بري: ما قبلَ عرسال ليس كما بعدها

 

أبدى رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زوّاره أمس بحسب ما نقلوا عنه لـ”الجمهورية” ارتياحَه إلى قرار مجلس الوزراء بفتحِ باب التطوّع في الجيش والقوى الأمنية، وقال: «هذا ما طالبنا به دائماً، ولكنّ المستغرَب حتى الآن أنّ لبنان لم يتلقّ من فرنسا حتى الساعة أيّ طلقة ناريّة في نطاق هبة الـ 3 مليارات دولار التي قدّمتها السعودية للجيش اللبناني، على الرغم من انقضاء أشهر على هذه الهبة، والاجتماعات التي عُقدت في إطارها وحدّدت خلالها قيادة الجيش لوائحَ الأسلحة التي تحتاجها المؤسسة العسكرية، ولكنّ لبنان لم يتسلّم من فرنسا بعد أيّ شيء، فكيف بالحريّ في ظلّ هذه الأوضاع.

لكنّ ما أخشاه هو أن يكون هناك من يضعنا تحت السقف الإسرائيلي، بمعنى عدم تزويد الجيش أسلحة متطورة خشية استخدامها ضد إسرائيل، أو لأنّ هناك مقاومة في لبنان ضدّ إسرائيل. وأعتقدُ أنّ هبة المليار دولار التي قدّمها الملك عبدالله للجيش هي استدراك من المملكة بأنّ الهبة الأولى لم ينفّذ منها شيء بعد.

ولقد قلتُ هذا للسفير السعودي علي عواض عسيري عندما التقيته، لكي تتحرّك المملكة مجدّداً في اتّجاه فرنسا، لتحريك المساعدات العسكرية المقرّرة بموجب الهبة السعودية للبنان، وقلتُ في الإطار نفسه للسفير الاميركي ديفيد هيل الذي التقيته ايضاً، إنّكم فتحتم عنابرَكم لإسرائيل خلال عدوانها على غزّة، بما فيها الاسلحة الموجودة في السفارة الاميركية في إسرائيل، ولا بدّ أنّ لديكم شيئاً تخبّئونه في لبنان، فقدّموه للجيش اللبناني».

وأضاف برّي: «إنّ ما قبلَ عرسال ليس كما بعدها». واعتبر «أنّ عودة 1800 نازح سوري من عرسال إلى الاراض السورية مسألة مهمّة جداً، وهذا ما كنّا طالبنا به من عودة للنازحين السوريين الى المناطق الآمنة في سوريا، وندعو إلى الاستمرار في ذلك بالتنسيق مع السلطات السورية، خصوصاً أنّ أصوات البعض بُحَّت بالمطالبة بعلاقات ديبلوماسية بين سوريا ولبنان، فلنترجم ذلك الآن. ومن الآن فصاعداً لا بدّ من التعامل مع مخيّمات النزوح السورية بطريقة مختلفة وعدم التساهل في هذا الموضوع، بعدما تبيّنت علاقتها بالمسلحين».

وقال: «إنّ قضية عرسال لم تنتهِ بعد، ويجب التحوّط، لأنّها يمكن أن تتكرّر في عرسال وخارجها، بعد الغدر الذي لحقَ بالجيش. وعلى الدولة أن تفتح عينيها جيّداً على عرسال وأن ينتشر الجيش في داخلها ويكونَ المسؤول الوحيد عن الأمن وتوزيع المساعدات والإغاثة، خصوصاً أنّه تبيّن وجود عدد من أبناء البلدة قد تعاونوا مع المسلحين، وأنّ القانون يجب أن يأخذ مجراه حيال هؤلاء ولا غطاءَ لأحد».

وإذ تبلّغ برّي من بعض الجهات المهتمة بقضية عرسال أنّ الاتصال فُقد بالمسلحين خاطفي العسكريين الذين انسحبوا إلى الأراضي السورية، سُئل: هل يخشى أن يقايض المسلحون العناصرَ العسكرية الأسرى لديهم بسُجناء رومية مثلما طالبوا سابقاً؟ فأجاب: «نحن ضد أيّ شكل من أشكال التفاوض والمقايضة مع المسلحين الإرهابيين، ولن نفتح الباب في هذا الموضوع، خصوصاً في موضوع سُجناء رومية، فسابقاً لم نقايض مخطوفي إعزاز بسُجناء رومية ولا بأيّ شيء آخر، ولم نرضخ، لكنّني أخشى أنّنا أمام إعزاز جديدة».

 

الجمهورية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.