العلاقات الكردية العربية و تأثيرها على الشرق الأوسط

toufick-rikani-arab-kurds

موقع إنباء الإخباري ـ
توفيق الريكاني*:
رغم صغر سني نسبياً، مع عدد السنوات الكثيرة التي يحتسب بها عمر الانسان، إلا أنني تعلمت الكثير في هذه السنوات القليلة من عمري.
عندما كنت أقرأ التاريخ، كنت أرى أن الحكومات المتعاقبة في العراق لم تنجح في حل المشكلة الكردية، ولم تتمكن من بناء جسر العلاقات مع الكرد، في إقليم كردستان، وهذا هو سبب ضعف العلاقات الكردية مع الدول العربية أيضاً.
قبل أسبوعين، كنت في لقاء مع رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة كردستان، سألته عن العلاقات الكردية مع الدول العربية فأجابني: مستوى التمثيل العربي في كردستان قليل جداً مقارنة مع الدول الاوربية ودول آسيا. فوجئت بهذا الكلام ، لو تنظر إلى علاقات الدول العربية مع الدول الغربية ستراها جيدة جداً و كذلك مع دول شرق آسيا.
وإقليم كردستان أيضاً لديه علاقات مع الدول الأوربية، ولكن الغريب في الأمر هو ضغف العلاقات الكردية العربية في المنطقة، وهم جيران البعض، نحن والعرب في سفينة واحدة ومصيرنا مرهون بمصير أمن وسلامة  الشرق الاوسط  ولن يتحقق الأمن والأمان في الشرق الأوسط إلا بالتعاون والمساعدة ومدّ يد العون بين دول المنطقة ككل والتعاون الاستخباراتي ورعاية المصالح المشتركة.
لو ننظر إلى أوروبا، سنجد الاتحاد الأوروبي هو المنظمة التي تجمع المتخاصمين والمتصارعين في أوروبا، وهو مصدر ومرجع لحل كل المشاكل وإصدار كل القرارت المصيرية التي تهم الدول الأعضاء في الاتحاد، كذلك الأمر بالنسبة لإفريقيا، إذ لدى دولها اتحاد افريقي.
الغريب في الأمر هو أن الشرق الاوسط من أغنى المناطق في العالم من حيث النفط والثروات الطبيعة والمواقع الجغرافية، ولكن مع الأسف فإن نسبة القتل والمشاكل في هذه المنطقة  هي الأعلى في العالم، والسبب هو التفرقة والجهل بالعلاقات والمصالح المشتركة.
لا تزال بعض الدول في منطقتنا تنفق المليارات في سبيل إلحاق الضرر بدولة أخرى صديقة لها و مجاورة لها، وترى دولة أخرى توقع الاتفاقات مع دولة في أقصى العالم، وتلك الاتفاقات  لو وقعتها مع دولة قريبة منها لكانت الأرباح عشرة أضعاف.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا: لمَ لا  يكون لنا اتحاد مثل الاتحاد الأوروبي أو الأفريقي ونسميه الاتحاد الكردي العربي، وستكون فائدة هذا الاتحاد كبيرة على الشرق الاوسط، لأنه من خلال هذا الاتحاد يتم التقارب بين دول العربية وإقليم كردستان، وهذا التقارب سيؤثر إيجاباً في العلاقات العربية التركية الإيرانية،  لأن إقليم كردستان لديه علاقات اقتصادية وسياسية جيدة جداً مع هاتين الدولتين، وإذا حصل التقارب بين إقليم كردستان والدول العربية فمعناها أنه سيتم التقارب بين تركيا و إيران من جهة و الدول العربية من جهة أخرى. عندها ستكون المصالح مشتركة ومرتبطة، والكل سيعمل من أجل تطوير المنطقة من ناحيته وسيتجنب المشاكل ويحب الخير لكل الدول في المنطقة، لأن إلحاق الضرر بدولة مجاورة معناه أن الدولة المعتدية ستتضرر هي أيضاً وستعاني من تلك المشكلة.
أرى من الضروري تحسين العلاقات الكردية مع الدول العربية بشكل أوسع لأن فيها فائدة للطرفين، وستؤثر على الشرق الاوسط بشكل إيجابي، وستكون في مصلحة الجميع، بما فيهم إيران وتركيا.

*كاتب كردي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.