تمسك عون بالمقاومة اللبنانية يترك صداه عربياً ولبنانياً

قناة الميادين ـ
عباس الصباغ:
كرّر الرئيس اللبناني العماد ميشال عون تمسّكه بالمقاومة في مواجهة إسرائيل التي لا تزال تحتل قسماً من الأراضي اللبنانية ، وخلال كلمته في جامعة الدول العربية الإثنين الماضي لفت إلى أن “نجاح الفكر الصهيوني في تحويل الحرب الصهيونية – العربية إلى عربية -عربية تقوم على صراع دموي طائفي”.
مواقف عون وإن كانت ليست جديدة إلا أنها تركت صداها لبنانياً وعربياً وأيضاً أممياً بما يشي بأن هناك مَن كان يُراهن على تبدّل مواقفه بعد وصوله إلى سدّة الرئاسة وبالتالي تخلّيه عن مواقفه السابقة التي كانت دوماً إلى جانب المقاومة. صحيح أن بعض الدول العربية لم ترد بشكل رسمي على كلام الرئيس اللبناني، ولكن عدم شعورها بالارتياح عكسته وسائل إعلام عربية مُقرّبة من دول خليجية من خلال تركيزها على مواقف شخصيات لبنانية وعربية تنتقد فيها الرئيس اللبناني، عدا عن تصريحات غير مسبوقة لمستثمرين عرب في لبنان تنتقد مواقف عون.

الرئيس اللبناني لم يكتفِ فقط بدعم المقاومة اللبنانية “طالما هناك ارض تحتلها اسرائيل التي تطمع أيضا بالثروات الطبيعية اللبنانية”، وإنما دعا أيضاً إلى وقف حمّام الدمّ الذي يجتاح أكثر من دولة عربية، وتغليب لغة العقل وتصويب البوصلة وتوحيد الجهود للمحافظة على معالم القدس التي تجمع التراثين المسيحي والإسلامي وأهم معالمهما، وسأل “هل يمكن أن نتخيّل القدس من دون المسجد الأقصى ومن دون كنيسة القيامة”؟

بطبيعة الحال هذا الكلام جديد بالنسبة إلى دول كثيرة باتت خارج الصراع العربي الإسرائيلي، لا بل أوغلت في التطبيع مع تل أبيب من خلال الزيارات المُتبادلة العلنية والسرّية، وبالتالي لم تتوقّع من رئيس لبناني تذكيرها بالقدس والقضية المركزية بعد كل هذه الفترة، ما يذكّرها بمواقف الرئيس اللبناني السابق العماد إميل لحود الذي كان من أبرز داعمي المقاومة في لبنان وفلسطين.

لكن وعلى الرغم من التململ العربي من كلام عون فإنه لم يعمد حلفاء الرياض في لبنان على سبيل المثال إلى الرد المباشر على عون، والأمر ظهر جلياً في خطاب رئيس الحكومة سعد الحريري خلال إحياء الذكرى الـ 12 لاغتيال والده، وإن أكد في خطابه الموجه اصلاً لجمهوره على إستمرار الخلاف بشأن سلاح حزب الله  ، وأن لا توافق على الموضوع لا في الحكومة ولا على طاولة الحوار ولا في مجلس النواب”.

وكذلك لم تظهر بعد بوادر الخلاف بين مكوّنات السلطة اللبنانية علماً أن الرئيس اللبناني كان واضحاً جداً في موقفه من مشاركة حزب الله في قتال المنظمات الإرهابية كجبهة النصرة وداعش، مذكّراً بمحاربة مصر ودول عربية عدّة للإرهاب .

إلا أن الرد المباشر على كلام عون جاء عبر الخروج عن الأصول في الرد على مواقف رئيس الجمهورية اللبنانية والذي عبّرت عنه الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، ما دفع وزارة الخارجية اللبنانية إلى استدعائها وتنبيهها لضرورة احترام الأصول الدبلوماسية.

وبحسب مصادر وزارية للميادين نت فإن كلاماً قاسياً وُجّه لممثلة الأمين العام للأمم المتحدة دعاها للامتناع عن التصريحات التي تخالف القوانين والأعراف الدولية وتمسّ السيادة اللبنانية ومقام رئيسها.

وأكدت مصادر لبنانية أن وزارة الخارجية اللبنانية أبلغت المسؤولة الأممية بعد انتقادها مواقف عون الداعمة للمقاومة وسلاح حزب الله، ضرورة معالجة ووقف الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية والتي تُعدّ تصرّفات عدوانية إسرائيلية وتمثّل تهديداً دائماً للبنان وتعيق بشكل فادح تنفيذ القرار الدولي1701.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.