الهجوم البري للجيش السوري يتقدم بمواجهة تحالف الارهاب

syrian-army-victory

موقع العهد الإخباري ـ
شارل أبي نادر – عميد متقاعد:

ليس جديدا ان يتناول مراقبون ومحللون تواطؤ التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الاميركية لدعم ومساعدة وتثبيت قوة “داعش” وفصائل متشددة اخرى، بهدف استغلال هذه القوة في التحكم بالسيناريوهات المعدّة للمنطقة وخاصة في سوريا والعراق، ولم تنقص المراقبين المعطيات الاخيرة حول جمع اغلب المجموعات الارهابية مع غريمها الارهابي اللدود “داعش” للقتال متّحدين ضد الجيش السوري وحلفائه في الشمال السوري للتأكد من قدرة هذا التحالف على إدارة معركة الارهاب كاملة ضد الجيش والدولة في سوريا، ولذلك لم يتفاجأوا من الوقائع الميدانية التي تؤكد قيام التحالف بالإيعاز لتلك المجموعات وبعد إعطائها معلومات مهمة، لتقوم بإغارة فورية على طريق اثريا – خناصر – حلب وقطعها، بعد مهاجمة وحدات الجيش السوري المكلفة بحمايتها، بعد تقاسم وتوزيع الاهداف والسيطرة بين هؤلاء تنفيذا لتعليمات دقيقة من غرفة عمليات واحدة أمنت القيادة والسيطرة على هذه العملية الخاطفة تخطيطاً وتحضيراً وتنفيذاً.

من جهة اخرى، لا ينقص كذلك معرفة معطيات ووقائع مشابهة تجري في العراق للتأكد من التواطؤ الواضح من قبل هذا التحالف الشيطاني ضد الجيش العراقي والحشد الشعبي اللذين يبذلان جهداً استثنائياً لاستعادة السيطرة على مدن ومناطق يحتلها التنظيم الارهابي، وحيث ان هذا التواطؤ دائماً يخفف من نتائج هذه الاندفاعة العراقية لمصلحة التنظيم الارهابي داعش.

بالمقابل، بدت خجولة جداً في البداية ردة فعل هذا التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ويشل الاتراك وبعض الصقور الخليجيين عمادا له على التدخل الروسي الخاطف في سوريا ومباشرته دون تأخير تنفيذ عملية قصف مركّز وتغطية جوية فعالة لمصلحة الجيش السوري، الذي بدأ معركة برية واسعة لاستعادة السيطرة على الاراضي المحتلة من قبل الارهابيين مع إعطاء الجهد الرئيس للمناطق الشمالية وتحديدا في ريفي حماه الجنوبي الشرقي و حلب الجنوبي الشرقي والجنوبي الغربي، ومع تقدم الوحدات السورية الشرعية والمدعومة من حلفاء متعددين في تلك العملية البرية شمالاً، تطورت ردة فعل التحالف لاحتواء هذا التقدم الذي ظهر انه متجه مباشرة نحو تحقيق هدفه الاول باستعادة السيطرة الكاملة على تلك الارياف .

وقد تمثل هذا التطور في ردة الفعل لدى التحالف بالتالي:

– تأمين كمية كبيرة من الصواريخ الاميركية المتطورة المضادة للدروع “تاو” وتسليمها للارهابيين شرقاً وشمالاً مع تجاوز الاجراءات الصارمة التي كانت ترعى هذا التسليم، مع تداول معلومات غير مؤكدة عن تأمين لهؤلاء ايضا صواريخ ارض – جو مضادة للطائرات صينية الصنع مهرّبة عبر السوق السوداء التركية .

– فتح كامل لمعابر الحدود التركية السورية، ومنها معبرا باب السلامة شمال اعزاز وباب الهوى شمال جسر الشغور للمسلحين الاجانب وخصوصا لذوي الاصول الروسية او السوفياتية السابقة والذين يتعطشون لقتال ومواجهة الجنود الروس لاسباب واسباب.

– ايصال معلومات استعلامية حساسة ودقيقة للارهابيين عن تفاصيل كيفية توزّع وانتشار الوحدات السورية وخاصة وحدات الدفاع الوطني على الطريق الاستراتيجي بين اثريا وخناصر، وهذا ما بدا واضحا من طريقة الاغارات المتزامنة وبطريقة محددة ودقيقة على الحواجز ونقاط المراقبة ومراكز الاسلحة الاجمالية التي تؤمن الحماية لهذا المعبر الحيوي والتي كانت دائما عرضة للتبديل والتغيير من قبل الجيش السوري تلافياً لرصدها او لتحديد مكانها وقوة وتجهيز حاميتها .

– تأمين حماية جوية بطريقة غير مباشرة لقوافل وارتال اليات “داعشط على أغلب معابر وطرق انتقاله شرق سوريا بين تدمر ودير الزور والرقة امتدادا لاثريا لتنفيذ عملياته الهجومية الخاطفة على الطريق المذكور والتي اجتازت نهاراً مئات الكيلومترات في اراضٍ شبه صحراوية مكشوفة .

هذا من الناحية الميدانية، اما من الناحية الدبلوماسية والاعلامية فقد شُنّت حملات واسعة للتشويش على القصف الجوي الروسي والادّعاء بتعرّضه للمدنيين ولوحدات ما يسمى بالجيش الحر وبالمعارضة المعتدلة، ولتحييده “داعش” من هذا القصف الجوي بنسبة كبيرة، وترافق ذلك ايضا مع تشدد دبلوماسي واعلامي تركي خليجي فرنسي ضمن سمفونية واحدة منسّقة حول استحالة الحل في سوريا بوجود الرئيس الاسد .

وهكذا، فإن هذه الدول التي تشكل تحالفًا ظاهريًّا ضد الارهاب هي بالحقيقة من يسهّل ويساعد ويوجّه ويحمي هذا الارهاب، والدليل على ذلك تلك الوقائع المادية والعسكرية والميدانية الدامغة والتي لم تعد سراً خصوصا وان اصحابها لا يعيرون اي اهتمام لهذه الاتهامات وبدوا غير مهتمين ويتابعون مناورتهم لتغطية هذا الارهاب، ومن الطبيعي ان لا يهضموا هذا التدخل العسكري الروسي في سوريا والذي جاء و”بضربة معلم” في توقيت مناسب وحاسم ليغيّر كامل مخططاتهم التي بنوها خلال اكثر من اربع سنوات ، ويجبرهم او يجرّهم وبعد القضاء على البنية الاساسية للارهاب ، على الإنخراط بتسوية سياسية تحفظ دوراً اساسياً للرئيس الاسد الذي يمثّل القيادة الشرعية حسب كامل المفاهيم الدولية والقانونية والتي تعرفها جيدا موسكو وتعرف كيف تدافع عنها .

وعليه ، فان الميدان السوري سوف يشهد محاولات متعددة، وفي اكثر من جبهة او في اكثر من محور، للضغط على الجيش السوري وحلفائه وعلى القيادة الروسية من خلفهم بهدف “فرملة” هذه الاندفاعة الفاعلة وبهدف استيعاب هذا الهجوم البري الذي وحسب أغلب المعطيات لديه كامل النقاط والعناصر الايجابية المُساعِدة كي لا يتوقف وكي يتطور ويتوسع ميدانياً واهم هذه النقاط هي :

– تدمير كافة غرف العمليات ومراكز التحكم والسيطرة للارهابيين .

– السيطرة الجوية المطلقة من ناحية القصف والمراقبة والرصد ونقل الوحدات .

– السيطرة الالكترونية المتمثلة بقدرة التشويش على اجهزة الاتصال وتعطيلها .

– القدرة على حشد القوى البرية الجاهزة للمناورة الهجومية .

– فقدان الارهابيين لعنصر المرونة في معركتهم حيث خسروا قدرتهم على نقل وحدات لمساندة مراكز اخرى وخسروا ايضا امكانية زج وحدات الاحتياط للدعم او لتنفيذ مهاجمة معاكسة على محور معين ، وذلك كله بسبب السيطرة الجوية الكاملة للجيشين الروسي والسوري .

– المعنويات المنخفضة جدا لاغلب الارهابيين نتيجة هذا السقوط المفاجىء في قدراتهم وفي مناوراتهم في الميدان .

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.