العَسكري الرّوسي الأُمَمي ومَعنى الابتهاج بعِيدهِ

موقع إنباء الإخباري ـ
الأكاديمي مَروان سُوداح*
م. يلينا نيدوغينا**:
يَرتدي إحتفاء الدولة الروسية وكل شعبها هذه الأيام بـِ(عيد حُماة الوطن)، في ظروف دولية راهنة غاية في التعقيد، أهمية ممَيزة وطاغية على مناسبات أخرى. فأهمية الاحتفالات بالحُماة المَيامين في ظروف السلام النسبي الحالي، توازي بالضرورة أهمية الاحتفالات بعيد الجيش والقوات المسلحة، خلال حَقبات المقاومة والصمود والنصر المؤزر التي منها كسر شوكة الفاشية والنازية واليابان العسكرية، وسحق جحافل نابليون بونابرت المَردودة على أعقابها نحو باريس الباكية.
عيد حُماة الوطن وإن كان عيداً وطنياً روسيا، إلا أن إحياؤه يتم أيضاً في غير إطار روسيا الفيديرالية، ذلك أنه عيد أُممي وعالمي يَخص جَميع الشُرفاء في هذا العالم الواسع، ولكونه يرتدي حُلّة دفاعية شريفة وقشيبة، ولأن ألوان الفرح الغامر تكسوه، وأكاليل النصر تكلّله في الكثير مِن رياح الأرض الفضاء التي شهدت بطولات الجنود والضباط الروس والسوفييت، الذين قدّم كل واحد منهم نفسه قرباناً مجانياً لتتمتع الدول الاخرى وشعوبها من أوروبية وآسيوية – حيث جرت المعارك الاساسية في الحرب الوطنية العظمى (العالمية الثانية) على أراضيها – بالحرية والسيادة والآمان على نفسها ومستقبلها، وعلى عائلاتها وأولادها وأحفادها.
إن عيد الحُماة هذا هو مُلكٌ لكل الشعوب والأُمم والقوميات والأعراق في غير الروسيا، ذلك أن الجندي الروسي دافع عنها وحَماها بيديه وعقله وقلبه من إستعباد السرطان البُني الهتلري، الذي كاد يُطبق بفكيه على كل البشرية من شمالها الى جنوبها، ومن شرقها لغربها، وفقاً لأهواء الفوهرر المُنتحر بتحويل الشعوب غير الشعب الالماني، الى تابعين وعبيد للرايخ الثالث، فقد مَنح النازيون أنفسهم بأنفسهم حق ِسحق “الأغيار”، واستخدامهم كقطع غيار بشرية لجرحاهم ومواطنيهم من “الجنس الأري المُختار” حصراً؟!
ولا يفوتني هنا التأكيد أن الهزيمة النهائية للنازيين الجُدد الذين يَشنون حَرباً كونية ظالمة بصفة الارهاب الدولي منذ 2011م، قد بدأت تدنو، وغدت نهايتها قاب قوسين أو أدنى للتحقيق بفضل جهود ضخمة تبذلها القوات الروسية والمُتحالفين معها، ولإستخدامها أكثر الأسلحة ردعاً بأعداء الإنسانية والحضارة، إذ أن المُقاتل الروسي الشهم والسلاح الروسي الجبّار، قد أثبتا فعالية وقوة وتطوراً لا يضاهيه تطور وفعالية وجبروتاً، بخاصة حين لا يتراجع الروسي في سوح المعارك، بل يتقدّم ليجترح المآثر الخالدات، وليحقّق النصر المُبين.
لقد حقّق العسكري الروسي أيقونة مَجدِ، ونال وسام الفخار في سورية دفاعاً عن الجميع وعن هِبة الحياة المُقدّسة التي منحها الله لنا جميعاً، وليس دفاعاً عن نفسه ووطنه فحسب، فلم يَكتفِ الجندي والعسكري الذي غادر بيته بعدما ودّع أطفاله وأبنائه وزوجته، ليتوجه لخوض الحرب على الساحة السورية، نقول بأنه لم يكتفِ بردع المعتدين الدوليين، بل وظّف السلاح الإستراتيجي الروسي ليَنال إعجاب وتقدير وتأييد العَالم وإدخال الطمأنينة الى قلوب الشعوب التواقة للسلام. فعندما نقرأ عن أكثر الأسلحة قوّة لدى روسيا، نفرح لأجلها ولأجل أنفسنا وحيواتنا أيضاً، لأننا نُدرك عميق الإدراك، أن هذا السلاح الذي لم يُشهر قط بوجوهنا عَبر التاريخ العربي – الروسي الطويل والمشترك، لن يُشهر علينا، فقد تأكد ذلك منذ زمن وطُرق القوافل التجارية العربية التي سلكت إلى موسكو، واستقرت في شارعها الروسي الأشهر، المُسمّى بالعربية إلى اليوم – “أرباط”.
الروسي لا يُهاجم أحداً ولا يَعتدي على أحد، فهو وعلى العكس مما يُشاع في صحائف المُباعين والمُتاجرين بالدولار والجِنيه واليورو، وهو في إضدادٍ من ذلك تماماً، إذ أنه صانع للسلام مكان الحرب، ورافع البِناء بموقع الدمار، ومُوظّفٌ للنجاحات في الدفاع عن المُستضعَفين، ويُطعم الفقراء، ويَكسو العُراة. فالروسي بطبيعته وطبعه لا يُشهر سِلاحاً بوجه صديق أو رفيق، لكنه يَرفعه أمام مَن يُشهر سلاحه بوجهه وعلى شعبه الروسي والشعوب الصديقة له.
وها هو الجندي الروسي الشاب، يُحارب اليوم تماماً كما حارب طوال تاريخه لحماية حَيوته وحَيوة أصدقائه وحلفائه، بهدوء وصمت مطبقين، ودون تبجّح وبلا إستعلائية، ويُحرر ترابنا العربي، مُتشبّهاً تماماً بأجداده الشباب في أحايينهم، حين حاربوا بهمّة وعزيمة لا تلين لتكنيس أرض لبنان وجبل لبنان من المحتلين في قرون خلت، ولتنظيف تراب الجزائر من عُبوات الموت، ولحماية قناة السويس وغربها من الإحتلال خلال حرب الاستنزاف، وفي الدفاع بصواريخ (سام) عن أجواء سورية من طائرات الفانـتوم وقنابل النابالم الحارقة المَصنوعة في المَجمع الصناعي العسكري الأمريكي، وللتحذير من إحتلال صهيوني لأرض الاردن الطهور، فإعلان الاردن تحت حماية موسكو بعد الخامس من حزيران عام 1967م.
وفي عيدك أيها الجندي والضابط والعسكري الروسي الشّهم والمِغوار، إليك كل مَحبتنا ورفيع تقديرنا وعميق امتناننا لمآثرك البوتينية العليّة، يَا مَن تَجترج المُعجزات في زمن التراجع والانكسار وانقلاب المفاهيم وتكالب أشباه الأدميين على الناس، لتُنهِض العالم أجمع من جديد مِن حَولك، في المعركة العالمية المُقدسة لدحر الظلام، وإفساح المَجال لنصر ضياؤه مُستدام.
*رئيس رابطة القلميين الألكترونية مُحبي بوتين وروسيّه للاردن والعالم العربي.
** نائب رئيس رابطة القلميين الألكترونية مُحبي بوتين وروسيّه للاردن والعالم العربي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.