حزب الله في سوريا.. خيار الضرورة

بعد شهرين تدخل الأزمة السورية عامها السادس فيما يستمر المخاض السياسي من أجل التوصل إلى حل. مخاض لن تغيب عنه مجريات الميدان. بل إن الكثير من المراقبين والمطلعين يجمع على أن لا جلاء لغبار المعارك قبل جلاء معالم التسوية.

في هذه اللحظة المفصلية التي قد تكون حاسمة تسلط الميادين الضوء على ما اعتبر أحد أبرز المفاصل في الأحداث الدراماتيكية في سوريا وهو دخول حزب الله على خط المعارك إلى جانب الجيش السوري. دخول أثار الجدل منذ بدأ في المناطق الحدودية مع لبنان، وصولاً إلى العبارة الشهيرة “حيث يجب أن نكون سنكون” التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

“خيار الضرورة.. حزب الله في سوريا” هو الوثائقي الذي أنتجته الميادين وتعرضه السبت على شاشتها. أكثر من سنة ونصف من الجهد البحثي والمقابلات أجراها معد ومخرج العمل ومنتجه الزميل عباس فنيش ليس لتقديم رواية حزب الله عن الأسباب التي دفعته لإرسال مقاتليه إلى الجبهات السورية بل رواية باحثين ومتخصصين بعضهم ينتمي إلى المحور المعادي له.يعتمد الوثائقي التسلسل الزمني للأحداث في سوريا ويطل على مراحلها المختلفة من حراك اختلفت التسميات حوله مروراً بعسكرته وصولاً إلى تصدر داعش والجماعات الإرهابية المشهد مع تدفق المقاتلين الأجانب، وما قابل ذلك من قرارات ومواقف غربية هي أيضاً تدحرجت ولكن بطريقة عكسية من التهديد بعمل عسكري ضد دمشق والإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد إلى الحديث اليوم عن بقائه حتى إجراء انتخابات في البلاد.

ضمن هذا السياق الزمني تاريخ فاصل بين مشهدين، هو الثامن عشر من تموز/ يوليو 2012 الذي أعلنت فيه الفصائل المسلحة ما أسمتها “معركة تحرير دمشق” التي كان من المفترض لاغتيال خلية الأزمة أن يشكل ساعة الصفر لها. بيد أن هذا الحدث دق في الجهة المقابلة ناقوس الخطر الحقيقي لمستقبل سوريا وموقعها الممانع وفق رؤية حزب الله الذي وصف أمينه العام أعضاء خلية الأزمة بـ”رفاق السلاح”. في هذا الوقت كان يرتسم مشهد على طول الحدود من حمص إلى القلمون والزبداني. المنطقة التي لطالما كانت معبراً لتسليح المقاومة تحولت إلى معبر للجماعات المسلحة التي يظهر قادتها بحسب الفيلم الترويجي للوثائقي وهم يتوعدون الحزب وأمينه العام.
إلى جانب استعراض المعارك الميدانية التي لعب حزب الله دوراً أساسياً فيها تحديداً معركتا القصير والقلمون، يتطرق الوثائقي إلى مراقبة إسرائيل لهذا المسار والسؤال الذي يلازمها عن “مصير هذا المحور” المعادي لها.بناء على السياقات التاريخية والمحطات المفصلية والمواقف الإسرائيلية التي ربطت بشكل دائم بين سقوط الأسد والقضاء على حزب الله، يقول معد الوثائقي الزميل عباس فنيش “كانت المقابلات مع مجموعة من المتخصصين في شؤون المنطقة عملت الميادين على حضورهم خصيصاً إلى لبنان حرصاً على أعلى درجات الشفافية والدقة من بينهم الكاتب والصحافي الفرنسي جورج مالبرونو، والباحث والكاتب التركي محمد زاهد غول، والكاتب السعودي سعد بن عمر رئيس مركز القرن العربي للدراسات والباحث البريطاني في شؤون حزب الله نيكولاس بلانفورد، باستثناء موشيه ماعوز البروفيسور الإسرائيلي المتخصص بالشأن السوري الذي أجري الحوار معه عبر شركة إنتاج”.يرى فنيش أن “ميزة العمل تكمن في أنه يستضيف شخصيات معادية طرحت عليها أسئلة متشابهة ومتلازمة بناء على الأحداث وتطورها” أما الإجابات عليها وخلاصتها فمتروك للمشاهد أن يتابعها ضمن الوثائقي الذي يعرض عند الساعة التاسعة من مساء السبت بتوقيت القدس الشريف وبيروت.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.