حول مقابلة الرئيس المنتصر مع قناة الميادين

shaker-shubair

موقع إنباء الإخباري ـ
د. شاكر شبير:
في مقابلة الرئيس بشار الأسد كان يتكلم من منطلق الرئيس المنتصر رغم تواضعه الجم، وإلا لما أعلن أنه سيرشح نفسه والشعب السوري يقول كلمته، ونحن على أبواب جنيف 2. لقد كان الرئيس بشار صريحا وواضحا ووضع النقاط على الحروف، وأرسل رسائل صريحة باتجاه أي طرف يتم طرحه من قبل أ. غسان بن جدو. لقد كان الرئيس عقلانيا في كل ما تطرق إليه.ـ
طرح أشياء مفهومة ضمن المجال السياسي، مثل الطلب الأمريكي بطرد القيادات الفلسطينية ووقف التعامل مع حزب الله، لكن أن يطلب كولن باول من سوريا عدم دخول الكفاءات العلمية العراقية، فهو أمر ملفت للنظر! بهذه الصورة الفجة يمارس كولن باول سياسة تجهيل العرب، وهي هنا سوريا هي المعنية، وإبقائهم في حالة تخلف! فهذا أمر لا يخطر على بال أن يتم بهذه الصورة من الفجاجة والوضوح!ـ
الجامعة العربية بعد عبد الناصر لم تعد وظيفتها جامعة عربية، بل تحولت ليتم استخدامها كغطاء لشرعنة العدوان على شعوب الأمة العربية، كما حدث في العدوان على العراق وعلى ليبيا. وأن مسالة رجوعه إليها تحتاج إلى استفتاء شعبي.ـ
أما حماس والذي تباكى عضوها ورئيس الوزراء هنية من موقعها المتشرنق بالقضية الفلسطينية قضية الأمة المركزية، في احتفالية بصفقة شاليط استرجاعا من الدفاتر القديمة، كتصرف التاجر المفلس، فقد واجهها بحقيقة تخرجها من هذا التشرنق عندما قال إنه يهمها أمر جماعة الإخوان أكثر مما تهمها المقاومة، والمقاومة مجرد سلم لهم. أما هو وسوريا المقاومة، فالمقاومة هي الأكبر بل أكبر من الدولة، وهي التي يساندها في كل الظروف، لكن إذا حماس اختارت جماعة الإخوان كأولوية فهو لن يقف معها، أما إذا اختارت المقاومة فهو يساندها، كما ساندها سابقا. ولكي يتم هذا فهذا يعني أن جسم حماس يحتاج إلى عملية غسيل كلى للتخلص من أمثال خالد مشعل وهنية وأبو مرزوق.ـ
وعندما تم سؤاله بصورة مباشرة هل سيعطيها مقرا في دمشق؟ كانت الإجابة في غاية الذكاء والحرص. استغرب سؤالاً مثل هذا. فالمقاومة تكون على الأرض التي تحاول تحريرها، فالمقاومة اللبنانية تقوم بعملها من لبنان وليس من سوريا. كما أن أمر استضافتهم يحتاج إلى استفتاء شعبي.ـ
كما تطرق إلى مفهوم العروبة وكان واضحا أنه نفس المفهوم العروبي لدى الزعيم الخالد جمال عبدالناصر والرئيس بومدين رحمهما الله، فالرئيس بشار هو الوريث الشرعي للتيار العروبي الناصري.ـ
وفي تعرضه لمفهوم العروبة والإسلام، يقول الرئيس بشار الأسد: “هذه العلاقة بين العروبة والإسلام هي التي خلقت التوازن عبر قرون من الزمن. ما يحصل الآن أحد أسبابه هو اختلال العلاقة بين العروبة والإسلام. لذلك نحن نقول بأن العمل الديني هو عمل دعوي، هو أكبر من القضايا السياسية الإنسانية. العروبة هي شيء، انتماء طبيعي. العلاقة بين العروبة والإسلام هي علاقة طبيعية، هي التي تخلق التوازن بالنسبة للآخرين.. للقوميات الأخرى وللأديان الأخرى، لا تلغيهم.. لا تلغي أحداً”.ـ
“أكبر انتماءين لأي مواطن في المنطقة العربية هما العروبة والإسلام. فالربط بين هذين العنصرين وفهم معنى العروبة ومعنى الإسلام من دون تعصّب، خاصة أن العروبة لا تعني عرقاً.. هي تعني قومية بالمعنى الشامل، تشمل الجميع وتستوعب الجميع، إذا فهمنا هذه العلاقات المختلفة، عندها نستطيع أن ننتقل إلى المستقبل ونقدم للأجيال مستقبلاً مستقراً ومزدهراً”.ـ
لقد بدا وأضحا أن مفهوم العروبة لدي الرئيس بشار هو نفس المفهوم العروبي لدى الزعيم الخالد جمال عبدالناصر والرئيس هواري بومدين رحمهما الله، فالرئيس بشار هو الوريث الشرعي للتيار العروبي الناصري.ـ

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.