تسوية الأزمة السورية تتصدر الاهتمامات.. وموسكو ترفض الحديث عن إدراج حزب الله على لائحة الإرهاب

 

تصدّر ملف البحث عن سبل تسوية الأزمة السورية جدول أعمال وزارة الخارجية الروسية في العام الـ2015، وفق ما أكدت في بيان صادر عنها.

كيري ولافروف

كيري ولافروف

وأشارت الخارجية إلى أنها قامت بدور بارز في تشكيل مجموعة دعم سوريا التي توصلت إلى اتفاق بشأن ضرورة مكافحة الإرهاب بالتوازي مع تحريك العملية السياسية بمشاركة جميع القوى السياسية والطوائف في سوريا.

وأشادت بأهمية إصدار مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2254 الذي يتضمن خطة التسوية السياسية على أساس الحفاظ على وحدة أراضي البلاد ومبدأ تقرير مصير سوريا من قبل السوريين أنفسهم.

وأوضحت أنها ركزت على قطع قنوات تمويل تنظيم “داعش” من خلال وقف تهريب النفط، مؤكدا أن قيام تركيا بإسقاط القاذفة الروسية في أجواء سوريا دليل على أن سياسة أنقرة تهدف إلى تشجيع الإرهابيين.

موسكو: خروج المسيحيين من سوريا والعراق سيأتي بعواقب وخيمة على المنطقة

في موازاة ذلك، جددت وزارة الخارجية الروسية قلقها على مصير الوجود المسيحي في الشرق الأوسط على خلفية توسع دائرة هجمات تنظيم “داعش” الإرهابي.

وقال مفوض الخارجية الروسية لحقوق الإنسان قسطنطين دولغوف في مقابلة مع صحفية “إيزفيستيا” إنه “بعد خروج المسيحيين من الشرق الأوسط عملية خطيرة قد تأتي بعواقب وخيمة على نسيج المجتمعات العربية تعرقل الحفاظ على التراث التاريخي والروحي ذي الأهمية الحيوية بالنسبة للبشرية برمتها”.

ووصف الدبلوماسي الوضع الحالي في الشرق الأوسط في مجال الشؤون الإنسانية وحقوق الإنسان، بأنه خطير للغاية، وذلك على خلفية المجازر التي يرتكبها المتطرفون الراديكاليون بحق أولئك الذين يرفضون أيديولوجية الكراهية.

وذكر دولغوف أن عدد السكان المسيحيين في سوريا منذ بداية النزاع المسلح، تراجع من 2.2 مليون نسمة إلى 1.2 مليون.

وتابع أن المسيحيين في العراق يواجهون كارثة حقيقية مع تواصل هجمات “داعش”. وأعاد إلى الأذهان أن هذه القضية  التي تهدد الوجود المسيحي في العراق، تعود إلى فترة أبعد من ظهور “داعش”، مشيرا إلى أن عدد السكان المسيحيين في هذه البلاد تراجع منذ التدخل العسكري الأمريكي في عام 2013 بـ10 مرات – من 1.5 مليون نسمة إلى 150 ألف شخص فقط. وأضاف أن بعض المدن العراقية، ومن أبرزها الموصل، فقدت الوجود المسيحي التقليدي الخاص بها بالكامل.

موسكو: نرفض الحديث عن إدراج “حزب الله” و”حماس” ضمن قائمة الإرهاب

في الأثناء، أكدت وزارة الخارجية الروسية تطابق مواقف موسكو وواشنطن مبدئيا حول قائمة التنظيمات الإرهابية، مؤكدة أن الجانب الروسي يرفض حتى الحديث عن إدراج “حزب الله” و”حماس” ضمن القائمة.

وقال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي في تصريحات لوكالة “إنترفاكس”: “تتطابق آراؤنا حول التنظيمات الإرهابية الأساسية، وهي داعش والقاعدة وجبهة النصرة.

وشدد قائلا: “وفيما يخص “حزب الله” و”حماس”، فنحن نرفض حتى الحديث عنهما مع الأمريكيين”.

وأعرب الدبلوماسي الروسي عن أمله في استكمال وضع القائمة الموحدة للتنظيمات الإرهابية التي تنشط في العراق وسوريا بحلول الـ25 من يناير/كانون الثاني، وهو الموعد الذي حدده المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا لإطلاق الحوار السوري – السوري.

وحسب مصادر دبلوماسية روسية، تضم القوائم التي ينظر فيها بغية وضع قائمة موحدة للتنظيمات الإرهابية، 163 منظمة.

كيري: الأزمة السورية ستبقى التحدي الرئيسي عام 2016

في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن الأزمة السورية ستبقى في عام 2016 المقبل التحدي الرئيسي للسياسة الخارجية الأمريكية.

وقال كيري في مقال نشرته صحيفة “بوسطن غلوب” الأمريكية إن الأزمة السورية وأزمة اللاجئين والتطرف ما زالت “التحدي الرئيسي لنا جميعا”.

وأوضح أن “الاستراتيجية الأمريكية في هذا المسار تتضمن ثلاثة أجزاء: أولا، تنشيط حملة مكافحة داعش في إطار التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وثانيا، واشنطن تعمل مع حلفائها من أجل الحيلولة دون انتشار العنف بالشرق الأوسط ومراعاة اللاجئين وغيرهم من ضحايا الأزمة، وثالثا، الولايات المتحدة أطلقت بالتعاون مع روسيا وغيرها من الدول مبادرة دبلوماسية بهدف تخفيض التوتر في سوريا والمساعدة على الانتقال السياسي وتحييد الإرهابيين”.

وأكد الوزير الأمريكي أن العقبات في طريق السلام في سوريا تبقى “شاقة”، داعيا المجتمع الدولي إلى مواصلة جهوده لتسوية الأزمة، مشيرا إلى أن تحقيق تقدم ملموس في هذا المجال سيساعد على تنظيم حملة موحدة حقيقية لمكافحة “داعش”.

من جهة أخرى أكد كيري أهمية التوصل إلى اتفاق في باريس الشهر الحالي بشأن مواجهة تغير المناخ في العالم. وأضاف أن مواصلة تسوية قضية البرنامج النووي الإيراني وتطبيع العلاقات الأمريكية الكوبية هما من أهم القضايا العالمية.

أردوغان: نواصل التشاور مع السعودية لإيجاد حل سياسي في سوريا

وسط هذه الأجواء، استقبل الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الرياض، وذلك بعيد وصول الأخير في زيارة رسمية.

وقبيل توجهه إلى الرياض قال أردوغان: “إننا نواصل التضامن والتشاور مع المملكة العربية السعودية في مرحلة تكثفت فيها الجهود من أجل إيجاد حل سياسي في سوريا، وأؤكد أن هدفنا هو إحلال سلام دائم ومستدام وعادل في جميع مناطق الأزمات وعلى رأسها سوريا”.

وأضاف: “الأطروحات والتوصيات التي تبنتها تركيا معروفة فيما يتعلق بإيجاد حل للأزمة السورية، ومن الواضح أن الخطوات التي ستتخذ دون الأخذ بعين الاعتبار التركيبة الاجتماعية وتاريخ المنطقة ومتغيراتها، لن تجلب غير الظلم”.

مصادر طبية: جثة الطيار الروسي الذي قتل في سوريا تعرضت للتمثيل بها

إلى ذلك، أفادت مصادر في الطب الشرعي الروسي بأن جثة قائد القاذفة الروسية “سو-24” أوليغ بيشكوف، الذي قتل بالرصاص بعد إسقاط قاذفته بشمال سوريا، تعرضت للتمثيل بها بشكل وحشي.

وقالت المصادر إن الأطباء اكتشفوا وجود آثار كثيرة للضرب بعد وفاة الطيار الروسي على رقبته والظهر والبطن وكذلك اليدين والساقين والوجه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.