الصحف اللبنانية: زيارة الرئيس الى الكويت.. والانتخابات

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 24-01-2018 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى الكويت، بالاضافة الى ملف الانتخابات الذي بات يأخذ حيزاً من المشهد السياسي في البلاد..

الأخبار
لوائح لـ 8 آذار في مواجهة المستقبل والقوات

تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول “حسمت قوى 8 آذار أمرها بتشكيل لوائح متراصّة في المناطق تجمع ثنائي حركة أمل وحزب الله وحلفاءهما التقليديين. لوائح 8 آذار ستسعى إلى التحالف «على القطعة» مع التيار الوطني الحر حيث هناك مصلحة للطرفين، لكنّها ستواجه لوائح تيار المستقبل والقوات.

لم تُصَب قوى 8 آذار بداء «التفكّك» الذي أصاب قوى 14 آذار خلال العامين الأخيرين. تلاشي خطاب شدّ العصب والإخفاقات الإقليمية التي أصيبت بها المنظومة الخليجية ــ الأميركية الداعمة لفريق 14 آذار، كانت كافية ليبدأ أطراف هذا الفريق بالبحث عن أجندات خاصّة. ثم أتى احتجاز الرئيس سعد الحريري في السعودية، ليكمّل ما بدأ منذ تقارب الحريري ــ النائب سليمان فرنجية من تباعد بين حزب القوات اللبنانية وتيار المستقبل، بمعزلٍ عن الجهود التي تبذلها الرياض لإعادة اللحمة إلى فريقٍ، كشفت الأزمات هشاشة القواسم المشتركة بين أطرافه أمام المصالح «الوجوديّة»، كما في حالة تحالف الحريري مع الرئيس ميشال عون، على حساب علاقته بالقوات وباقي «مستقلّي» 14 آذار القديمة.

في المقابل، حافظت القوى الحليفة للمقاومة وسوريا على تماسكها، مدعومةً بإنجازات ميدانية على الأرض السورية وإثبات صوابية الخيارات في مواجهة القوى التكفيرية وهزيمتها في لبنان. وبلا شكّ، نجح فريق المقاومة بالقفز فوق الانقسام «الظرفي» الذي سبّبه انتخاب عون و«امتعاض» فرنجية، بعد التزام الرئيس نبيه برّي الورقة البيضاء، اعتراضاً على غياب «سلّة» التفاهم في العهد الجديد.

الانتخابات النيابية المقبلة ستكون محطّة جديدة للتعبير عن تماسك فريق 8 آذار. فثنائي حزب الله وحركة أمل لم يحسم تحالفه الثابت في كلّ الدوائر وحسب، بل حسم تحالفه مع كل حلفاء الثنائي في قوى 8 آذار «التقليدية» على امتداد لبنان. وخلال الأيام الماضية، استقبل نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنّا الناشف والوزير السابق وئام وهّاب، إضافة إلى غالبية حلفائه من «السّنة» كالوزير السابق عبد الرحيم مراد، والنواب السابقين جهاد الصمد وأسامة سعد وعدنان الطرابلسي ورئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير، وصولاً إلى الإعلامي سالم زهران، على أن يستكمل قاسم لقاءاته في الأيام المقبلة. وبحسب أكثر من شخصيّة التقت قاسم، فإن حزب الله، على لسان نائب الأمين العام، أكّد للزوّار عزمه وحركة أمل على «تشكيل لوائح مشتركة مع حلفائهما في كلّ الدوائر»، وأن «قدرات الحزب في تصرّف حلفائه لتحقيق أفضل النتائج».

وحتى الآن، يمكن القول إن قوى 8 آذار ستخوض معركة محسومة في وجه اللوائح التي يوجد عليها مرشّحو تيار المستقبل والقوات اللبنانية، فيما لا يزال النّقاش دائراً عن مصلحة 8 آذار ومصلحة التيار الوطني الحرّ في التحالف «على القطعة» في دوائر محدّدة، وفي لوائح مقابلة في دوائر أخرى.

أمّا النائب وليد جنبلاط، فتؤكّد مصادر بارزة في قوى 8 آذار معنيّة بملفّ الانتخابات، أن باب التحالف معه مفتوح في أكثر من دائرة، و«لا موانع من التحالف في دوائر محدّدة، والأمر متوقّف على قدرة جنبلاط على فكّ تحالفه مع الحريري». ففي البقاع الغربي، مثلاً، حسمت قوى 8 آذار أمرها بدعم اللائحة التي يشكّلها الوزير السابق عبد الرحيم مراد، فيما حسم جنبلاط أمره بالتحالف مع الحريري. وبحسب المعلومات، فإن قوى 8 آذار ستشكّل لائحة في بيروت تضمّ طرابلسي (مرشّحاً عن جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية) والحزب القومي، (فارس سعد عن المقعد الانجيلي) ولن ترشّح درزيّاً في مواجهة مرشّح جنبلاط. وتضع قوى 8 آذار أولوية للائحة ائتلافية عريضة في دائرة الشوف ــ عاليه، تجمع قوى 8 آذار جميعها، من ضمنها وهّاب ورئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان والقوميون و«سنّة» 8 آذار، والتحالف مع التيار الوطني الحرّ. إلّا أن تشكيل هذه اللائحة أمامه عائقان أساسيّان، إذ لم يحسم حتى الآن ما إذا كان الحريري سيستطيع جمع حلفائه، جنبلاط والعونيين، في لائحة واحدة، وما إذا كان أرسلان سيقبل برئاسة لائحة تضمّ وهاب. أمّا في بعبدا، فيتوقّف التحالف بين التيار الوطني الحرّ وثنائي أمل وحزب الله على علاقة التيار بالرئيس برّي، فضلاً عن أن مصلحة الطرفين قد لا تكون بتشكيل لائحة واحدة، بل لوائح منفصلة، فيما لم يجرِ الحديث عن إمكانية تحالف 8 آذار مع جنبلاط في هذه الدائرة. وتؤكّد مصادر في 8 آذار أنه «يجري البحث في ما إذا كان من الممكن الاتفاق مع جنبلاط على ترشيح درزي (وسطي)، ما يساهم في إمكانية التحالف معه». أمّا في صيدا، فيبدو المشهد متقارباً، حيث رسمت 8 آذار لائحة «أوليّة» تضمّ سعد في صيدا وإبراهيم عازار في جزّين. ولم تتضح بعد صورة المشهد في زحلة، إلّا أن المصادر أشارت إلى أن «اللائحة الأوليّة تضم الحلفاء التقليديين، في انتظار الحسم». وفي الشّمال، تقول المصادر إن «التحالف في الدائرة الثالثة يضمّ حتى الآن فرنجية والحزب القومي»، فيما تضمّ لائحة عكّار تيار المردة والقوميين والنائب السابق وجيه البعريني ومرشّحاً علويّاً.
الجمهورية
واشنطن تفصل بين «الحزب» والشيعة… وأزمة المرسوم تتخطى أسبابها

وتناولت الجمهورية الشأن الداخلي وكتبت تقول “على وقعِ الاتّهامات المتبادلة والمبارزة السياسية على خلفية مشهد انتشار النفايات على شاطئ كسروان قبل أن تبدأ عملية التنظيف، وسط استمرار تضاربِ المعلومات عن مصدر تسرّبِها والفشل في معالجتها، توزَّع المشهد السياسي بين الكويت التي أكّد أميرُها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أنه لن يتردّد في تقديم أيّ مساعدة للبنان مباشرةً أو عبر المؤتمرات الدولية، وأبلغَ إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنه أعطى توجيهاته إلى الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لتحريك المساعدات الاقتصادية للبنان والتجاوب مع حاجاته، وبين سويسرا حيث يشارك رئيس الحكومة سعد الحريري اليوم في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس، في وقتٍ ظلّت الانتخابات النيابية الشغلَ الشاغل للسياسيين والمرشّحين والناخبين، بعد توقيع رئيس الجمهورية مرسومَ دعوةِ الهيئات الناخبة لانتخاب أعضاء مجلس النواب، مطلِقاً مسار التحضيرات لهذا الاستحقاق الدستوري، فيما تشير كلّ المعطيات والاستطلاعات إلى ارتفاعٍ تدريجي في منسوب حرارة الاستعدادات الانتخابية والسياسية وانطلاق حركة الترشيحات والتحالفات.

أظهرت الاتصالات انّ افق معالجة ازمة «مرسوم الاقدمية» قد أُقفِل نهائياً ولا حل متوقعاً توافره لها قبل إنجاز الانتخابات النيابية على حد تعبير قطب سياسي بارز عمل على خط الاتصالات، كاشفاً لـ«الجمهورية» عن انّ هذه الازمة تتخطى الاسباب المعلنة لها، باعتراف المعنيين بها، وهي اسباب ستتكشّف، وفق هذا القطب، عند الشروع في تركيب السلطة الجديدة التي ستنبثق من الانتخابات.

واكد انّ القوى السياسية تَصبّ اهتماماتها في هذه المرحلة على التحضير لخوض الانتخابات، وانه بموجب القانون الجديد ووفق كل المعطيات المتداولة فإنّ أيّ فريق لن يفوز بالاكثرية النيابية المطلقة او أكثر، وانه في احسن الحالات قد يفوز بنصف المقاعد التي يتكوّن منها المجلس النيابي، ما يعني انّ السلطة التي ستنجم من هذه الانتخابات ستكون سلطة مشاركة يكون لكل طرف فيها مقدار حجمه.

الكويت
في غضون ذلك عُقدت في قصر بيان في الكويت محادثات موسّعة بين الرئيس عون والامير الصباح تخللتها خلوتان ثنائيتان تناولتا العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها، اضافة الى التطورات العربية والدولية.

وأكّد عون «انّ الاستقرار الذي ينعم به لبنان يشجع على الاستثمار والمساهمة في مسيرة النهوض الاقتصادي وفق الخطة التي يتم ّوضعها حالياً». وتمنى ان يعاود الكويتيون زياراتهم للبنان، داعياً امير الكويت الى «زيارة بلده الثاني لبنان».

وكانت وجهات النظر متطابقة حول ضرورة توحيد الموقف العربي في مواجهة التطورات العربية والاقليمية الراهنة لأنّ وحدة العرب أساسية في هذا المجال، وتمّ التشديد على ان تشكّل القمة العربية المقبلة التي ستنعقد في الرياض في آذار المقبل، فرصة لإعادة إحياء التضامن العربي.

وامل عون في أن تساعد الكويت والدول العربية لبنان على تأمين عودة النازحين السوريين الى بلادهم، ودعمه في هذا الصدد من خلال المشاركة والمساهمة في مؤتمر روما ومؤتمر «سيدر» الذي دعت اليه فرنسا، ومؤتمر دعم الدول المستضيفة للنازحين في بروكسل. ودعا المستثمرين الكويتيين الى توظيف أموالهم في لبنان.

ومن جهته، أكد امير الكويت دعم بلاده المُطلق للبنان في المحافل الاقليمية والدولية، وتوظيف العلاقات الكويتية مع مختلف الدول من اجل هذا الهدف. وقال انّ على العرب إعادة توحيد صفوفهم وعدم التفريط بحقوقهم، وايجاد حل لخلافاتهم في ظل التطورات الخطيرة التي تواجه الدول العربية أجمَع بغية تحسين صورة العرب وتقويتها في العالم.

خمس ملاحظات
ولخّصت مصادر الوفد اللبناني المرافق لعون نتائج القمة اللبنانية – الكويتية لـ«الجمهورية»، بخمس ملاحظات اساسية على المستويين اللبناني والعربي تستوجب التوقف عندها، وهي:

1- عبّر أمير الكويت عن استعداد بلاده لإعادة ترتيب العلاقات اللبنانية ـ الخليجية وتفعيل برامج المساعدات الخليجية للبنان في كل المجالات السياسية والديبلوماسية والإقتصادية والعسكرية والأمنية.

2- إعادة تفعيل التعاون بين لبنان والكويت وتزخيمه كما كان سابقاً، وإحياء البرامج والمشاريع الإستثمارية ولا سيما منها تلك التي يموّلها الصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية والإجتماعية.

3- دعم الكويت المطلق للمشاريع الإقليمية والدولية لمواجهة آثار النازحين السوريين على لبنان ومشاركتها في كل المؤتمرات الإقليمية والدولية لهذه الغاية.

واضافت المصادر نفسها: «على المستوى الإقليمي والعربي تحديداً، فقد انتهت القمة الى تفاهم استراتيجي تحت عنوانين كبيرين لا بدّ من ترجمتهما في الإستحقاقات المقبلة، وهما:

– السعي الى إنجاح القمة العربية السنوية الدورية التي ستعقد في الرياض نهاية آذار المقبل في اتخاذ موقف موحّد من كثير من القضايا الأساسية، والسعي الى تغليب الحلول السياسية للأزمات التي يشهدها العالم العربي.

– إستغراب الموقف الاميركي من موضوع اعتبار القدس عاصمة نهائية لإسرائيل، واهمية أن يكون الموقف العربي منها واحداً وموحّداً.

وعلى هامش القمة، من المقرر ان تعقد اليوم لقاءات بين أعضاء الوفد اللبناني المرافق ونظرائهم الكويتيين. وعلمت «الجمهورية» انّ لقاء سيعقد بين المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ووزير الداخلية الكويتي، والذي سيتناول ملفات وقضايا أمنية مشتركة بالإضافة الى سبل تفعيل التعاون بين البلدين في المجالات الأمنية.

وفي هذا الصدد سُئل السفير الكويتي في لبنان عبد العال القناعي: هل حصلتم على الايضاحات التي طلبتموها من الوفد اللبناني حول «خلية العبدلي»؟ فأجاب: «فخامة الرئيس موجود وسيادة اللواء عباس ابراهيم موجود والوفد الرسمي موجود، وأبشّركم بأنّ العلاقات اللبنانية الكويتية في افضل حالاتها».

مساعد وزير الخزانة
وفي هذه الاجواء، واصل مساعد وزير الخزانة الاميركية لشؤون مكافحة تمويل الارهاب مارشال بيلينغسليا لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، فزار رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير المال علي حسن خليل.

واكّد بري للمسؤول الاميركي «أنّ القوانين التي أقرّها المجلس النيابي اللبناني جعلت لبنان دولة تتطابَق مع أعلى المعايير القانونية الدولية، لجهة نقل الأموال والحركة المالية ومحاربة غسل الأموال ومكافحة تمويل الارهاب».

واكد «انّ اللبنانيين بانتشارهم الواسع وتجارتهم حيث هم ومع لبنان حريصون في أدائهم على تطبيق هذه المعايير». وأثار بري معه إمكانية تطبيق النموذج المتّبَع في بعض الولايات الاميركية والدول الاوروبية لجهة تشريع زراعة الحشيشة للصناعات الطبية.

وإذ نوّه المسؤول الاميركي بأداء مصرف لبنان المركزي والمصارف اللبنانية في هذا الصدد، أكّد لاحقاً في لقاء إعلامي أنّ «المناقشات إيجابية بقوة مع رئيس الحكومة، ورئيس الجمهورية وحاكم مصرف لبنان، وكل مناقشاتنا كانت مرتكزة على أهمية التعاون لمواجهة عدد من التهديدات المالية التي يواجهها لبنان».

وعن استراتيجية واشنطن لمحاربة «حزب الله»، قال بيلينغسليا: «نتعامل مع الحزب ضمن استراتيجية سبق وبدأناها، وأعتقد أنها تأتي بالنتائج المطلوبة، فمن الواضح التأثيرات على «حزب الله» الممنوع من الوصول الى التمويل الذي يحتاج إليه لنشر الإرهاب، على رغم مشاركتهم في أعمال إرهابية في أماكن بعيدة كاليمن، ونتعاون مع السلطات هنا ومع السلطات الإقليمية للتأكد من أنّ «حزب الله» وقاسم السليماني لا يمكنهما الوصول الى الدولار الأميركي».

وأوضح أنه «ليس هناك خطة لمعاقبة المصارف اللبنانية». وقال: «سأكون واضحاً في أنّ تركيزي هو على التمويل، وللتأكد من أنّ الحزب لن يتمكن من استخدام الأموال لسلوكٍ خبيث.

وعندما نتحدث عن «حزب الله» فلا فارق بين جناحَيه السياسي والعسكري، بل هناك «حزب الله» واحد، وهذا الـ«حزب الله» هو منظمة إرهابية، وهو سرطان في قلب لبنان، ويهمنا أن نفصل بين الطائفة الشيعية وبين الحزب، وأن نتأكد من أنّ الطائفة تعامل بعدل وأنّ في إمكان أفرادها أن يحظوا بالخدمات المصرفية كما كل الناس، ونوضِح أنّ هذا القانون لا يستهدف الطائفة الشيعية، إنما يستهدف الأنشطة المالية لـ«حزب الله» في كل أنحاء العالم».

إضراب المعلمين يتجدّد
مطلبيّاً، وعلى رغم زيارتهم لعون مطلع الاسبوع الجاري واجتماعهم بلجان الاهل، لم يتراجع أساتذة التعليم الخاص عن سلسلة إضراباتهم لهذا الشهر والتي تبدأ اليوم في مكتب النقابة، على أن يعقد نقيب المعلمين رودولف عبود مؤتمراً صحافياً عند الحادية عشرة قبل الظهر. أمّا في 30 من الشهر الجاري فسيكون التحرك أمام وزارة التربية، وذلك اعتراضاً على عدم تطبيق القانون 46 كاملاً.

وفي هذا الإطار قال نقيب المعلمين رودولف عبود لـ«الجمهورية»: «الإضراب قائم على رغم أنّ البعض يُحاول الترويج لتسجيل صوتي مفاده أنّنا علّقنا الإضراب، ولكنه مفبرك». وأضاف: «المؤسف أنّ اتحاد المؤسسات التربوية أعلن عدم اعترافه بالدرجات الست، وهذا لن نسكت عنه، بالإضافة إلى اقتراح الوزير مروان حمادة مبدأ التقسيط والذي نرفضه أيضاً، جلّ ما نطلبه من خلال إضرابنا هو تطبيق القانون الذي أقَرّته الدولة».

ولفت عبود إلى «أنّ النقابة نقلت إلى الرئيس عون رؤيتها للموضوع، ورفضها لمواقف اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة، والحلول الممكنة بالنسبة إلى المدارس الصغيرة والمتعثّرة، وفي المقابل أبلَغنا أنه سيتم التوصّل إلى حلّ يرضي الجميع من دون أن يكون على حساب أيّ من المكونات التربوية والدولة». ويبقى رهان الاساتذة على ما يُمكن أن تحمله الجلسة الحكومية التربوية المزمع عقدها.
اللواء
أمير الكويت يحرّك المساعدات .. و«لقاء إنتخابي» مع الجالية
سجال حول التطبيع بين حزب الله و«التيار العوني».. وتطمينات أميركية: مكافحة أنشطة إيران لا تستهدف الشيعة

بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “تبلغ الرئيس ميشال عون من أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح ان «الكويت ستقوم بكل ما في وسعها، ولن تخذل لبنان». وخلال القمة والخلوة بين الرئيس عون والشيخ صباح، شكر أمير الكويت، على دعم بلاده وعاطفته تجاه لبنان، مشددا على علاقات الأخوة التي جمعت بين البلدين وتوثقت عبر السنين.

والاهم ان أمير الكويت أبلغ رئيس الجمهورية والوفد المرافق انه «سيعطي توجيهاته للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية من أجل مساعدة لبنان في خطته الاقتصادية، التي كشف الرئيس عون، أنها ستأخذ قريبا طريقها إلى التنفيذ, داعيا المستثمرين الكويتيين إلى توظيف اموالهم في لبنان، خصوصا ان لبنان ينعم باستقرار أمني قل نظيره، بعد انتصار الجيش اللبناني على الإرهاب وداعش، ومطاردة الأجهزة الأمنية اللبنانية للخلايا الإرهابية بنجاح..

وكان الرئيس عون الذي التقى في وقت لاحق مع أبناء الجالية بعد يوم طويل من الاجتماعات الرسمية التي شملت رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، ورئيس الصندوق العربي عبد اللطيف يوسف الحمد، وصل ظهراً إلى مطار الكويت، واستقبله على أرضه أمير الدولة وولي العهد نواف الأحمد الجابر الصباح ورئيس الحكومة وعدد من الوزراء والمسؤولين وسفير الكويت في لبنان عبد العال القناعي.

وانتقل الرئيس عون وأمير الكويت معاً إلى مبنى قاعة المؤتمرات في قصر بيان، حيث بدأت محادثات موسعة حضرها عن الجانب اللبناني الوزراء: جبران باسيل، جمال الجراح، ايمن شقير وعناية عز الدين، والقائم بالاعمال اللبناني ماهر الخير. وعن الجانب الكويتي نائب وزير الخارجية خالد الجار الله، والمستشار محمد عبد الله ابو الحسن، والسفير الكويتي في لبنان عبد العال القناعي. وتلت المحادثات الموسعة خلوة بين الرئيس عون وامير الكويت، وجه خلالها الرئيس عون دعوة لأمير الكويت لزيارة لبنان.

وفي الشأن الإقليمي والدولي اتفقت وجهتا نظر الرئيس اللبناني وأمير الكويت علىان وحدة العرب هي الاساس، وان تشكّل القمة العربية المقبلة في الرياض في آذار المقبل فرصة لاحياء التضامن العربي، وان عضوية الكويت في مجلس الأمن ستساعد في دعم القضايا العربية المعروضة على الأمم المتحدة.

وحذر الرئيس عون والأمير الصباح من تداعيات قرار ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وأمل الرئيس عون من الكويت المساعدة مع الدول العربية الأخرى على عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، فضلاً عن دعم لبنان في المؤتمرات التي ستعقد في روما وباريس وبروكسل. ويختتم الرئيس عون زيارته إلى الكويت اليوم ويعود إلى بيروت.

ودعا الرئيس عون أبناء الجالية، خلال حفل استقبال على شرفه أقامه القائم بأعمال السفارة في الكويت ماهر الخير، إلى القيام بالواجبات الانتخابية «وعلى كل واحد منكم فحص ضميره والتمعن في الفترة الأخيرة من تاريخ لبنان ليقرر على ضوئها خياراته»، داعيا اياهم إلى التحفظ «على ما تسمعونه من اخبار على شاشات التلفزة وما تقرأونه في الصحف»، محذراً من تأثير الشائعة، كاشفا عن القيام بخطة للتوظيف في القطاعات المنتجة، كاشفا عن القيام باصلاحات لمكافحة الفساد بصمت لأن مسؤوليتنا تكمن في الإصلاح لا في التشهير، معتبرا من أبرز الإنجازات قانون الانتخاب الجديد.

منتدى دافوس وتمويل المحكمة
حكومياً، يُشارك الرئيس سعد الحريري، في مؤتمر دافوس «أعمال المنتدى الثامن والأربعين الذي يعقد هذا العام تحت عنوان «خلق مستقبل مشترك في عالم ممزقً، وكان الحريري وصل عند الثالثة بعد الظهر، بتوقيت مدينة دافوس في سويسرا، وكان في استقباله لدى وصوله الى مطار زوريخ سفيرة لبنان في سويسرا رلى نور الدين.

وستكون للحريري سلسلة لقاءات على هامش أعمال المنتدی مع عدد من رؤساء الوفود، أبرزها مع ملك الأردن عبد الله الثاني ورئيس جمهوريتي سويسرا الآن بيرزي والبرازيل ميشال وارمينيا كارين كارابيتيان والنروج ايرنا سولبيرغ ورئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، ويرافق الحريري مدير مكتبه نادر الحريري.

وقبل مغادرته أعلن المكتب الإعلامي للرئيس الحريري أنه تمّ تحويل مساهمة لبنان في ميزانية المحكمة الخاصة بلبنان للعام الجاري. وتسلمت المحكمة مساهمة لبنان التي تمثل ٤٩ في المئة من موازنتها صباح أول امس الاثنين.

وأكد الرئيس الحريري في تصريح له ان لبنان ملتزم بقرار مجلس الأمن الدولي الذي انشأ المحكمة الخاصة ويتطلع الى اليوم الذي تقول فيه العدالة كلمتها بشأن جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الشهداء.

مكافحة تمويل الإرهاب
وفي اليوم الثاني لزيارته لبنان، التقى أمس مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلّنغسلي الرئيس نبيه بري الذي اكد له ان القوانين التي اقرها المجلس النيابي اللبناني جعلت لبنان دولة تتطابق مع أعلى المعايير القانونية الدولية لجهة نقل الأموال والحركة المالية ومحاربة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب.

وان اللبنانيين بانتشارهم الواسع وتجارتهم حيث هم ومع لبنان يحرصون بأدائهم على تطبيق هذه المعايير. فنوه المسؤول الاميركي بأداء المصرف المركزي اللبناني والمصارف اللبنانية في هذا الصدد. كما زار بيلنغسلي مع الوفد المرافق وزير المالية علي حسن خليل، وذلك في إطار لقاءاته التي يجريها مع عدد من المسؤولين في لبنان.

وجاء في بيان للسفارة الأميركية ان المسؤول الأميركي وخلال اجتماعاته، شارك السلطات والمؤسسات المالية اللبنانية الرأي في مكافحة جميع أشكال التمويل غير المشروع. وشدد على أهمية مكافحة النشاط الإيراني المؤذي في لبنان، وكيفية التزام الولايات المتحدة مساعدة لبنان على حماية نظامه المالي من حزب الله وتنظيم داعش ومنظمات إرهابية أخرى. كما حث السيد بيلينغسلي لبنان على اتخاذ كل التدابير الممكنة لضمان أن لا يكون حزب الله جزءا من القطاع المالي».

وبما يختصّ قانون منع التمويل الدولي لحزب الله (HIFPA II) شدد السيد بيلينغسلي على أن هذا القانون لا يستهدف الطائفة الشيعية، إنما يستهدف الأنشطة المالية لحزب الله في جميع أنحاء العالم.

ترنح الأزمات والانتظارات
أمّا الوضع الداخلي، فاستمر يترنح بين أزمة النفايات والسجال بين حزب الله والتيار الوطني الحر، حول منع فيلم ستيفان سبيلبرغ، في وقت كان فيه الحراك الانتخابي يحط في معراب بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والنائب اكرم شهيب موفداً من جنبلاط في ما خص التحالف الانتخابي وإعلان لائحة الشوف – عاليه بعد التباعد بين الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر على خلفية تصاعد الحملة على التفرد بالقرارات، لا سيما بعد تجاوز وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة في التوقيع على مرسوم استحداث كليات في الجامعة اللبنانية، وانضمام النائب جنبلاط إلى الرئيس برّي، في الموقف من تجاوز الطائف والدستور، بعد قرار مجلس الوزراء في ما خص الناجحين بمباراة مجلس الخدمة المدنية من الفئات الرابعة والثالثة والثانية والتي لا تخضع للتوازن الطائفي من وجهة نظر جنبلاط..

وعلى وقع السجال بين وزير البيئة طارق الخطيب ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل، والذي انضم إليه وزير الثقافة غطاس خوري، بقوله عبر «تويتر» موجهاً كلامه للجميل ان اغراقنا ببحر اليأس لن ينفع، يكبر المشكلة ولا يكبر الحجم الانتخابي كتبت واشنطن بوست، ان لبنان يُعاني منذ وقت طويل من إنقطاع في الكهرباء والمياه، حتّى جاءت أزمة النفايات، إذ على رغم التوضيحات الرسمية، إلا أنّه لا يمكن إخفاء الرائحة النتنة». وتابعت أنّ «الروائح المنبعثة من مطمر «الكوستابرافا» تستقبل المسافرين الآتين الى مطار رفيق الحريري الدولي»، مشيرة الى أن «قضيّة النفايات ستدخل في الحملات القائمة قبل الإنتخابات النيابية».

واعتبر ما قالته محطة «المنار» أمس في معرض تغطية الاجتماع الذي عقد في نقابة الصحافة ضد التطبيع، بمثابة رد على ما وصفته الـ «O.T.V» أمس الأوّل «بالمجزرة الثقافية» في معرض الكلام على منع فيلم THE POST التي تعيد تجسيد نظرية قمع الرأي الآخر، بذريع مواجهة العدو والتي تؤدي من هزيمة إلى هزيمة، حيث قالت أي «المنار» فيلم لبناني سخيف لن يطول على مسارح المزايدات الثقافية حيناً والسياسة أحياناً، ليس عنوانه مخرج من هنا أو فيلم من هناك، بل مخرج لمسلسل أحلام قديمة لم يعرف أصحابها انها باتت اوهاما، والمهم ان مجتمعنا معني بالتفريق بين الطابع الثقافي وثقافة التطبيع، وبين من يحمل الفن للفن، ومن يحمله للسياسة في خدمة قضية قال ستيفان سبيلبرغ نفسه انه أحد روادها ولم يخجل بإعلانها دعما ماديا ومعنويا وريعيا لإسرائيل.

استرداد الحجار
أميناً، تسلم فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي من الجانب التركي عبر مطار رفيق الحريري الدولي، المدعو محمد يوسف الحجار المشتبه به في جريمة محاولة اغتيال القيادي في «حماس» محمد حمدان في صيدا. كما اوقف جهاز أمن الدولة متواصلاً مع إسرائيل كان يستعد لزيارة الأراضي المحتلة بجواز سفر مرور، وتحت يافطة نشاط رياضي.

إضراب معلمي الخاصة
تربوياً، ينفذ المعلمون في المدارس الخاصة اليوم اضراباً، للمطالبة بأن ينال المعلمون سلسلة الرتب والرواتب، وفقا للقانون 46، حيث تمتنع إدارة المدارس عن تطبيق السلسلة وفقا لما حصل في القطاع العام، بحجة الميزانيات وعدم قدرة الأهل على زيادة الأقساط.

وتأتي الدعوة للإضراب، على الرغم من ان رئيس الجمهورية وعد نقابة المعلمين بأن جلسة لمجلس الوزراء، ستتناول هذا الملف وتجد حلاً له.
البناء
واشنطن وباريس تفتحان ملف الكيماوي السوري لمساومة موسكو على أبواب سوتشي
هيئة التفاوض المعارضة تتسكّع بقرار تركي في الزواريب الروسية… وبدايات تفكّك
عون يُعيد القروض الكويتية… وبري يذكّر بالدستور… والنفايات تفضح الجميع

صحيفة البناء كتبت تقول “مع تسارع الوقت الفاصل عن موعد مؤتمر سوتشي للحوار السوري الذي جعلته موسكو عنواناً لحركتها الإقليمية والدولية، عشية الانتخابات الرئاسية الروسية في آذار المقبل، صار الصراع حول المؤتمر وتوفير فرص نجاحه ومساعي إفشاله عناوين للسياسات التي تشغل العواصم الفاعلة دولياً وإقليمياً، وبدت واشنطن وباريس الطامحتان للحصول على أكثر من دعوة حضور شبيهة بالتي تلقتها دول الجوار السوري كلبنان والعراق والأردن، معنيتين بإطلاق المواقف التصعيدية ضد السياسة الروسية في سورية علامة تصويت معاكس بوجه نجاح المؤتمر. وفيما قالت باريس بلسان وزير خارجيتها كلاماً مباشراً عن عدم أهلية روسيا لصناعة حل سياسي للأزمة السورية تلاقت واشنطن معها على استهداف الدور الروسي في سورية من بوابة المؤتمر الذي اختارت له باريس عنوان عدم إفلات مستخدمي السلاح الكيميائي من العقاب، وترجمت موقفها بالهروب من مواجهة مباشرة بعقوبات على شركات تجارية لا تقرأ في السياسة بسهولة، تكفّل وزير الخارجية الأميركية في كلمته أمام مؤتمر باريس بالموقف التصعيدي بوجه موسكو التي اتهمها بالمسؤولية عن استخدام السلاح الكيميائي في سورية عبر دورها في مجلس الأمن الدولي الهادف لحماية الرئيس السوري، بينما سارعت موسكو للردّ على التصعيد بالتصعيد، فدعت لجلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي تناول خلالها المندوب الروسي مواقف أميركا وحلفائها القائم على تلفيق التهم وتصنيع الجرائم لتحويل القانون إلى آلة لعقاب وتصفية حساب مع الخصوم، وأداة لتحقيق المصالح.

في هذا المناخ العاصف حول سوتشي حققت موسكو أرباحاً بالنقاط تمثّلت باستقبالها وفداً رفيعاً لهيئة التفاوض السورية المعارضة، بضغط تركي فيما بدا أنه مقايضة لحضور هيئة التفاوض إلى موسكو تمهيداً للمشاركة في مؤتمر سوتشي، بغض النظر الروسي عن العمل العسكري التركي في عفرين، فصدرت مواقف من وفد الهيئة توحي بإيجابية نظرتها للموقف الروسي ولفرص جدية لمشاركتها في سوتشي، بينما ظهرت علامات التفكّك على بنية الهيئة، حيث خرجت أصوات قيادية فيها تتّهم الوفد الموجود في موسكو بالخيانة وبيع المواقف، ما فتح الباب لمفاجآت لا يمكن رسم مساراتها حول الموقع النهائي للهيئة من حضور سوتشي.

لبنانياً، حمل المناخ العاصف النفايات لتشكّل فضيحة للجميع، من حكم ومعارضة وحكومة ومجلس نيابي، حيث قضية النفايات التي تتنقل خلال أربع سنوات بين الوزارات واللجان لم تجد سوى مَن يتاجر بها ويتقاذف الاتهامات حول مصدرها والسبب بالعجز أمامها، بينما الفضيحة ماثلة على شاطئ كسروان تحجب النقاش حول نتائج زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى الكويت وما نجح بتحقيقه من قرار كويتي بالإفراج عن القروض المقرّرة للبنان، بمثل ما حجبت النقاش حول الخلافات الرئاسية وتحذيرات رئيس المجلس النيابي نبيه بري من خطورة خرق الدستور واتفاق الطائف، خصوصاً مع قرار الحكومة الأخير الذي عطّل نتائج مباراة مجلس الخدمة المدنية لوظائف من غير الفئة الأولى والتي لا تخضع وفقاً للطائف والدستور للتقاسم الطائفي، بداعي السعي لتحقيق هذا التوازن في توزيع الوظائف بين الطوائف.

النفايات تطفو على المشهد
عاكست العاصفة المناخية التي تضرب لبنان والبحر الأبيض المتوسط، العاصفة السياسية التي هدأت مع وجود رئيسَيْ الجمهورية والحكومة وعددٍ من الوزراء خارج البلاد، لتتصدّر أزمة النفايات واجهة المشهد المحلي وتطفو على سطح الخلافات السياسية المستعصية بين أركان الحكم ويُملأ الوقت الضائع بالاتهامات المتبادلة حول مكان تسرّب النفايات الى الشاطئ البحري من المطامر أم من المكبات العشوائية، ما يحرف الأنظار عن المشكلة الحقيقية وهي الفشل في المعالجة الجذرية لأزمة دخلت عامها الرابع.

وقد تحوّلت الكارثة البيئية القديمة الجديدة الى مادة انتخابية سجالية بين التيار الوطني الحرّ وتيار المستقبل من جهة وحزب الكتائب من جهة ثانية، حيث سارع رئيسه النائب سامي الجميل كعادته إلى استغلال اجتياح النفايات الى الشاطئ البحري في ذوق مكايل ونهر الكلب لتعويم شعبيته قبيل الانتخابات النيابية وشنّ هجوماً عنيفاً على الحكومة ووزير البيئة طارق الخطيب الذي ردّ بدوره على الجميل متهماً اياه بالاستعانة بالنفايات انتخابياً، كاشفاً عن مكبّ عشوائي في المتن تحت حماية النائب المذكور، مضيفاً: «لا يمكن تحميلنا أو تحميل الحكومة الحالية مسؤولية الحقبات السابقة والفيلم الاستعراضي للجميل لم يكن ناجحاً لأن ما أطلقه تهمٌ باطلة».

وقد دخل وزير الثقافة غطاس خوري على خط السجال، حيث أشار في تغريدة الى أن «النائب السامي أغرقنا ببحر اليأس والكذب لن ينفع ويكبّر حجم المشكلة ولا يكبّر الحجم الانتخابي»، بدوره حَمّل أمين سر تكتل «التغيبر والإصلاح» النائب إبراهيم كنعان ، الكتائب مسؤولية الأزمة والكارثة البيئية، مشيراً الى أن «هناك استغلالاً سياسياً من قبل حزب الكتائب لملف النفايات فيما وزراؤه الثلاثة في حكومة الرئيس تمام سلام وافقوا على الخطة التي اعترض عليها وزراء التيار الوطني الحر ، ومن ثم عاد حزب الكتائب وانقلب على موافقته واعتصم، وأقفل مطمر برج حمود ، وكانت النتيجة تكدّس النفايات بين المنازل في المتن الشمالي ، واضطرت البلديات في بعض الأماكن للجوء الى مطامر عشوائية».

في غضون ذلك، طلب وزير الدولة لشؤون الفساد نقولا التويني من رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عطيّة فتح تحقيق فوري في موضوع النفايات على الشاطئ اللبناني، وإحالة المسؤولين والمقصّرين والمرتكبين والمشتركين إلى القضاء لمحاكمتهم وغنزال العقوبات بهم. في وقت حذّر خبراء بيئيون من تكرار تدفق النفايات الى الشواطئ طيلة فصل الشتاء ما سيؤدي الى كوارث بيئية وتلوّث مياه الأنهار والبحر وأضرار على التربة والمزروعات.

برّي للعهد: الدستور ليس آلهة من تمر
بينما وُضِعت أزمة المرسوم على نارٍ هادئة، في محاولة لإنضاج الحل الذي لم تتضح ملامحه بعد، رغم حراك أكثر من جهة على خط بعبدا بيت الوسط – عين التينة التي استمرت في رفع الصوت عالياً بدعمٍ وتأييد من رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط والتحذير من المسّ باتفاق الطائف، وجّه رئيس المجلس النيابي نبيه بري أمس، رسائل سياسية عابرة للحدود، عبر قناة الـ «أن بي أن» التي شنّت في مقدمة نشرتها الإخبارية هجوماً لاذعاً على فريق رئيس الجمهورية، وتحديداً وزير العدل سليم جريصاتي من دون أن تسمّيه، وأشارت القناة الى أن « الدستور ليس آلهة من تمر يأكلها أصحاب الجوع العتيق للسلطة والطائف»، مشيرةً الى أنه «في منطقهم تتحوّل المراسيم الى فرمانات وتصبح هيئة استشارية هي أعلى سلطة قضائية، بحسب والي العدلية يولّدون الأزمات يفسّرون الطائف على هواهم، وينظرون الى مجلس الخدمة المدنية كمجلس للخدمة الطائفية الانتخابية في هذا الزمن».

وحذّرت القناة من احتمالات انفلاش الأزمة «القابلة للتوسّع بقوة إصرار الفريق التأزيمي على ركوب موجة سياسة التفرّد والعبث بالدستور ومحاولة تفريغ اتفاق الطائف من مضمونه»، معتبرة أنه «من هنا فإن قيام العهد وفريقه بالقفز فوق الدستور هو طعن بالدستور نفسه، وأي مغامرة للعبث باتفاق الطائف تعني قفزاً في المجهول».

في المقابل نصحت مراجع مسيحية عاملة على خط الوساطة بين الرئاستين الأولى والثانية، رئيس البلاد بإعادة النظر بأزمة مرسوم الأقدمية وبعض الملفات العالقة بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري والتي تسبب هذا الخلاف غير الطبيعي بينهما. وأشارت المراجع التي زارت رئيس الجمهورية منذ أيام قليلة لـ «البناء»، الى أن «الرئيس عون لا يستهدف اتفاق الطائف ولا يريد تعديله، بل هو حريص عليه ويدرك بأن تعديله في النص أو في الممارسة قد يفجّر حرباً داخلية جديدة»، محذرة من أننا «أمام احتمالين إما الى الانفراج إذا عولجت الأزمة وإما الانفجار».

كما ونقلت المراجع المذكورة عن الرئيس بري قوله إنه «كان يفضّل لو تلقى اتصالاً من الرئيس عون أو رئيس الحكومة سعد الحريري لإعلامه واستشارته قبل توقيع المرسوم، لكان ساهم في إيجاد المخرج المناسب ولما كنا وصلنا الى ما نحن عليه، لكن تجاهل رئيس المجلس في مرسوم هو في الأصل مشروع قانون في المجلس النيابي ويناقش في اللجان النيابية وتجاوز وزير المال ثم تهريب المرسوم بين الرئيسين عون والحريري أمر غير مقبول».

ولفت الزوار الى أن «الرئيس بري يُبدي امتعاضه إزاء دعوة الرئيس عون اللجوء إلى القضاء في مسألة ليست عادية، بل ميثاقية ودستورية وقانونية ووطنية وبالتالي المكان والمرجع الصالح لفض النزاع حولها هو المجلس النيابي الذي هو سيّد نفسه وأعلى سلطة دستورية في البلاد وليس القضاء الإداري».

بيلينغسليا سمع موقفاً لبنانياً موحّداً
في غضون ذلك، وبعد زيارته أمس الأول رئيسَي الجمهورية والحكومة، واصل مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الارهاب والجرائم المالية مارشال بيلينغسليا، جولته على المسؤولين اللبنانيين وزار امس عين التينة، حيث التقى الرئيس بري، الذي أكد للضيف الأميركي أن «اللبنانيين حريصون بأدائهم على تطبيق المعايير المالية القانونية والدولية»، لافتاً إلى «أن القوانين التي أقرّها مجلس النواب تتطابق مع أعلى المعايير المالية والقانونية والدولية». وأثار بري مع المسؤول الأميركي إمكانية تطبيق النموذج المتبع في الولايات المتحدة وأوروبا لجهة تشريع زراعة الحشيشة للصناعات الطبية.

كما التقى المسؤول الأميركي وزير المالية علي حسن خليل، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ورئيس لجنة الرقابة على المصارف سمير حمود، وجمعية مصارف لبنان، واتحاد المصارف العربية. وأكد بيلينغسليا أن «على لبنان اتخاذ التدابير كي لا يكون حزب الله جزءاً من القطاع المالي».

وفي وقت قالت مصادر وزارية لـ «البناء» إن الوفد الأميركي سمع موقفاً لبنانياً موحّداً في مسألة تبييض الأموال والاتجار بالمخدرات، وأن لبنان سبّاق في مكافحة هذه الجرائم، قالت مصادر دبلوماسية لـ»البناء» إن «زيارة الوفد الأميركي تأتي في إطار الحرب الأميركية – الإسرائيلية السعودية على إيران من خلال الضغط على حزب الله في لبنان»، وأوضحت أن المسؤولين الأميركيين طلبوا من الجهات اللبنانية معلومات ومعطيات عن أسماء وشركات قد تكون لها صلة بمسألة تمويل الإرهاب».

ولفتت المصادر الى أن «زيارة الوفد ومطالبه تُعدّ تدخلاً في الشؤون الداخلية اللبنانية، لكنها أوضحت أن «لبنان مُجبرٌ على التعاون مع الجهات الدولية والأميركية في هذا الملف تحديداً انطلاقاً من تدخّل الولايات المتحدة، في كل ما يتعلّق بالنظام المالي والمصرفي في العالم وبالتالي لا يستطيع لبنان رفض التعاون معها لارتباط نظامه المصرفي بالنظام المصرفي الأميركي والعالمي».

وأشارت الى وجود سياسة متكاملة في الإدارة الأميركية الحالية للضغط على حزب الله من قرار الكونغرس فرض عقوبات مالية على الحزب أو اتهامه بالإرهاب والاتجار بالمخدرات، متوقعة أن «تمتدّ حملة الضغوط الى أجل طويل».

عون في الكويت
على صعيد آخر، وفي إطار زيارته دولة الكويت التقى الرئيس عون أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في قصر بيان، وأبلغ أمير الكويت عون أنه أَعطى توجيهاته الى الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية لتحريك المساعدات الاقتصادية للبنان والتجاوب مع حاجاته. وفي وقت عبّر الرئيس عون عن امتنانه لوقوف الكويت إلى جانب لبنان في الظروف كافة، أكّد الأمير الصباح عن سعادته لوجود الرئيس عون في الكويت. كما جرى الاتفاق بين الرئيس عون وأمير الكويت على ضرورة تفعيل العمل العربي المشترك، وأن تكون القمة العربية المقبلة فرصة لتوحيد المواقف العربية وإعادة التضامن. في موازاة ذلك، طلب الرئيس عون مشاركة الكويت في مؤتمرات الدعم الدولية للبنان، فردّ الصباح: لن نتردّد في تقديم أي مساعدة للبنان.

وقد رأت مصادر في الزيارة والمواقف الإيجابية الصادرة من أمير الكويت تجاه لبنان، أنّها طوت أزمة خلية «العبدلي» واتهام حزب الله بإنشاء خلية إرهابية في الكويت وعودة العلاقات بين البلدين الى سابق عهدها.

لبنان تسلّم مشتبهاً به في تفجير صيدا
أمنياً، وفي إطار التحقيقات التي تجريها الجهات القضائية اللبنانية في التفجير الذي استهدف القيادي محمد حمدان في صيدا، تسلّم فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي أمس، من تركيا المدعو محمد يوسف الحجار المشتبه به في الاعتداء وقد تمّت عملية التسليم والتسلم في مطار بيروت .

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.