جمعوا التبرعات لصالح مستشفى جنوب يوركشاير… أئمة وقساوسة بريطانيون يتنافسون “خيريًا” في كرة القدم

Chaplains - Imams - britshs

موقع إيلاف:

شارك أئمة وقساوسة بريطانيون في مباراة ودية وخيرية لكرة القدم، جمعًا لتبرعات لصالح إحدى المستشفيات، في ظاهرة تكررت في بريطانيا، وساهمت في تغيير الصورة السائدة في الغرب عن الاسلام والمسلمين.

لندن: يؤكد رجال الدين المسلمون والمسيحيون في بريطانيا أن دورهم لا يقتصر على الخطب الواعظة، وحض المواطنين على التزام جانب الإيمان، كل على دينه، وممارسة الشعائر الدينية المفروضة عليه.

ففي يوركشاير، احتاج مستشفى البلدة للدعم المالي، كي يستطيع الاستمرار في تقديم خدماته الاستشفائية للجميع، مسلمين ومسيحيين وغيرهم، فما كان من أئمة المساجد وقساوسة الكنائس في المنطقة إلا أن شمروا عن زنودهم، وشاركوا في مباراة ودية خيرية لكرة القدم، هدفها الأساس جمع التبرعات للمستشفى.

كان المنظر معبرًا جدًا عن تشارك لحظات من فرح العطاء، خصوصًا أن الأئمة المسلمين قدموا للجميع صورة مختلفة عن الدين الاسلامي، الذي يصوره الغرب اليوم بشكل منافٍ لحقيقته وجوهره، جوهر التسامح والمحبة وقبول الآخر، الذي صبغه بعض السلوك المضلل لبعض الاسلاميين بصباغ التعصب الأعمى.

قبل نهاية المباراة، أحرز الأئمة المسلمون هدفًا في مرمى القساوسة، واستماتوا في الدفاع عن مرماهم، حتى أعلن الحكم فوزهم بنتيجة واحد مقابل لا شيء، على طريقة الدوري الانكليزي. إلا أن اللاعبين تضامنوا في الاعلان أن لا رابح في المباراة إلا مستشفى غرب يوركشاير، ولا خاسر في المباراة أبدًا، إلا من يراهن على انقسام البشر وفقًا لما يدينون به.

سوابق ودية

وهذه المباراة الفريدة من نوعها ليست الأولى في التاريخ البريطاني، إذ ثمة سابقة لها جرت في آب (أغسطس) 2009، حين نظمت الحكومة البريطانية مباراة كرة قدم بين قساوسة وأئمة، ضمن برنامجها لمكافحة التفرقة على أساس عرقي أو ديني، على أن تجري في ملعب كبير في ألمانيا. وبحث المنظمون طويلًا عن حاخام يهودي للتحكيم.

وواجهوا صعوبات لأن المسلمين رفضوا إقامة المباراة يوم الجمعة، والحاخام الحكم رفض المشاركة إن أقيمت يوم السبت، فأقيمت يوم أحد، بعدما أبدى القساوسة قبولهم بذلك.

ونالت المباراة تغطية إعلامية واسعة، وأقامت السفارة البريطانية في برلين حفلًا دعت إليه كبار لاعبي كرة القدم في بريطانيا وألمانيا. وقاد فريق الأئمة حينها هارون بُلاط، إمام مسجد كبير في برلين، غالبية المصلين فيه من أبناء الجالية التركية، فقاد فريقه إلى الفوز بضربات الترجيح، بعدما انتهت المباراة بالتعادل السلبي في وقتيها الأصلي والاضافي.

وقبل هذه المباراة بأيام، أقيمت مثيلة لها في مدينة ليستر البريطانية، أظهر فيها الأئمة تفوقًا على القساوسة لدرجة محرجة، ما دفع بفريق الأئمة لإعارة عدد من لاعبيه الاحتياطيين إلى فريق القساوسة، لإظهار حسن النية، لكن بقي فريق الأئمة متفوقًا، وفاز في المباراة بستة أهداف مقابل لا شيء.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.