ترامب يكشف عن “سر كبير” في الغزو الأمريكي للعراق

    الصورة الأرشيفية الملتقطة في 16 أبريل 2012 تظهر “مقبرة ويست أرلينغتون” في الولايات المتحدة عبر علامة “العراق” المناهضة للحرب.

    بكين 10 يونيو 2020 (شينخوا) قلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأحد الماضي تبرير الولايات المتحدة لغزو العراق عام 2003، متهما كولن باول، وزير الخارجية الأمريكي أنذاك، بالكذب عندما أدعى بأن “العراق كان يمتلك أسلحة دمار شامل”.

    وانتقد الجمهوري باول، الذي لعب دورا كبيرا في حرب الخليج عام 1991 وحرب غزو العراق عام 2003، بشدة ترامب، قائلا إن “ترامب يكذب طوال الوقت” و”ابتعد عن” الدستور الأمريكي، ليشكل خطرا على ديمقراطية الولايات المتحدة.

    وأشار باول إلى أنه سيدعم جو بايدن منافس ترامب في الانتخابات الرئاسية القادمة.

    وردا على ذلك، اتهم ترامب باول في تغريدة له بأنه يتحمل مسؤولية كبيرة عن جر الولايات المتحدة إلى حروب كارثية في الشرق الأوسط، قائلا: “كولن باول، متغطرس حقيقي كان مسؤولا بدرجة كبيرة عن إدخالنا في حروب الشرق الأوسط الكارثية، أعلن لتوه أنه سيصوت لمتغطرس آخر، جو بايدن النعسان”.

    وأضاف “ألم يقل باول إن العراق امتلك أسلحة دمار شامل؟ العراق لم يمتلكها (الأسلحة)، لكن ذهبنا إلى الحرب!”

    صورة من الانترنت تظهر كولن باول، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، يقدم ما يسميه دليل امتلاك العراق أسلحة دمار شامل في جلسة لمجلس الأمن الدولي قبل غزو العراق، يوم 5 فبراير 2003.

    وبينما تسقط كلمة ترامب تبرير الولايات المتحدة لغزو العراق، إلا أن الخسائر في أرواح وممتلكات العراقيين ومعاناتهم قد حدثت ولا يمكن تغييرها. ودمر الغزو الأمريكي للعراق أنظمة البلاد السياسية والعسكرية والاقتصادية بالكامل، وغير التوازن السياسي القائم، وفتح صندوق باندورا مع فشل الولايات المتحدة في إعادة بناء العراق.

    وتبع الغزو عدة موجات من الصراعات الطائفية الشديدة، وبرزت تنظيمات ارهابية مثل القاعدة والدولة الإسلامية، وتصدرت أرقام القتلى والمصابين والمشردين في الهجمات الإرهابية أو الصراعات في العراق العناوين الرئيسية للصحف والقنوات الإعلامية الدولية.

    وبهذا الطريق، أصبح العراقيون العاديون—وكل واحد منهم مهم للغاية لعائلته— أرقاما باردة في الأخبار! ومن السهل إيجاد شخص قتل أو أصيب أفراد عائلته في هجمات بشوارع العاصمة بغداد ومدينة الموصل التي احتلها تنظيم الدولة الإسلامية لثلاث سنوات وغيرهما من المدن العراقية.

    وأشار موقع “iraqbodycount.org” المتخصص في تسجيل القتلى المدنيين جراء العنف الذي تلا غزو العراق عام 2003، أن ما بين 185084 و208029 مدنيا قتلوا جراء العنف في الفترة من بداية الحرب أي مارس 2003 إلى 28 فبراير 2017. كما قتل ما لا يقل عن 20 ألف مدني جراء العنف في الفترة من عام 2017 إلى ابريل 2020.

    عراقيان ينظفان نفقا حيث ضرب انفجار موكبا للجيش الأمريكي قرب ساحة التحرير في العاصمة العراقية بغداد، في 8 سبتمبر 2003.

    وبعد تبادل الاتهامات بين ترامب وباول، عبر الكثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عن تعاطفهم مع العراقيين وإدانتهم لغرو العراق.

    وقال “عبد العزيز بن نايف” أحد المستخدمين في تغريدة: “من لا يعرف باول وهو من حضر اجتماع مجلس الأمن ومعه علبة فيها مادة كيمائية يقول إن صدام حسين يستطيع أن ينتج مثلها، وفي كل جلسة كان يصر على امتلاك العراق أسلحة دمار شامل وبعد سقوط العراق اكتشف العالم أنه كاذب وكان دمارا للعراق حتى يومنا هذا…”

 

    في حين قال “حسين عزيز” على تويتر “ترامب يهاجم كولن باول بعد دعمه بايدن: العراق لم يمتلك أسلحة دمار شامل لكنه أدخلنا الحرب… كلهم مجرمون وسفاحون وقتلة هدفهم تدمير العراق وسحق شعبه في حرب أعدوا لها كل الأكاذيب وكان ضحيتها الشعب العراقي.”

    من جانبه، قال “ريد كولي” في تغريدة له “دعونا نسمع المزيد حول ذلك من كولن. مليون عراقي قتلوا. الآلاف من الجنود الأمريكيين والبريطانيين قتلوا. كل ذلك على أساس كذبة كولن”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.