريدون حرب دائمة؟ سيكون من المستحيل تحقيق نصر سريع بمثل هكذا حرب”.

هذا وتناول الكاتب ايضاً كلام كارتر في بدء الاجتماع والذي تحدث فيه عن “بداية مرحلة جديدة في الحملة ضد داعش”. وتطرق كذلك الى كلام المتحدث باسم الجيش السعودي الجنرال احمد العسيري الذي قال ان “لا تراجع عن القرار” بارسال قوات برية الى السعودية. وزعم العسيري بحسب الكاتب ان التحالف قد يتألف من اثنين وثلاثين بلداً اسلامياً، مضيفاً انه تم تسليم الخطط المرسومة الى التحالف الذي تقوده اميركا و ان الخطط ستكون جاهزة للتنفيذ مع حلول شهر آذار مارس او نيسان ابريل القادمين.

روسيا تتفوق على الولايات المتحدة في سوريا

بدوره، المحرر بصحيفة الغارديان البريطانية “Simon Tisdall” كتب مقالة نشرت بتاريخ الحادي عشر من شباط ايضاً قال فيها ان روسيا تحقق الانتصارات ضد الولايات المتحدة وحلفائها في سوريا، ان كان على الصعيد العسكري او الدبلوماسي. واعتبر الكاتب انه وبينما “تتمسك واشنطن بآمال الحل التفاوضي”، يقوم الرئيس فلادمير بوتين بتغيير الحقائق على الارض.

الكاتب ذكر بكلام الرئيس الاميركي باراك اوباما عند بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا، حيث تحدث اوباما آنذاك عن مستنقع ينتظر روسيا. ورأى الكاتب ان ما يحدث هو عكس توقعات اوباما هذه.

ولفت الكاتب الى ان بوتين يعتقد بانه قادر على تحقيق انتصارات حاسمة في حال منح الوقت الكاف، مشيراً الى ان وزير خارجيته سرغي لافروف يواصل في هذا الوقت توفير غطاء الانخراط الدبلوماسي، بحسب رأى الكاتب.

كما اعتبر الكاتب ان كيري يظهر كعاجز في محادثاته مع لافروف بسبب رفض اوباما تعزيز الدور العسكري الاميركي وعدم وجود استراتيجية بديلة قابلة للتنفيذ. وتحدث عن “تراكم مكاسب روسيا”، مشيراً الى أن كيري تخلى عن اصراره بضرورة رحيل الاسد بناء في اطار تقديم التنازلات لموسكو.

وشدد الكاتب ايضاً على ان مشاركة روسيا العسكري في سوريا تخدم اهداف بوتين على نطاق اوسع، اذ ان هذا التدخل يساهم في عودة روسيا كلاعب مؤثر في الشرق الاوسط.

الكاتب قال انه فيما لو استحال التقدم في مفاوضات جنيف، فان اوباما وكيري قد يضطران الى الانتقال نحو “خطة ب”،الا انهما ربما لا يعرفان ما هي هذه الخطة.و رأى ان الجيش الاميركي لا يزال يركز على محاربة داعش و ليس الانتصار في الحرب عموماً،كما اعتبر ان فكرة ارسال قوات سعودية الى سوريا تدل على ان ادارة اوباما لا تملك خيارات عما يجب القيام به.

توقعات اممية بتوسع تهديد داعش

مجلة “Foreign Policy” نشرت من جهتها تقريراً نشر ايضاً بتاريخ الحادي عشر من شباط/فبراير الحالي تناولت فيه وثيقة جديدة اصدرها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والتي توقعت توسيع صفوف تنظيم داعش خلال العام الجاري، وذلك بينما ينتثل المقاتلين من سوريا والعراق الى دول اخرى. وقالت المجلة ان هذه التوقعات عززت المخاوف من انتشار الهجمات الارهابية و احتمال انتاج الجماعات الارهابية اسلحة كيماوية.

وافاد التقرير انه وبحسب وثيقة بان، هناك نحو اربع وثلاثين جماعة حول العالم اعلنوا ولاءهم لداعش مع حلول نهاية عام 2015 الماضي. ولفت التقرير الى المزاعم الاميركية بان “ابو بكر البغدادي” لا يدير جميع هذه الجماعات، إلا ان استفادة داعش من مواقع التواصل الاجتماعي ستبقى تستقطب الافراد حول العالم للقيام بهجمات ارهابية فردية، بحسب ما نقل عن مسؤولين اميركيين وامميين.

واوضح التقرير انه جاء في تقرير بان كي مون بأن “داعش تشكل تهديدا غير مسبوق للسلام والامن الدوليين، حيث انها قادرة على التكيف سريعاً مع البيئة المتغيرة واقناع جماعات ارهابية مماثلة في مناطق مختلفة من العالم بتسهيل العمليات الارهابية وكذلك تنفيذها”.

كما ورد بالوثيقة بحسب التقرير ان “التهديد المتنامي الذي تشكله داعش للسلام والامن الدوليين ينعكس في استراتيجيتها بالتوسع العالمي، الذي قد يعكس رد فعل على خسار المناطق في العراق وسوريا”. واضاف التقرير ان الوثيقة توقعت “زيادة عديد الجماعات التابعة لداعش خلال عام 2016”.كذلك لاحظ “بان” (الامين العام للامم المتحدة) ان داعش استقطبت المتطوعين “على مستوى غير مسبوق.

التقرير اوضح ايضاً ان الوثيقة الاممية شددت على ضرورة قطع التمويل عن داعش بغية احتوائها، وذلك في الوقت الذي نقلت عن السفير الليبي لدى الامم المتحدة ابراهيم دباشي ان الولايات المتحدة وبريطانيا تبحثان مع المسؤولين الليبيين احتمال تنسيق العمليات العسكرية ضد داعش في ليبيا.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.