خاطرة “أبو المجد” (الحلقة الخامسة والخمسون)

bahjat-soleiman

موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:

(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).

(الحلقة الخامسة والخمسون)

هل تتساوى يَدٌ، سَيْفُها “دامَ” لك           بِيَدٍ سَيْفُها أَثْكَــــــــــــــــــلَكْ؟!

-1-

[ عندما فشل الوكيل، حضر الأصيل ]

عندما عجزت عصابات الناتو الإرهابية الظلامية، المدعومة والمسلّحة حتى أسنانها، والتي تغرف بدون حساب، من مخازن ومستودعات وصناديق أعراب الخليج ونواطير النفط والغاز، ومن الآستانة الجديدة في استنبول وأنقرة، وعندما فشلت هذه العصابات، في تنفيذ الخطة الصهيو-أمريكية، لوضع اليد على سورية.. جنّ جنون المحور الصهيوني وأذنابه الأعرابية المتصهينة، وزجّوا بإسرائيل، مباشرة في قلب الحرب على سورية، بعد أن كانت تكتفي (أي: إسرائيل) بالقيادة من الخلف، وبالمشاركة في التخطيط والدعم… وهذا يعني أنّ الحرب، صارت واضحة وضوح الشمس، بأنّها حرب طاحنة بين (سورية، ومَن معها) من جهة، وبين (إسرائيل، ومَن معها) من جهة ثانية، وأنّ المواقف المائعة، من نمط (صحيح.. ولكن) هي وقوف في الخندق الإسرائيلي.. وصارت الحرب، حربين اثنتين، حرب طاحنة في الداخل السوري، ضد عشرات آلاف الإرهابيين التكفيريين، من قطعان (الوهّابية) و(الإخونجية) و(خونة الداخل ومجرميه ومهربيه)، وهذه الحرب المشتعلة في الداخل، تخوضها سورية، بكل كفاءة واقتدار… وتبقى الحرب الثانية، هي الحرب الهجومية العدوانية التي أعلنتها إسرائيل، بشكل مباشر، على سورية، والتي تستدعي، حكماً، أن يقوم محور المقاومة والممانعة، ومَن يقف معه أو يدعمه، بالرد الدفاعي المناسب والصارم ضد العدوان الإسرائيلي على سورية.. ومن البديهي، أنّ الرد، ليس ردّة فعل، ولا رداً ارتجالياً، ولا غرائزياً، ولا إرضاء لأحد، ولا تسجيلاً لموقف، بل لا بدّ أن يكون رداً عسكرياً، على المستوى الاستراتيجي، مدروساً ومحكماً ومخططاً له، وبما يوقف إسرائيل عند حدّها، وإذا لم تتوقف عند حدّها، واستمرت بركوب رأسها، فما عليها، هي وحلفاؤها الأمريكان والأوربيون، إلّا أن يتحمّلوا مسؤولية جر المنطقة، إلى حرب شاملة مدمّرة، لا تبقي ولا تذر.

ولا يتشاطرن أحد، بالقول: لماذا لا تردّ سورية فوراً؟! ولماذا لم تردّ حتى الآن؟! وماذا تنتظر؟! هذا النوع من الأقاويل، لا يعدو كونه (فشّة خلق) وزفرة غضب، وصرخة ألم.. والحروب الحديثة، لا تخاض بهذه الطريقة، أو على الطريقة العشائرية والقبلية (عليهم يا عرب)، وأيّ انخراط في الحرب، بهذه الطريقة البدائية، محكوم عليها بالفشل الذريع.. والمعركة الحديثة المشتركة، معركة معقدة جداً، وخاصة عندما تخاض ضد أعتى قوة عسكرية في هذه المنطقة، وضد داعميها وحلفائها الأمريكان والأوربيين، وضد أذنابهم من نواطير النفط، وضد أدواتهم وبيادقهم من قطعان الإرهاب الظلامي التكفيري الوهّابي الإخونجي، في وقت واحد… فهل يعتقد عاقل – والحال كذلك – أنّ الرد الصحيح، هو الاكتفاء بصبّ رشقات صاروخية سورية، على بعض المنشآت العسكرية الإسرائيلية؟؟!! إنّ الحرب المشتعلة ضد سورية، تجاوزت هذا النمط من المواجهات، ولم يعد يجدي فيها، إلّا الارتقاء بمستوى المواجهة، إلى سوية القدرة على خوض حرب مصيرية، مع إسرائيل ومَن هم وراءها، والانتقال بها، في اللحظة المناسبة، إلى خوض الحرب الشاملة مع الأصيل، بدلاً من الاقتصار على خوضها مع الوكيل، طالما أنّ المحور الصهيو-أمريكي وأذنابه، لا يفهمون ولا يرتدعون، إلّا بهذه الطريقة.. وطالما أنّ الحرب هي مع إسرائيل وحلفائها، فمن البديهي، أن تخوضها سورية وحلفاؤها.. وهذا لا يعني أنّ الحرب الشاملة، سوف تحصل غداً، أو بعد غد، ولكنه يعني أنّها قادمة، حكماً وحتماً، لأنّ إسرائيل ومَن معها، هم الذين بدؤوها، ولأنّ سورية ومَن معها، لا ينامون على ضيم، مهما كانت العواقب والتداعيات.

-2-

[ مَن يهن، يسهل الهوان عليه             ما لجرح، بميت، إيلام ]

هل عرفتم الآن، يا سادة،

(1): لماذا أوصل النظام العربي الرسمي، الوطن العربي، إلى مرتبة العبيد؟؟!!..

وهل عرفتم، (2): لماذا ضاعت فلسطين.

(3): ولماذا جرى احتلال القدس الشرقية، والضفة الغربية، وسيناء، والجولان، في حرب عام (1967)؟؟!!..

(4): وهل عرفتم، لماذا استطاع ستة ملايين يهودي، في فلسطين المحتلة، أن يقيموا دولة “إسرائيل” وأن يهدّدوا، كل عربي شريف، يقف ضدهم، أو يواجه استعمارهم، أو يقف ضدهم؟؟!!..

وهل عرفتم، (5): كيف استطاعت مستوطنة صهيونية كبرى، اسمها “إسرائيل” أن تكون قطب الرحى، لكل السياسات العالمية، في ما يخص الوطن العربي، والعالَم الإسلامي؟؟!!..

وهل عرفتم وعرفتم وعرفتم ؟؟!! لماذا جرى ويجري وسيجري ذلك؟؟!! لأنّ هناك نظاماً عربياً رسمياً، ارتضى أن يكون بيدقاً، بيد أعداء شعوبه ومجتمعاته، وارتضى أن يوظّف الدين الإسلامي، عبر (الوهّابية) وعبر (الإخونجية) وعبر تنظيم (القاعدة) في خدمة الاستعمار الجديد، وارتضى أن يوظّف الثروة النفطية العربية الهائلة، وأن يوظّف الأموال العربية الخرافية الناجمة عن بيع النفط، في خدمة الاستعمار الجديد، وارتضى أن يكون خادماً أميناً، لقوى الاستعمار القديم والجديد، منذ أن رحل الاستعمار المباشر، عن هذه المنطقة، بعد الحرب العالمية الثانية، وترك لأدواته المحلية، أن تدير الأمور اليومية في البلدان العربية، مقابل أن تقوم بكل ما يريد الاستعمار الجديد، منها، أن تقوم به، لخدمة أهدافه وتنفيذ “أجنداته” السياسية المطلوبة، سواء في الهيمنة على المنطقة، أو في مصادرة قرارها السياسي، أو في نهب ثرواتها الطبيعية، أو في قيامها بمعاداة أعداء هذا الاستعمار، وبمصادقة أصدقائه وحلفائه وأتباعه.. وكانت “إسرائيل” هي رأس حربة الاستعمار الجديد في المنطقة، وهي وكيله ومعتمده وقاعدته السياسية وثكنته العسكرية وحاملة طائراته التي لا تغرق.. وكل مَن يخرج، أو يفكّر بالخروج على هذه المهمة (التاريخية!!!!!!) المناطة بالنظام العربي الرسمي، يصبح هو العدو الأوّل والأكبر، لقوى الاستعمار القديم والجديد، وتشنّ عليه مختلف أنواع الحروب الممكنة، وعندما رفض (الرئيس جمال عبد الناصر) الانخراط في طابور النظام العربي الرسمي، المناط به تنفيذ السياسات الاستعمارية المنشودة، صار هو العدو الأول، لهذا الاستعمار، والأهم من ذلك، صار هو العدو الأول والأكبر، لأذناب هذا الاستعمار في مشيخات النفط وفي باقي المحميات الاستعمارية على امتداد الساحة العربية… وعندما رفض (الرئيس حافظ الأسد) الانخراط في ذلك الدور الوظيفي، المطلوب استعمارياً، أقاموا الدنيا ولم يقعدوها، عل رأسه، وحرّكوا له عصابات (خوان المسلمين) مابين ( 1975- 1982) ليعيثوا فساداً وخراباً وتفجيراً وتدميراً وتقتيلاً، في سورية… وكذلك، عندما سقط (شاه إيران) عام (1979) وجاء نظام سياسي جديد في طهران، يرفض الدور الوظيفي السابق، وصمّم على أن يكون حراً في قراره وإرادته، شنّوا عليه، حرباً شعواء، طالت واستطالت، حتى أصبحت بطول الحربين العالميتين، الأولى والثانية، تقريباً.. وحتى بعد أن وضعت هذه الحرب أوزارها، استمرت محاصرة النظام الإيراني الجديد والتضييق عليه، بغرض إسقاطه، وبذرائع مفضوحة، تتمظهر بمظهر (تشكيله خطراً على أمن الخليج!!!!!) مع أنّ الشاه السابق، كان يسمّى (شرطي الخليج) وكان نواطير النفط، جميعاً، يمتثلون بين يديه، طلباً للرضا والقبول… لماذا؟ لأنّ سيدهم الأمريكي، يريد ذلك…

وأما سورية، في عهد (الرئيس بشّار الأسد) فلم يتركوا وسيلة، يمكنهم استخدامها أو توظيفها، لاستدراجه إلى طابور الانخراط في قطيع النظام العربي الرسمي، المناط به تنفيذ الأهداف الاستعمارية المطلوبة، لم يتركوا وسيلة، إلّا واستخدموها في هذا المجال، ولكن بدون فائدة.

وهنا جنّ جنونهم، وقرّروا أنه قد حان الأوان، للانتهاء من سورية إلى الأبد، وأنّ المدخل لذلك، هو إسقاط نظامها السياسي، وأنّ المدخل لإسقاط نظامها السياسي، هو إسقاط الرئيس بشّار الأسد، بمختلف السبل الممكنة، ومهما كان الثمن!!!!!! هذا هو جوهر الحرب الاستعمارية الكونية التي تواجهها سورية، منذ أكثر من عامين حتى الآن… والأكثر صفاقة وسفالة ونذالة، في هذه الحرب على سورية، هو انخراط الأعراب والمتأسلمين، من أذناب المحور الصهيو-أمريكي بكل ما لديهم من إمكانيات مادية وغير مادية، في هذه الحرب، وإتاحة المجال للمحور الاستعماري الجديد، أن يخوض هذه الحرب الشعواء ضد سورية، بالبترودولار، وبالتظيمات المتأسلمة، دون أن يضطر إلى خسارة جندي واحد، أو فلس واحد… ورغم نجاح هؤلاء في تدمير الكثير في سورية، وفي قتل الكثير من السوريين، إلّا أنّهم فشلوا في إسقاط سورية، ولذلك أوعزوا لأذنابهم في النظام العربي الرسمي، من أجل أن يقوم، وبسرعة، في تصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية، قبل أن يتعافى المارد السوري، من الجراح التي ألمّت به، وقبل أن يقوم بقلب الطاولة على الجميع، وبإسقاط كل حساباتهم وأجنداتهم.. ولذلك تراكض هؤلاء الأذناب في منظر مخجل ومخز، يستخزون فيه، أمام ساكن البيت الأبيض، ليقولوا ما يراد لهم قوله، وهو: التنازل عن كامل فلسطين، بما فيها القدس، والقبول بالدولة اليهودية، مقابل بقاء هؤلاء الأذناب، على عروشهم والحفاظ على كروشهم.

ولكن نسي هؤلاء وأسيادهم، أنّ طائر الفينيق، بدأ ينتفض من بين الرماد، وأنه عندما يستكمل انتفاضته، سوف يجعل من جميع حساباتهم، عصفاً مأكولاً.

-3-

[ مراحل الصراع الثلاثة ]

الصراع العربي – الإسرائيلي، يمر عبر ثلاثة مراحل، عندما يريد أصحابه الحقيقيون – وهم منظومة المقاومة والممانعة – أن يصلوا به إلى خواتيمه الطبيعية المنطقية الأخلاقية بل والحتمية، وهي:

(1)            المرحلة الأولى: سحق الأدوات الإخونجية والأذناب الوهّابية وكل ما تمخّض عنهما من عصابات إجرامية دموية تدميرية.

(2)            المرحلة الثانية: مساعدة مجتمعات النفط والغاز، على التخلّص من أقلية الأقلية التي تتحكّم بعبادها وبمقدّراتها، واستبدالها بنخب سياسية جديدة تختارها تلك المجتمعات، ومساعدتها – أي مساعدة تلك المجتمعات – في تحوّلها وتطوّرها من مرحلة القبائل والعشائر والحمولات والعوائل، إلى مرحلة الشعوب، أسوة بِخَلْقِ الله على وجه الأرض.

(3)            المرحلة الثالثة: حينئذ، وحينئذ فقط، تصبح أيّ حرب شاملة مع إسرائيل، مضمونة النتائج، ويعود يهود الخارج إلى حيث أتوا، ويبقى يهود العرب حيث هم، وتعود فلسطين إلى أهلها، وتعود بلاد الشام إلى صدارة التاريخ، ويعود العرب – بفضل بلاد الشام – إلى مكانهم الطبيعي.

-4-

[ الحاخام يوسف القرضاوي.. “أبو لهب” العصر الحديث ]

عندما يقول “أبو لهب” العصر الحديث، الفقيه التلمودي، المتجلبب برداء الإسلام (مفتي الناتو: يوسف القرضاوي(، في خطبة الجمعة الماضية، من مكان، لا يبعد إلّا مئات الأمتار، عن أكبر قاعدة عسكرية أمريكية، في هذه المنطقة، يقول – وقد فضّ فوه وعقله ولسانه وقلبه – : (كل مَن بقي من الجيش السوري، ولم ينشق، ملعون من الله والملائكة والناس أجمعين، وهؤلاء كلاب ووحوش)!!!!!!!!!!!!!!!!.

·       تصوّروا، إلى أيّ درك من الانحطاط، وصل الأمر، بمَن نصّبه الصهاينة وأذنابهم، في موقع ما يسمى “رئيس الاتحاد العالمي، لعلماء المسلمين”!!!!!!!!!

·       تصوّروا، هذه اللغة الشيطانية المسفة، التي لا علاقة لها بالإسلام، إلّا كعلاقة حاخامات اليهود، بالإسلام؟؟؟؟؟!!!!!!!!!.

·       تصوّروا، بأنّ جيشاً باسلاً، خاض أربعة حروب مع إسرائيل، يقول عنه، هذا الحاخام المتأسلم، قولاً شيطانياً، كهذا القول المنحط والسافل؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!.

·       تصوّروا، أنّ “أبو لهب” العصر هذا، قال قولته الشائنة هذه، ليقوم الإسرائيليون، وبدعم أمريكي -بريطاني-وهّابي -أعرابي -سلجوقي، بعد ذلك، بـ (36) ساعة فقط، باستهداف هذا الجيش، والقيام بمحاولة فاشلة، لكسر عموده الفقري؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!

·       ولأنّ هذا الحاخام المتجلبب برداء الإسلام، زوراً وبهتاناً، قال ويقول ذلك، فإنّ الله عزّ وجلّ، رفع من شأن الجيش العربي السوري، وباركه، وشدّ من عضده، ومنحه قوة خارقة، تمكّن فيها من الصمود الأسطوري، في وجه عدوان مئة دولة، وأربعين جهاز استخباراتي معادي، وجعل المولى عزّ وجلّ، من عناصر الجيش العربي السوري، آساداً ونموراً وفرساناً ونسوراً، وَبَاركهم، وجعل منهم، حماة للثغور العربية المتشبّثة بالقرار الحر الوطني العربي المقاوم والممانع، وجعل منهم، سياجاً، للإسلام القرآني المحمدي الحنيف، رغماً عن أنف هذا الحاخام المتأسلم، ورغماً عن أنف مشغّليه، من نواطير الغاز والكاز، ورغماً عن أنف أسياد مشغّليه، في المحور الصهيو-أميركي-الأطلسي. وأذنابهم وبيادقهم.. والسبب الحقيقي في هذا الصمود الأسطوري، للجيش العربي السوري، وقائده العملاق، الرئيس بشّار الأسد، هو: “أنّ لله رجالاً، إذا أرادوا، أرَاد”.

-5-

[ صباح الخير، لثالوث الصمود الأسطوري السوري: الشعب السوري – الجيش السوري – الأسد السوري ]

مَن يقولون أنّ “النظام السوري” استخدم الجيش السوري، ضد الشعب السوري.. هؤلاء القائلون، يقبعون في خندق أعداء الشعب السوري – الذين سمّوا أنفسهم “أصدقاء سورية”!!!!!! –  وينامون في خندق أعداء الأمة العربية، ويرتعون في خندق أعداء الإسلام المحمدي السمح المتنوّر، ويركعون في خندق الاستعمار الصهيو-أميركي الجديد، ويسجدون في مواخير نواطير الغاز والكاز، ويسبحون بحمد الدولار والريال واليورو والدرهم، ويغرقون في غياهب التأسلم الظلامي التكفيري التدميري الدموي الإلغائي الإقصائي…. لماذا؟ لأنّ هؤلاء، يعرفون، على وجه اليقين، بأنّ الجيش السوري، دافع ويدافع عن كرامة وشرف الأمة العربية، ودافع ويدافع عن وحدة سورية وعن بقاء بلاد الشام على خريطة العالم، ودافع ويدافع عن الإسلام القرآني المحمدي الأصيل، ضد التأسلم التلمودي الوهّابي-الإخونجي، ودافع ويدافع عن الحرية الحقيقة وعن الديمقراطية الحقيقية وعن المدنية الحقيقية، في مواجهة الثالوث الصهيوني-الأطلسي-الأعرابي…. ومنع وسيمنع ثالوث الصمود الأسطوري السوري، محاولات تحويل بلاد الشام، إلى حظائر خلفية، تقوم بخدمة “العمّ سام” وخدمة مستوطنة “شعب الله المختار” الصهيونية، كما هو عليه الحال، الآن، في مشيخات نواطير الغاز والكاز، وفي باقي المحميات الوظيفية في المنطقة.

-6-

[ مبروك لـ “الثورة” السورية، ولـ “ثوّار” سورية ]

فعلاً هي “ثورة” غير مسبوقة في التاريخ، طالما أنّ من خطّط لها، هم:

(1): الصهيو-أميركي، والحلف الأطلسي.. ومن يحتضنها ويشرف على سيرها: (2): العثماني الجديد، الذي ركب على ظهر العرب (400) عاماً، فقط، وباسم الإسلام، وهو يريد ركوبهم (400) عاماً أخرى، وباسم الإسلام، أيضاً.. ومن يموّلها ويسلّحها:

(3): هم نواطير النفط والغاز، في محميات كرتونية، تحتاج إلى ألف سنة، لكي تتشرّب روح الحضارة، وتدرك معنى الحضارة، رغم امتلاء، عواصمها ومدنها، بمنتجات الحضارة.. وينفذها:

(4): قطعان جاءت من العصور الحجرية، تستعجل الوصول إلى الآخرة، لملاقاة “الحور العين”، حتى لو تحقق ذلك لها، على بحار من دماء السوريين.. ويؤدلج لها:

(5): برنار هنري ليفي – وعزمي كوهين بشارة – و مولانا ميشيل حنا كيلو – والماركسي المتطرف سابقاً، والمتأمرك ً، والملا الإخونجي أخيراً: فيلسوف العصر والزمان وكل زمان صادق جلال العظم، ويساعد هؤلاء قطعان ممّن أطلقوا على أنفسهم، ألقاب مفكرين ومثقفين وأدباء وكتاب ومبدعين وما شابه، في مختلف جنبات الأرض.. ويسوق لها:

(6): فضائيات الجزيرة والعربية وال ب ب سي والحرة وفرانس (24) والقناة الإسرائيلية العاشرة ومئات القنوات والورقيات والإلكترونيات المتأسرلة الأخرى، على امتداد ساحات العالم.. وأكملوا “النقل بالزعرور”:

(7): بتجيش مئات الدّعاة الدينيين، المزيّفين، المأجورين والمرتهنين والمباعين، والمكلّفين، بإضفاء غلالة متأسلمة على ما يجري من جرائم فظيعة، وأفعال شنيعة، على أنّها أعمال شرعية مقدسة.

ورغم ذلك، كله، فإنّ شعب سورية العظيم، اجترح أسطورة غير مسبوقة في التاريخ، عندما استطاع، أن يجهض كل ذلك، وأن يرميه في مزابل التاريخ، بفضل التضحيات الأسطورية التي قدّمها ويقدّمها وسيقدّمها، كلّما دعت الحاجة إلى ذلك.

فمبروك لـ ” ثوّار آخر زمن” ذلك الفشل غير المسبوق.

-7-

[ كيف يتم القضاء على الخطر الطائفي والمذهبي ]

الجواب: لا يمكن القضاء على هذا الخطر، إلّا بالقضاء على أدواته التنفيذية -بالدرجة الأولى- والتي تنحصر بـ (الوهّابية) التلمودية، أولاً، وبـ (الإخونجية) البريطانية، ثانياً، عبر البدء بالقضاء على عصاباتهم الإرهابية المسلّحة، وقطعان مرتزقتهم الإجرامية، التي تتمركز، الآن، بشكل رئيسي، في (سورية) و(العراق)… ومن ثم الانتقال، إلى اتخاذ قرارات دولية ملزمة، للدول التي تموّل هذا الإرهاب، وتمنعها من ذلك، تحت طائلة فرض عقوبات صارمة بحقها… هذا من جهة، ومن جهة ثانية، فإنّ (سورية) تشكّل، الآن، ساحة الحرب الأساسية، التي سوف يتقرّر على أرضها، اشتعال الفتنة الطائفية والمذهبية، أو إخماد هذه الفتنة.. ولذلك تقدّم الدولة الوطنية السورية، تضحيات أسطورية، لمنع هذه الفتنة ولإخمادها، والقضاء على أدواتها، وسوف يكون لهذه التضحيات الجلّى، الفضل الأكبر، في إنقاذ منطقة الشرق العربي، أولاً، من الدخول في حرب داحس وغبراء، جديدة، تحرق الأخضر واليابس فيها، وتعيدها إلى العصور الوسطى.

والمفارقة العجيبة، أنّ أدوات الفتنة وأعواد ثقابها، تستميت لاتّهام مَن قدّموا ويقدّمون أرواحهم ومقدّراتهم، لمنع هذه الفتنة، اتّهامهم بأنّهم، هم سبب الفتنة، وبأنّهم خطّطوا للفتنة، وبأنّهم يعملون لإشعال حروب مذهبية، لا بل بأنّهم يعملون لتقسيم المنطقة، بل ويصل السعار، بأدوات الفتنة، هؤلاء، إلى درجة اتّهام منظومة المقاومة والممانعة، بأنّها هي التي تسعى إلى ذلك، لا بل بأنّها تتعاون مع إسرائيل، لتنفيذ ذلك!!!!!!!!!!!!!.

إنّ الصراع القائم في المنطقة، لم يكن يوماً، ولن يكون صراعاً طائفياً أو مذهبياً، مهما حاولت أدوات الفتنة، تجييش الغرائز وتسعير النار، ومهما استدرجت من البسطاء والسذّج إلى ساحتها، ومهما استعانت بالبيادق والمرتهنين، المناط بهم، دفع الأمور بهذا الاتجاه… وأكبر دليل على ذلك:

(1): نزوح أكثر من مليوني (مسلم سنّي) إلى مناطق الساحل السوري، التي استضافتهم وتتقاسم معهم، لقمة الخبز، ولم يتعرّض منهم أحد لأيّ أذى، رغم تعرّض الآلاف من أبناء الساحل السوري، إلى القتل والاغتصاب والتمثيل بالجثث، من قبل أدوات الفتنة، ورغم أنّ مرور أيّ مواطن سوري من أبناء الساحل – مجرد مرور- في مناطق (جيش إسرائيل “الحر” في سورية) يعني، تعريض حياته للخطر الأكيد، وللموت المحقق.

(2): نزوح مئات آلاف السوريين من المناطق التي يعيث فيها فساداً (جيش إسرائيل “الحر” في سورية) إلى مناطق، لا وجود لهذه العصابات المسلّحة فيها.

(3): ورغم أنف أدوات الفتنة، ومشغّليها وأسيادهم، فإنّ أكثر من نصف (المسلمين السنّة) في سورية، وخاصة في دمشق وحلب، يقفون، باعتزاز وشموخ مع دولتهم الوطنية السورية.

ماذا يعني هذا؟ يعني أنّ الصراع ليس طائفياً ولا مذهبياً، مهما حاولوا جعله كذلك، ومهما ارتكبوا من جرائم، تريد تحويله كذلك، ومهما سوّقوا له، بأنه كذلك. طالما أنه من طرف واحد، أو أطراف واحدة، تدّعي الانتساب للإسلام (السنّي) وهو بريء منها، براءة الذئب من دم ابن يعقوب، ولكن هذه الأطراف، تصرّ على تحميله، مسؤولية جرائمها الفظيعة.. وتصرّ على تحويل الصراع السياسي، إلى صراع طائفي ومذهبي.. ثم تصرّ على تحميل النظام السياسي، مسؤولية ذلك!!!!!!!!!!!!!!!!!!! وعلى الرغم من تكالب أدوات الفتنة وأعواد ثقابها (الوهّابية) و(الإخونجية) لإظهار نفسها، بأنّها تدافع عن (المسلمين السنّة)، فإنّها تتحمّل كامل المسؤولية، عن خلق أجواء الفتنة، وعن محاولة إشعالها، وعن صب الزيت على نارها، والاستماتة لنشرها وتعميمها، لتأكل الأخضر واليابس.. ثم يرمون التّهم جزافاً، بحق كل مَن يقف بوجههم لكي يمنعهم من ذلك، بأنه هو الذي يشعل الفتنة، وهو الذي يرعاها!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! .

إلى متى سيستمر هذا الدجل وهذا الرياء وهذا النفاق (الوهّابي) و(الإخونجي) وهذا التكالب على تنفيذ المخططات الصهيونية القديمة -الجديدة، التي لا تخفي نفسها، بأنّها تريد وتعمل، على خلق فتنة بين المسلمين، وخلق فتنة بين العرب، تؤدّي إلى التفتيت والتقسيم، ثم تتبرقع أدواتها الفتنوية، وراء ذرائع واهية مسمومة ملغومة، مثل عقولها الملغومة والمسمومة.!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!..

إنّ نجاح المخططات الصهيونية، خطر على المسلمين جميعاً وعلى الإسلام بكامله.. والخطر الأكبر، عندما يتمكن هؤلاء، من مصادرة الإسلام (السنّي) ، وادّعاء الدفاع عنه وحمايته.. إنّ (المسلمين السنّة) هم أمة الإسلام، وهم حماة الإسلام، وهم الأكثرية الساحقة للمسلمين، وإذا كان هناك من خطر عليهم، فهو حصراً يأتي من (الوهّابية) و(الإخونجية) التي تريد مصادرتهم، وترحيلهم إلى خانة أعداء الإسلام، وتريد تنفيذ المخططات الصهيونية، باسم (الدفاع عن الإسلام) ولكنهم خسئوا، وسوف تكون مقابرهم عل ثرى سورية الطاهر.

-8-

[ إنّها الحرب الطاحنة، بين التأسلم الصهيو-أميركي، التلمودي: الوهّابي-الإخونجي… والإسلام القرآني المحمدي ]

مغفّل مَن يتوهم، أنّ النصر يمكن أن يكون إلّا للإسلام القرآني المحمدي المتسامح المتنور، المتآلف والمتحالف مع المسيحية المشرقية، بحيث يشكّلان، معاً، جناحي الأمة العربية، التي لا يمكن لها، أن تحلّق أو أن تحيا بدونهما… ولذلك هدفت وتهدف الحرب الصهيو-أطلسية، وأدواتها المتأسلمة، هذه الحرب المشتعلة ضد الأمة العربية، عامة، وضد الشرق العربي، خاصة، عبر بوابته السورية، إلى إفراغ المنطقة العربية، بكاملها، من مسيحييها المشرقيين، وتهجيرهم إلى قارّة أوربا وأمريكا وأستراليا، بحيث تصبح الأمة العربية، مهيضة الجناح، بعد استئصال أحد جناحيها، وتغدو مهيّأة للانغماس الطويل المدى، في حروب فتنوية داخلية، لا تبقي ولا تذر، وتعيد أهل هذه المنطقة، إلى عصور الجاهلية الأولى، أو -أقله- إلى عصور الانحطاط، لكي تخلو الساحة، للقاعدة العسكرية والسياسية والاقتصادية، لحلف الأطلسي، في هذه المنطقة، والتي هي (إسرائيل) من أجل أن تصبح سيّدة هذه المنطقة، وبدون منازع، إلى مئات السنين القادمة.

ولكن تضحيات السوريين الأسطورية، التي قدّموها ويقدّمونها، بلحمهم الحي، ودمائهم الزكية، هي الضريبة الباهظة جداً جداً، التي كان لا بدّ من دفعها، حفاظاً على النسيج الاجتماعي، وفي سبيل بقاء مسيحيي الشرق، على أرضهم الأولى وفي منبتهم الأصلي، ولقطع الطريق على تهجيرهم خارج وطنهم العربي… ومن أجل منع انتشار وتعميم حروب المذاهب والطوائف، بين أتباع الدين الإسلامي الواحد… ومن أجل تعبيد الطريق، أمام أجيال المستقبل، لكي تبني وطناً عربياً حراً أبياً عزيزاً كريماً معافى، على عكس “الوطن العربي” التابع الخانع، الذي أورثهم إياه، الاستعمار القديم، عبر أدواته في النظام العربي الرسمي القائم.

ألا تستحق هذه المهمّة الجليلة العملاقة، أن يضحّي السوريون في سبيلها، وأن يقدّموا من أجل تحقيقها، قرابين من دمائهم وأرواحهم ومقدراتهم؟؟ ولأنّها تستحق، فإنّ السوريين يقدّمون ذلك، بدون حساب، وبدون تردد.

-9-

[ كذبة “الهلال الشيعي” لإخفاء حقيقة “الهلال الإخونجي” ]

·       سوّقوا وطبّلوا وزمّروا لمقولة (الهلال الشيعي) من أجل تحضير وتمرير وتبرير (الهلال الإخونجي) الذي كانوا يُعِدُّون له منذ عام (2005).. ثم سوّقوا وطبّلوا وزمّروا وحذّروا من انتشار (التشيّع) من أجل تغطية وتمرير وتبرير (الوهبنة: نشر الفهم الوهّابي التلمودي للإسلام).. مع أنّ الانتماء للمذهب الشيعي، ليس سُبَّةً،  إلّا لدى مَن كان سُبَّةً وعاراً.. (والشيعة) فرقة إسلامية عريقة في القدم، بينما (الوهّابية) هي دين تلمودي جديد، يتغطّى بالإسلام، ويختبئ خلفه، والوهّابية أعدى أعداء الإسلام، مهما تبرقعت وتلحّفت به.

·       كانت المذاهب الفقهية الإسلامية، عبر تاريخ نشوئها، ستارةً وغطاءً لمصالح اقتصادية وسياسية، وكان صراع تلك المذاهب، تعبيراً عن صراع بين أصحاب تلك المصالح، التي جرى إلباسها لَبُوساً دينياً وطائفياً ومذهبياً.

·       يُهَوِّلون بالفتنة المذهبية، من أجل إحراج القوى الوطنية والقومية، وقوى المقاومة والممانعة، وابتزازها لإجبارها على التراجع عن مواقفها المبدئية في مواجهة المخطط الصهيو-أمريكي.. وكذلك من أجل حرف الأنظار عن حقيقة دور الجهات الوهّابية والإخونجية، في إشعال وتغذية وتسعير كل ما يمكن أن يؤدّي إلى الفتنة.

·       فرضيّتان بَلْهاوان، يسوّق لهما المحور الصهيو-أمريكي، وأتباعه الأطالسة، وأذنابه نواطير الغاز والكاز، وتردّدهما ببغاوياً، زواحف وعَلَقات هذا المحور.. الفرضية الأولى هي أنّ (النظام السوري لا بدّ أن يسقط).. والفرضية الثانية هي (ضرورة اتّحاد قوى المعارضة السورية).

بينما الحقائق الدامغة تصفع هؤلاء، وتفرض عليهم بأنّ الدولة الوطنية السورية، ليس فقط، لن تسقط، بل ستزداد، بعد النصر، قوةً وصلابة، رغم الحجم الهائل للدم والدمار.. وستفرض عليهم واقع تشتّت وتفكّك وتهاوي معظم قوى الإرهاب والظلام والإجرام، التي وجّهت وتوجّه سلاحها إلى صدور الشعب السوري، وإلى مؤسساته ومقدّراته، وواقع سقوط معظم قوى المعارضة التي تعاونت أو تناغمت مع تلك القوى الإرهابية.. وبزوغ وصعود قوى معارضة وطنية حقيقية، تكون شريكة فعلية، في بناء الوطن وفي صناعة القرار.. معارضة لا تستقوي بالخارج ولا تراهن عليه.. معارضة تدرك أنّ تبديل أسماء الحكّام فقط – كما جرى في دول ربيع الناتو – لا يقدّم للوطن شيئاً.. بل ما يخدم الوطن والشعب، هو الحفاظ على استقلال القرار، واستمرار التوجه الوطني والقومي، والتوزيع العادل للثروة، وتأمين الحاجات الشعبية، والحفاظ على الكرامة الإنسانية، وترسيخ المشاركة في الغُنْم والغُرْم.

-10-

[ ليست “حرباً أهلية” ولا “حرباً داخلية” ]

يقع بعض أصدقاء سورية الحقيقيون – وهؤلاء غير أعداء سورية وأصدقاء إسرائيل، الذين سمّوا أنفسهم: أصدقاء الشعب السوري!!! – يقع هذا البعض في خطأ تداول هذين المصطلحين المضللين الخاطئين.. ومن الضروري تقويم وتصويب هذا الخطأ، واعتماد المصطلحات التي تعبّر عن الواقع الحقيقي والفعلي، القائم في سورية… ذلك أنّ ما جرى ويجري في سورية، هو حرب عدوانية دولية وإقليمية، على الشعب السوري، وعلى الجيش السوري، وعلى الوطن السوري، بأدوات خارجية وداخلية.. وساحة هذه الحرب، هي في الداخل السوري، وساحات إمداد هذه الحرب، بالسلاح والمال والعتاد والمسلحين، موجودة في الخارج التركي، والأعرابي، والأطلسي، والإسرائيلي .

-11-

[ المسيحية الصهيونية.. والتأسلم الصهيوني، وجهان لعملة واحدة ]

لقد تماهت (المسيحية الصهيونية) في الغرب اﻷمريكي واﻷوروبي، مع (التأسلم الصهيوني) اﻷعرابي، المتمثل بـ(الوهّابية) و(اﻹخونجية) ومفرزاتهما وصيصانهما، في مواجهة (اﻹسلام المحمدي القرآني)، وفي مواجهة (المسيحية المشرقية)… ومَن يشك في ذلك، يكون أعمى البصر والبصيرة، بعد العدوان الصهيو-أمريكي، صبيحة (عيد الفصح) الشرقي، على قلب العروبة النابض (دمشق) وبالتنسيق الكامل مع عصابات اﻹرهاب الصهيو-وهّابية-اﻹخونجية.

تعليق 1
  1. فراس يقول

    منذزمن وانا ابحث اين اجد ماتقول وتكتب اعرف ان كلامك لايهجب كثيرين ولكنه في صميم الحقيقه وعلى جرأه كبيرة من الحقيقه شكرا لهذه العزيمه الكبيرة واقسم ان رجال الوطن وابناء الوطن جميعا يدا واحده لحماية الامة العربيه

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.