#حزب_الله يشغل #الإسرائيليين براً وبحراً وجواً ويُلاعبهم في عمق أراضيهم

zayat_259729_large
محمود زيات – صحيفة الديار

من تابع مشهد الجرافات الاسرائيلية في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وهي تستحدث طرقات عسكرية بمؤازرة فرق عسكرية مستنفرة، يستخلص ان ما يجري ما هو الا اجراءات «وقائية» فرضها الواقع العسكري الذي يواجهه الاحتلال، لتجنب خسائر متوقعة قد تلحق بصفوفهم، في ساعة ما… من يوم ما، يحدده «حزب الله» وفق روزنامته العسكرية المرتكزة على معادلات فرضها بعد عدوان تموز العام 2006.
والخسائر التي يتوقعها الاسرائيليون من الجبهة مع لبنان، عادة ما تكون كتلك التي اصابتهم في «خلة وردة» الحدودية، قبل عشر سنوات، او قبلها بسنوات في قلب مزارع شبعا، حيث كانت الخسائر ترتقي الى مرتبة «الجسيمة»، تصيب في المقتل جيش الاحتلال الاسرائيلي والجمهور الصهيوني على السواء… لنسمعهم يرددون مجددا… «لقد تمكن «حزب الله» من اسر جنودنا… وهو قادر ان يعيد الكرة في اي لحظة يريدها.
يُجمع كبار المحللين والمراقبين الاسرائيليين على ان اسرائيل، باتت تحت رحمة «حزب الله» بعد ان غرق مسؤولوها في المخاوف والهواجس الامنية التي يشكلها توازن الرعب المعزز بقدرات قتالية اكتسبها مقاتلو الحزب بفعل مشاركتهم العسكرية في الحرب في سوريا، وعززها تنامي الترسانة الصاروخية التي وسعت فجوة الرعب الاسرائيلي.
وفي السياق، يعتبر المعلق العسكري في القناة الاولى في تلفزيون العدو امير يار شالوم، ان القلق الاسرائيلي من التقارب الروسي ـ الايراني يتعاظم، وان المعنيين في إسرائيل ينظرون الى دمشق خلال الفترة الأخيرة، ويرون ثقة مفرطة من جهة (الرئيس السوري بشار) الأسد، واندماجا كبيرا بين روسيا وإيران واحتضانا أوسع له، وهذا ما يثير القلق لدى الجانب الإسرائيلي»، فيما عبر المسؤولون الاسرائيليون الذين يرتاحون حين يسمعون ان حزب الله يتكبد خسائر في صفوف مقاتليه، لكنهم يعتبرون ان الاخبار الاكثر سوءاً هي في مشاركة الحزب في القتال في سوريا، ويرون ان هذا القتال سيغير وجه المواجهة المقبلة مع اسرائيل، وفق ما يقول رئيس جهاز «ألشاباك « الاسرائيلي السابق آفي ديختر.
الهواجس «الارضية» للاسرائيليين، باتت مصحوبة بمثلها في الجو، بعد ان اكدت التقارير الاستخبارية الصهيونية «إن حزب الله اللبناني يمتلك نحو 200 طائرة بدون طيار، وهو استخدم هذا النوع من الطائرات في لبنان، وجهز بعضها لتقوم بعمليات قتالية ضد مواقع استراتيجية اسرائيلية، ومنها قواعد سلاح الجو الاسرائيلي، في اي حرب مقبلة، مع الاشارة الى ان سلاح الجو الاسرائيلي اعلن قبل اشهر عن رد طائرات من دون طيار قدمت من الاراضي اللبنانية، وتم اسقاط اثنين منها، بواسطة صواريخ «هاك»، وفق ما جاء في صحيفة «يديعون احرونوت» التي تذكر ان (الامين العام لحزب الله السيد) حسن نصرالله كان اعلن مسؤولية الحزب عن ارسال طائرة بدون طيار، واسقطتها اسرائيل بعد ان «خرقت الاجواء الاسرائيلية». وفي رأي قائد سلاح الجو الاسرائيلي الجنرال عمير ايشيل فانه يتعين على الجيش الاسرائيلي التعامل بقوة مع الآلاف من قواعد «حزب الله» المنتشرة في لبنان والتي تهدد «دولة» إسرائيل ومناطقها الداخلية، زاعما ان هذه القواعد تنتشر في بيروت وسهل البقاع وجنوب لبنان.
وتأتي المخاوف الاسرائيلية من ضربة ما يوجهها «حزب الله» في الخاصرة الرخوة للاحتلال في مزارع شبعا، بعد الاعلان الاسرائيلي غير المألوف الذي نقلته صحيفة «يديعوت احرونوت» الصهيونية، ان الحكومة الاسرائيلية منعت التنقيب عن الغاز الطبيعي في البحر، خشية المواجهة مع لبنان، في اشارة الى ان الاسرائيليين يتعاملون مع المواقف الحازمة التي اطلقها امين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله، لجهة استعداد المقاومة لحماية المياه الاقليمية اللبنانية، من اي قرصنة اسرائيلية على حقول نفط لبنانية محتملة، قد تقع عند نقاط الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة، وبخاصة في منطقة رأس الناقورة الحدودية في الجنوب، ولفت تقرير نشرته الصحيفة الى ان كبار المسؤولين الاسرائيليين يفضلون عدم الدخول في هذه المغامرة القابلة للانفجار.
وكشفت اختبارات زلزالية وجود طبقة جيولوجية تحت الارض تحتوي على حوض غاز كبير، جزء كبير منه يقع في الاراضي اللبنانية، وان مسؤولين اسرائيليين ابلغوا شركات تنقيب ان العمل في هذه المنطقة لن يجري في القريب، وسط مخاوف اسرائيلية من ان يقوم اللبنانيون بالتنقيب اولا في هذه المنطقة(!)، وقالت الصحيفة ان هناك ثلاثة بلوكات تنقيب في المنطقة المتنازع عليها، على الرغم من ان اسرائيل تظهرها على انها تابعة لها، فيما يقول اللبنانيون انها لهم، علما ان حوض «الون دي» يقع وراء المنطقة المتنازع عليها، لكن هناك مخاوف من ان يؤدي العثور على الغاز فيه الى اشعال صراع مع لبنان، ولتجنب ذلك منع التنقيب هناك وفق ما جاء في الصحيفة.
اما في العمق الاسرائيلي، وفي ضوء ما زعمت التقارير الاسرائيلية، بعد «صمت» استمر لشهرين، فان الاسرائيليين «اكتشفوا» ان قدرات «حزب الله» واستهدافاته، وصلت الى العمق الاسرائيلي، من خلال انشاء شبكات مقاومة في اوساط فلسطينيي الداخل في الضفة الغربية وقطاع غزة، جندهم «حزب الله» عبر شبكات التواصل الاجتماعي ومنها «الفيسبوك»، لشن هجمات وإطلاق نار وتفجيرات «انتحارية» ضد أهداف إسرائيلية، وتحدث جهاز «الشاباك» المتخصص في الامن «الداخلي»، في بيان نشرته وسائل الاعلام الصهيونية، عن «ثمن باهظ» سيدفعه «حزب الله» ردا على أي عملية ضد إسرائيل. وان محكمة عسكرية صهيونية «ادانت» تسعة فلسطينيين، وزعم أن «حزب الله مصمم على مواصلة تشجيع الأعمال «الإرهابية» عن بعد، بطريقة يحاول فيها ألا يظهر مشاركته فيها. ويقول كتب المعلق العسكري في صحيفة «يسرائيل هيوم» الصهيونية .. «يصعب علينا أن نتفاجأ من أن «حزب الله» يقوم بتشغيل خلايا فلسطينية في اسرائيل، ورغم الردع المتبادل والقوي في الحدود الشمالية (المتاخمة لجنوب لبنان)، ورغم التدخل العميق في الحرب الاهلية السورية، فإن «حزب الله» لم يترك للحظة الجهود لإلحاق الضرر بإسرائيل بطرق وساحات عدة».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.