القوات العراقية كانت على وشك إعلان الانتصار في تكريت.. «انفتحت أبواب الجحيم» ما الذي حصل في آخر اللحظات؟

iraq - army

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن القوات العراقية كانت على وشك إعلان الانتصار على المسلحين الذين يهيمنون على مدينة تكريت الإستراتيجية، وكانت تعد لرفع العلم العراقي فوق المباني الحكومية الرئيسية قبل انقلاب الموقف رأساً على عقب يوم الأربعاء.

إذ سقطت القوات العراقية على ما يبدو في فخ نصبته جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، أسفر عن إستشهاد بعض الجنود وإصابة آخرين بجروح بالغة.

وتشير الصحيفة إلى أن الكارثة التي شهدتها تكريت يوم الثلاثاء قدمت مثالاً حياً على مدى حاجة الجيش العراقي إلى مستشارين. فقد ناشد الأمريكيون القادة العراقيين على مدى أسابيع عدم خوض معارك للهيمنة على مراكز المدن، والتركيز على بسط سيطرتهم على الطرق ومنافذ الدخول والخروج ومن ثم تحديد المعركة وفقاً لشروطهم الخاصة.

ولكن المستشارين العسكريين والاستخباراتيين الأمريكيين المتواجدين الآن في العراق، والذين يقدر عددهم بـ300 فرد، لا يعملون بشكل مباشر مع القوات والقادة المتمركزين على الجبهة.

وتضيف الصحيفة أن الكمين الذي نصبه المتشددون في تكريت، التي تبعد عدة أميال عن مسقط رأس صدام حسين، كان تذكيراً صارخاً أيضاً بالصعوبة التي ستواجه القوات العراقية في محو المكاسب العسكرية التي أحرزتها جماعة داعش الشهر الماضي.

وتبين خارطة العراق في الوقت الراهن أن المسلحين قد فتحوا جبهات متعددة تتجاوز قدرة الجيش العراقي على التعامل معها في آن واحد.

وكانت النتيجة هي إحراز القليل من المكاسب وخسارة القرى والبلدات بشكل يومي ولكن دون وجود العديد من العلامات على تقدم الحكومة العراقية.

ومع ذلك، نجحت قوات الأمن العراقية في تأمين الطريق المؤدي إلى تكريت.

وبعد قصف تكريت بالقنابل يوم الثلاثاء والإعلان أن ساعات معدودة تبعد الحكومة العراقية عن استرداد المدينة بالكامل، استدرجت قوات الأمن إلى الاعتقاد أن المسلحين انسحبوا بالفعل.

وكانت القوات في طريقها إلى رفع العلم العراقي عندما “انفتحت أبواب الجحيم”، حسب قول أحد الجنود الذي أشار إلى أن الرصاصات انهمرت عليهم وبدأ المفجرون الانتحاريون يلقون بأنفسهم من نوافذ المباني.

ويشير التقرير إلى أنه من الصعب تحديد ما إذا كانت هذه الخسارة ستؤثر بشكل دائم على قدرة الجيش العراقي على استعادة تكريت، ولكنها تسلط الضوء على افتقاره لتحضير وإمداد المتطوعين الأمر الذي من شأنه التأثير على روحهم المعنوية ورغبة الشباب الآخرين في الانضمام إليهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.