بَيع الضَّمائر وفَبركات العَصر الإمبريَالي – الرجعي

موقع إنباء الإخباري ـ
الأكاديمي مروان سوداح*:
المُؤكّد، أن سواد العرب، الأُميين، يتميّزون ببيع الضمائر والعقول للغربي ومعه المحتل الاسرائيلي الصهيوني، فلا فرق بين الإثنين لِمَن يَبيع ويَشتري على رؤوس الأشهاد بالوطن والمواطنين.
هؤلاء “يَتفرّدون” “بميزة” هي الأخطر على الإطلاق، عندما يتحوّلون الى بوق صَدّاحٍ للأجنبي الإحتلالي والإحلالي. هؤلاء المُتحوّلون المُتَباهون بزعزعة أركان مجتمعاتهم ومجتمعات العالم وقِتالها، مُتجرّدون مِن الولاء لأنفسهم حتى، فهمُ يُسلّمون للإمبريالية الحربية والإعلامية والثقافية المُتوحّشة، بالتوسّع، ويَستسيغون هذا التوسّع وتسويق الفبركات، فيعيدون إنتاجها وتوزيعها، متماهين مع حضارة الموت الغربية، التي جُلّها إستعمار دهري وموت أبدي لهمُ أيضاً من حيث لا يفقهون ولا يَدرون، بوجبات إعلام غربي مزركش يَدفع بهم الى نفق “غي هنّوم”!
من الطبيعي والحالة هذه، أن يُغيّب الوعي السياسي العربي طويلاً عن الأحداث الفاصلة في التاريخ والمكان الجيوسياسي بغياب المنهاج العلمي، وبإتساع جريمة أمية الحَرف والكلمة التي صَنعتها الأنظمة لمواطنيها وفرضتها عليهم.
هذا الوضع المأساوي قاد الى انفجار الوضع العربي برمّته، فمنذ2011م غرقت سورية والعراق وليبيا واليمن وغيرها من البلدان في بُحُورٍ من الدماءِ، التي أكّدت هيلاري كلنتون في زمنها الذي ولّى، بأنها وبلادها ولوبياتها ومخابراتها همُ بالذات مَن شكّل هذا الوضع وبناهُ، وهم مَن صَنَعَ منظمات التطرف والارهاب في العالم العربي، وهم أيضاً مَن مَوّله ورسّخه في تربة الوطن الكبير وما يزال، وروّجت هي له بلسانها كما نذكر، من خلال فضائيات عربية شيطانية تلعب دور الحربة في طعن العرب وغير العرب في ظهورهم. فلماذا وهذه التصريحات وغيرها الكثير، لا يفقه مُعظم العرب خطورة أوضاعهم وبراكين واشنطن ولندن وباريس وغيرها، التي ما انفكّت تحرقهم وتبيدهم..!
وفي هذا الوضع المأساوي، حيث العقول المنحرفة والخرفة، يندفع عشرات آلاف العرب وغير العرب، للقتال والقتل والسفح دون معرفة وإدراك عن أية قضية يقاتلون، فبعضهم يَقتل لمجرّد حِرفة هِيامه بالدولار والشيكل والجنيه، كأسهل مهنة في زمن البطالة والفَقر والعَوز والفَساد والإفساد العربي، وهي أمراض إجتماعية وطبقية مزمنة تواصل أنظمة وطبقات ومؤسسات تخريبية إنتاجها في أفرانها اللاهِبة.
كتبتُ هذه المقالة بعدما تلقيت “فيديو” مُخزي، يَعرض لإرهابيي النُصرة وداعش ومن لَفّ لَفهمُ، وهم يتسلّون بقتل الأبرياء في مكان ما بسورية على الأغلب. لكن الأدهى والمُبكي هو، أن مُوزع الفيديو عن طريق “الواتساب”، يعمل في مؤسسة إعلامية رسمية، وبرغم ذلك لم ترتعد له فرائص لإحتمال فصله من العمل، إذ يُناشد مَن يتلقون الفيديو منه “سرعة نشره”، إدّعاءً أن القتلة هم إيرانيون والجيش الروسي!
لا بد لي مِن التأكيد هنا أولاً، أن هذا الشخص يَنتمي الى جِنس أولئك الفاقدين لعقولهم ومشاعرهم وحيواتهم، فقضية هي قضية فراغ عقلي وأميّة شاملة، فقد استمرأ بناء جدار شاهق يَفصله عن ناسه، وعن الثقافة والادراك الاجتماعي والسياسي، لذا نراه شارك بالقتال سابقاً في دولة عربية، وعاد للوطن بعدها، وانخرط في عمل مهني بمدخول جيد، ما يَدل على أنه لم يُساءل عن أفعاله حتى!

أشياع الإمبريالية الإعلامية والثقافية و”اليهووية” العرب، يتولّون توزيع وتسويق فبركاتها، لكون أمريكا لديهم هي ربّهمُ الأعلى، فهم يَعملون ليلاً نهاراً عليها ولها، ويُعسكرون في معسكراتها، ومُمَكِّنين لها في ديارنا. هؤلاء هُم هُم مَن سوف يَعمل بنا تقتيلاً وتشريداً دون مُسائلة وعِقاب، ربما لأن تسويقهم لهذه الفيديوهات لا تمت بصلة لتعرية المعسكر الارهابي الكلنتوني، فهم مُسيّرون بِ”الروموت كونترول” الغربي والصهيوني على روسيا وسورية ودول المقاومة التي لا تحالفات إستراتيجية لنا معها، فلا يُضار أن تبقى متلقيةُ للضربات والفبركات والتشويهات وتسويد صفحاتها يومياً واسبوعياً وفصلياً وسنوياً!
أشياع هؤلاء المُساقِين والمُنسَاقين بالرعاية الأمريكية وبُعدَها، “مَفتونون” بخَرف الطائفية والمذهبية والجهوية والمناطقية والإقليمية، وبكل الأمراض المكانية الأُخرى، فكيف يَكون القتلة من الجيش الروسي وهم لا يُشبهون الروس والإيرانيين إطلاقاً، لا بسِحنهم ولا بتصرفاتهم وأزيائهم ولغاتهم، بل هم “كوبي بيست” واضحة وعلنية عن سِحن الارهابيين وتصرفاتهم المجنونة، والفيديو يُبيّن ذلك.. أإلى هذا الحد وصل الغباء العربي المَغبون أنغلوساكسونياً، “فِرِّيِسيّاً” و “صدّوقياً”؟!
نحن أمام وضع عربي أعرابي مُفرّغ مِن المَنطق.. قطيع إبلٌ تَرعى سموماً لتفتك بأنفاس حَيواتِها.. أُرثي لهذه الأُمة الميّتة في زمن ضياعها.. إنها عدوّة لنفسها وحَالِها..
تحيا سورية وجيشها المِغوار وقيادتها الأسدية، فهي مصدر إلهام لمستقبل عربي لا مكان فيه لأشباه البشر هؤلاء؛
تحيا روسيه البوتينية الجبّارة، التي هبّت لمساندتنا ومساعدتنا وإنقاذنا من تلك السّموم، ومن سيادة الجنون العربي الأعرابي وجوقات الهستيريا الأمريغربية والصهيونية..
*مؤسِّسُ وَرَئِيسُ رَابِطةُ القَلَمِيِّين مُحِبِّي بُوتِين وَرُوُسيّة للأُرْدُنِّ وَالعَالَم العَربِيِّ.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.