تهديد مركزي على ’إسرائيل’: الجبهة الشمالية‎

“معاريف”

كشف معهد أبحاث “الأمن” القومي، بالأمس، التقدير الاستراتيجي لـ”إسرائيل”، والتهديدات المركزية للسنة المقبلة. وفي الوثيقة، التي قُّدمت بالأمس لرئيس الكيان رؤوفين ريفلين، استعرض باحثو المعهد التغيرات الاستراتيجية والمركزية المؤثرة على “إسرائيل”، والتهديدات والتوصيات للتعامل مع التحديات الأمنية-السياسية في السنة المقبلة.

كما في المؤسسة الأمنية، فقد وضع المعهد أيضاً الساحة الشمالية بأنها التهديد المركزي والأهم على “إسرائيل”. وبحسب كلام الباحثين، “فإنّ الأنشطة الإيرانية لإنشاء قوة عسكرية في سوريا، والتي تقابلها أنشطة صارمة لحكومة “إسرائيل” للتعامل مع هذا التهديد، قد يؤدي إلى تصعيد في الجبهة الشمالية”.

مواجهة كهذه، يعتقدون في المعهد، في حال اندلعت، لن تكون محدودة فقط بقوة معينة أو ساحة محددة، وستؤدي إلى مواجهة عسكرية في الجبهة السورية واللبنانية في آن. وبحسب كلامهم، فإنّ القوات التي ستقاتل ضد الجيش “الإسرائيلي” ستكون مؤلفة من تحالف للنظام السوري، حزب الله وقوات تابعة للنظام الإيراني.

في حال المواجهة، يعتقد باحثو المعهد، أن روسيا التي تعتبر الدولة الأقوى في المنطقة، ستقف على الحياد، لكنها ستفرض قيودا على حرية العمل “الإسرائيلية” -هذا المعطى له دلالات كبيرة في ظل الأفضلية الجوية الواضحة لإسرائيل.

ويدعون في معهد أبحاث الأمن القومي أن روسيا هي المستفيد الأكبر في الشرق الأوسط في السنتين الأخيرتين، وذلك من خلال دفع الولايات المتحدة وإضعافها: “في سوريا ثبّتت روسيا مرساة عسكرية- بحرية وجوية- لتحصين قبضتها الاستراتيجية فيه لأجيال”.

إدارة دونالد ترامب وُصفت بأنها “متعاطفة كثيراً، لكنها معزولة أكثر”. تأثير الولايات المتحدة في المنطقة ينسحق، وهي (الإدارة) تستثمر أساس مواردها في مناطق أخرى، بعيدة عن المصالح “الإسرائيلية”.

وبحسب الباحثون، من خلال الدعم الذي قدمته روسيا لتمركز إيران في سوريا، هناك احتمال لتصادم مصالح بينها وبين “إسرائيل”. مع ذلك، فإنّ روسيا، نجحت في الحفاظ على علاقات جيدة أيضاً مع “إسرائيل”.

أمام تقديرات شعبة الاستخبارات “أمان” والجيش “الإسرائيلي”، يبدو أن المعهد يعطي فرصة أكبر لاندلاع مواجهة عنيفة على الحدود الشمالية، لكن أيضاً وفق هذه السيناريوهات، على الأقل في هذه المرحلة، فإن احتمال مواجهة كهذه ليس كبيراً، لكنه الأخطر.

أما التهديد الثاني والمتفجر أكثر، فقد وضع المعهد، بشكل غير مفاجئ، قطاع غزة. ليس لدى “إسرائيل” و”حماس” ربما مصلحة بذلك، لكن ثمة مجموعة عوامل قد تشعل المنطقة، من بينها انهيار المصالحة الفلسطينية، وعمليات إرهابية للجهاد الإسلامي، والوضع الإقتصادي السيء في القطاع، والتوترات السياسية في مثلث الولايات المتحدة- “إسرائيل”- السلطة الفلسطينية، وجبل الهيكل والقدس. وأيضاً مواصلة التقدم في بناء مشروع العائق تحت الأرض في غلاف غزة قد يزيد معضلة “حماس” في الذهاب نحو التصعيد مع “إسرائيل”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.