اليسار يفوز في انتخابات اليونان ويتجه لتشكيل حكومة ائتلافية مع اليمين

فاز حزب “سيريزا” اليساري في الانتخابات المبكرة التي جرت يوم أمس الأحد في اليونان، متقدماً بثلاث نقاط على الأقل على اليمين المعارض بزعامة فانغيليس مايماراكيس، بعد اقتراع حاسم، ليعلن رئيس “سيريزا” ورئيس الوزراء اليوناني السابق آليكسيس تسيبراس الفائز عن استعداده لتشكيل حكومة تحالف مع “اليونانيين المستقلين”.

وقد اشارت المعلومات الأولية إلى تقدم حزب “سيريزا” على منافسيه في الانتخابات بحصوله على 35,47% من الأصوات، حسبما أعلنت وزارة الداخلية اليونانية، وذلك بعد فرز أكثر من ثلاثة أرباع أصوات الناخبين، فيما حصل حزب “الديمقراطية الجديدة” المنافس على 28,26% من الأصوات، بينما احتل “الفجر الذهبي” اليميني المتطرف المرتبة الثالثة بحصوله على 7% من الأصوات.

وأظهر فرز 75,37% من الأصوات حصول “سيريزا” وحده على 145 مقعدا في مجلس النواب من أصل 300 ومع اصوات حزب “اليونانيين المستقلين” يصبح لديه اكثرية من 155 مقعدا الامر الذي يؤمن له الاغلبية المطلقة.

1442818638_gree604.jpg

تسيبراس بعد فوزه في الانتخابان

وفي وقت سابق أظهر فرز 50,11% من الأصوات حصول حزب “باسوك” من اليسار الوسط على 6,41 % ويليه الحزب الشيوعي (5,47 %) و”بوتامي” (3,93 %) وحزب “اليونانيون المستقلون” (3,70 %)، و”الوحدة الشعبية” الذي يترأسه وزير الطاقة السابق بانايوتيس لافازانيس المؤيد لعودة اليونان إلى عملة دراخما (2,83%).

إلى ذلك، أعلن تسيبراس انه سيشكل ائتلافا حكوميا مع حزب “اليونانيين المستقلين” بزعامة بانوس كامينوس، قائلا “سنوحد قوانا ..وسنستمر معا”.

واضاف خلال خطاب امام مناصريه في  اثينا، إن “الشعب اليوناني اعطى تفويضا واضحا، سوف نواصل ما كنا قد بدأنا به معا قبل سبعة اشهر .. وسوف نعدل توازن القوى في اوروبا”، مؤكدا ان “النمو لن يأتي بسحر ساحر”.

كما تعهد تسيبراس بمكافحة الفساد في البلاد، مشيرا إلى أن “هذا الكفاح سيمتد طوال السنوات الأربع القادمة لأننا حصلنا على تفويض مدته أربعة أعوام”.

مع ذلك، اعترف زعيم “سيريزا” بالصعوبات التي تواجه الشعب اليوناني، قائلا:”تقف العقبات أمامنا، لكن تحت أرجلنا أرض ثابتة ولدينا آفاق”… “لا يمكن الخروج من الأزمة بطريق سحرية، لكنه ممكن وفق خطتنا”، مشددا على أن “اليونان تعتبر رمز للعزة والكرامة في أوروبا اليوم”.

وفي وقت سابق، قال تسيبراس، بعد إدلائه بصوته في منطقة كيبسيلي في اثينا، إن اليونانيون سينتخبون “حكومة مناضلة”، مستعدة “للمواجهات الضرورية للمضي قدماً بإصلاحات”، وجعل البلاد “شريكاً قوياً على قدر المساواة في أوروبا”، ويبدأون “حقبة جديدة” من الإصلاحات، وذلك مع بدء التصويت في خامس انتخابات عامة في البلاد خلال ست سنوات.
وبموازاة ذلك، رحب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مساء الاحد بما اعتبره “نجاحا كبيرا لـ”سيريزا” ولرئيسه في الانتخابات اليونانية”، معتبرا ان هذا الفوز “رسالة مهمة الى اليسار الاوروبي”.

وقال هولاند في مؤتمر صحفي في طنجة المغربية إن “اليونان ستشهد فترة استقرار مع غالبية متينة”، لافتا الى انه سيتوجه الى اثينا “في الاسابيع المقبلة”.

ومع اقتراب انتهاء عملية فرز الأصوات، هنأ رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتس رئيس الوزراء اليوناني السابق آليكسيس تسيبراس بفوز حزبه ودعاه إلى تشكيل سريع لحكومة قادرة على العمل الفعال.

وكتب شولتس في تغريدة على حسابه في موقع “تويتر” الأحد “لقد قمت بتهنئة تسيبراس بفوز حزب “سيريزا” في الانتخابات اليونانية… ولا بد الآن من تشكيل حكومة ثابتة تأتي بنتائج ملموسة.

وشهدت اليونان الأحد انتخابات عامة، هي الخامسة من نوعها خلال ست سنوات، ويتوقع أن تحدد نتائجها مزاج الشارع إزاء قضيتي التقشف وتدفق اللاجئين إلى البلاد.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.