القتل العشوائي في العراق .. أهدافه وأسبابه

IRAQ-BOMB1

صحيفة المنار الصادرة في فلسطين المحتلة عام 1948:
قوى اقليمية مدعومة بقوى الشر في الساحة الدولية لا تريد لدولة العراق أن تنهض وتستعيد دورها، وتبدأ عملية التطوير في المجالات المختلفة، هذه القوى تسعى بكل الوسائل والأساليب لتدمير العراق وتقسيمه وتفتيته، وهذا ما يفسر ما تشهده الساحة العراقية من عمليات قتل وتفجير وحشية، على أيدي عصابات ارهابية ممولة ومدربة من تلك القوى التي ترى مصلحتها في سفك المزيد من دماء العراقيين.
ما يتعرض له العراق يفوق كل تصور ولا يقبله العقل البشري والضمير الانساني، ولم يكسر حاجز الصمت الذي يلف الأمة العربية، سامحة للتضليل الاعلامي أن يتواصل ادعاءات وأكاذيب افتضح دورها، وهوية الجهات التي تعمل في خدمتها اقليميا ودوليا.
قوى الشر، من خلال الارهاب الدموي الوحشي الممنهج، تسعى الى اشعال فتنة طائفية دموية، تأكل الأخضر واليابس في العراق وصولا الى تقسيم هذا البلد الى دويلات متناحرة تقدم الخدمات لتلك القوى الاقليمية المشاركة في أعمال القتل الذي يتعرض له أبناء العراق.
القتل اليومي العشوائي في العراق له أهدافه وأغراضه، تنفذه أياد مجرمة لصالح تركيا والسعودية الممولتين للعصابات الارهابية على أرض العراق، والتي تلتقي على هدف واحد هو تدمير العراق وتجزئته، بمشاركة جهات أخرى لها دورها في الفظائع المرتبكة على أرض العراق كقطر عبر أدوات مأجورة عراقية وضعت نفسها في خدمة هذه الدول التي لا تريد للامة العربية نهوضا ودورا وازدهارا، فهناك “شخصيات” عراقية وهاربة من العراق تقيم في السعودية وقطر وتركيا تقوم كحلقة وصل بين الارهابيين والدول الداعمة لهم، هذه الشخصيات الخارجة عن ارادة الشعب العراقي موعودة بتولي الحكم على جثث العراقيين الذين يستهدفون من العمليات التفجيرية الانتحارية، كالهاشمي وغيره.
وفي هذا السياق، كشفت دوائر واسعة الاطلاع لـ (المنــار) نقلا عن جهات استخبارية أن هناك معسكرات لتدريب الارهابيين وتجميعهم في السعودية وتركيا، وضخهم الى داخل العراق، وترصد لهم الميزانيات لمواصلة القتل والتفجير داخل الاحياء وفي المزارات والمرافق العامة، واستهداف مؤسسات الدولة، ورجال الأمن والجيش، وتقول الدوائر أن أنقرة والرياض متفقتان على هدف واحد هو تدمير الدولة العراقية، وتريان ذلك منفعة ومصلحة لتركيا والسعودية، وبالتالي التنسيق بينهما لم ينقطع رغم اختلافهما بشأن قضايا أخرى في المنطقة.
وتضيف الدوائر أن القيادة السعودية ترى أن تدمير العراق يأتي في اطار العداء لايران، وفي ذات الوقت حماية السعودية من أية اهتزازات قد يتعرض لها الحكم في الرياض، وترجمة من عائلة آل سعود لحقدهم الدفين على الامة، وسياستها المبنية على خدمة أعداء الأمة وواشنطن في مقدمتهم، وهذا ما يفسر عمق العلاقة التي باتت تربط الرياض وتل أبيب، حيث اسرائيل المستفيدة الاولى مما يجري على أرض العراق.
وتؤكد الدوائر أن تركيا هي الاخرى تضخ الارهابيين والسلاح الى داخل العراق، كما تفعل بالنسبة لسوريا، اشعالا لفتنة طائفية مدمرة في هذا البلد، الذي يعتبر أحد أهم ثلاث ركائز في الوطن العربي: مصر وسوريا والعراق.
وتركيا التي تنسق دورها الاجرامي مع مشيخة قطر أيضا لا تريد دولة قوية على حدودها. ويرى مراقبون للاحداث الجارية في العراق أن التغييرات الدموية الرهيبة التي تودي بحياة العشرات يوميا يجب أن يكون لها ردا جماهيريا عربيا قويا يوقف هذا القتل العشوائي الذي تقف السعودية وتركيا وراءه، فهما تحركان العصابات الارهابية، وترسم لها السياسات، وتحدد لها الاهداف لاستهدافها، وما تقومان به ضد شعب العراق هو مجازر حقيقية ، تدخل في اطار الابادة، مما يستوجب محاكمة قيادات البلدين.
وترى دوائر ذات اطلاع على ما يجري في العراق، أن ما تشهده الساحة العراقية من تفجيرات وعمليات قتل اجرامية، وتكثيف لها، ليست ببعيدة عن النجاحات التي يحققها الجيش العربي السوري ضد العصابات الارهابية، الممولة من السعودية وتركيا ومشيخة قطر، وجهات عديدة مشاركة في المؤامرة على الشعب السوري.
وتضيف الدوائر أن العصابات التكفيرية التي تسفك دماء العراقيين هي نفسها التي ترتكب المجازر البشعة في الساحة السورية، وهذه العصابات التكفيرية والوهابية وتلك المتطرفة كتنظيم القاعدة، جميعها ورغم تسمياتها تعمل في خدمة السعودية التي تقوم بتمويلها بكل أشكال الدعم والاسناد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.