بعد داريا وخان الشيح .. الجيش السوري إلى أين ؟

 

بعد معارك عنيفة استمرت لأكثر من أربع سنوات, نجح الجيش السوري بفرض سيطرته على مدينة داريا, أبرز مدن غوطة دمشق الغربية, وتمّ ترحيل ما يقارب 1000 مسلح إلى محافظة إدلب في الشمال السوري, لينتقل تركيز الجيش السوري على بلدة المعضمية المحاذية تماماً لمدينة داريا, وبعد مفاوضات استمرت لعدة أيام تمّ ترحيل المسلحين المتشددين أيضاً إلى الشمال السوري .

انتقل الجيش السوري بمعاركه باتجاه عمق الغوطة الغربية, ونجح بفصل بلدة زاكية عن خان الشيح, ونجح بعدها بإطباق الحصار على خان الشيح ومزارعها

استمرت المعارك العنيفة بين الجيش السوري وبين مسلحي خان الشيح, حتى استعاد الجيش السوري حاجز النبعة, وسط مزارع خان الشيح, حينها طلب مسلّحو خان الشيح التفاوض, إلا أن قيادة الفرقة الرابعة رفضت التفاوض وقررت الاستمرار في التقدم .

وبعد تضييق الخناق أكثر على مسلحي خان الشيح أرسل المسلحون عدة طلبات بوقف القتال للتفاوض, وأنهم مستعدون للخروج من المنطقة, حينها وافقت القيادة العسكرية في المنطقة, وتمّ إعلان وقف إطلاق النار للتفاوض .

طلب مسلّحو خان الشيح في البداية ترحيلهم إلى درعا, إلا أن الجيش رفض وأصر على الترحيل إلى إدلب, مع تسليم الآليات الثقيلة وعدم حرقها .

وافق المسلحون, وتم يوم 27 تشرين الثاني تسليم عدة عربات شيلكا, كان المسلحون قد سحبوها من حواجز للجيش السوري بعد مهاجمتها, واليوم 28 تشرين الثاني تمّ ترحيل المسلحين وعددهم 1450 مسلحاً, بالإضافة ل 1489 مدنياً من عائلات المسلحين بين رجال ونساء وأطفال, و 25 سيارة إسعاف تنقل جرحى باتجاه إدلب في الشمال .

اليوم وبعد إغلاق ملفّ خان الشيح ستتوجه الأنظار باتجاه ما بعد خان الشيح, باتجاه منطقة كناكر ومنطقة سعسع الواقعتين على طريق دمشق القنيطرة بعد خان الشيح, وهما تتبعان إدارياً لمحافظة ريف دمشق, وملاصقتان تماماً للحدود الإدارية لمحافظة القنيطرة .

منطقتا سعسع و كناكر منطقتان لن تكونا صعبتين على الجيش السوري, كون التواجد المسلح فيهما ضعيفاً وقليل العدد بالنسبة لخان الشيح, ومن المتوقع دخولهما في نطاق التفاوض حتى قبل بدء أي عمل عسكري فيهما .

أما الهدف الآخر للجيش, حسب مصدر عسكري ل آسيا, سيكون باتجاه قرى جبل الشيخ, وأهمها بيت جن الملاصقة للحدود مع العدو الإسرائيلي, وتعتبر أيّة عمليات عسكرية في مناطق بيت جن أو سعسع وكناكر ذات قدرة عالية للجيش السوري, كون جميع القطعات والوحدات العسكرية للجيش السوري المشاركة في عمليات داريا والمعضمية وزاكية وخان الشيح تمّ إرسالها للعمق, باتجاه محافظة القنيطرة, ليصبح التواجد العسكري للجيش يضم وحدات وكتائب من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة و الفرقة العاشرة والفرقة السابعة والفرقة الأولى واللواء 90 والفوج 100 والفوج 153 والفوج 137 واللواء 75 بالإضافة لوحدات الأمن العسكري المتواجدة في المنطقة

زخم أكبر لتحرك الجيش, يضاف له بعد سقوط أي منطقة ما يمنحه أفضلية عددية ولوجستية, تدفعه للسيطرة على مناطق جديدة بوقت قياسي

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.