خاطرة “أبو المجد” (الحلقة السادسة والخمسون)

bahjat-soleiman

موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:

(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).

الحلقة السادسة والخمسون

(أسوأ مكان في الجحيم، محجوز لأولئك الذين يقفون على الحياد، في زمن المعارك الأخلاقية العظيمة)                                                 * مارتن لوثر كنغ

-1-

[ أقدام الجنود السوريين، وحدها، التي سوف تترجم “بيان جنيف” ووحدها التي سوف يكون لقاء “أوباما – بوتين” تعبيراً عنها ]

فَلْيُراهن المحور الصهيو-أطلسي وأذنابه وأعرابه، ما شاء لهم المراهنة؟؟!! وَلْيَتحدّث الأمريكي والبريطاني والفرنسي والتركي والإسرائيلي، عن رغباته، إلى يوم الساعة؟؟!!. وفعلاً، صحيح ما يقال، بأنّ الرئيس (بشّار الأسد، لن يكون جزءاً من الحكومة الانتقالية القادمة)، لأنّ الرئيس الأسد، ليس وزيراً ولا رئيساً للوزراء، بل هو الرئيس الشرعي المنتخب للجمهورية العربية السورية، وهو القائد العام للجيش والقوات المسلحة، وهو الذي سيصدر مرسوم تشكيل الحكومة الانتقالية، وهو الذي سوف يوافق، أو لا يوافق على الوزراء المرشّحين للانضواء في هذه الحكومة.. باختصار، يعني أنّ الحكومة الانتقالية التي يتحدّثون عنها، تستمد شرعيتها ووجودها، من الرئيس بشّار الأسد، حصراً، وليس من أيّة جهة أخرى أو شخص آخر في هذا العالَم.. وطالما أنّ الأمر كذلك، فلماذا هذا التشاطر الغبي، وهذا التذاكي الأحمق، عندما يخرج علينا، بين آونة وأخرى، مسؤول أطلسي أو أعرابي (ما منعرف قرعة أبوه منوين) لـ (يفقع) تصريحاً، يقول فيه: (لا مكان لوجود بشّار الأسد، في الحكومة الانتقالية القادمة !!!!!!!!) وكان على هذا النوع من المخلوقات، أن يقول لنا، قبل ذلك، ما هو مكانه من الإعراب، بالنسبة للشعب السوري؟؟!! وكيف يمنح نفسه، حق اغتصاب التعبير، عمّا يريده أو لا يريده الشعب السوري؟؟!! وهل وصل به العمى، إلى درجة، يتوهم بها، أنّ حثالات ولمامات، فبركتها وصنّعتها ولمّعتها وموّلتها وسوّقتها، بيوتات ودكاكين المخابرات الغربية، يمكن أن تكون هي مَن يمثّل الشعب السوري؟؟!! وكيف يخطر ببال هؤلاء، تجاهل الغالبية العظمى من الشعب السوري، التي تقول وتنادي، بأنّ صناديق الانتخاب، هي المكان الوحيد، الذي يحق له أن يحدد، مَن يمثّلون ومَن لا يمثّلون الشعب السوري؟؟!!.. ولكن الأهم من ذلك بكثير، هو ما يتجاهله هؤلاء – وإن كانوا لا يجهلونه، وهو ما يرعبهم ويفزعهم – وهو أنّ الرئيس بشّار الأسد، صار القائد العربي الأول والأوحد، الذي يجسّد رمز الصمود العربي، وقائد الحاضر العربي، ورائد المستقبل العربي، وأنه لن يقود سورية فقط، بل سيكون قائداً وملهما لجميع حركات التحرر الجديدة والقادمة في الوطن العربي، والتي سوف لن تستأذن أحدا،ً عندما ستطيح بكل تلك الأنظمة المهترئة المنخورة التابعة الخانعة، ولتستبدلها بأنظمة وطنية جديدة، تعيد جميع الحقوق المغتصبة، في الداخل والخارج، إلى أصحابها الحقيقيين، وإلى أحرار وحرائر الأمة العربية، الطامحين للحرية والكرامة والعزة والاستقلال الحقيقي، والتمتع بخيرات بلدانهم، بدلاً من تقاسمها، بين المستعمرين الجدد، وبيادقهم في الداخل.

-2-

[واشنطن لا ترى مكاناً للرئيس السوري بشار الأسد، في النظام السياسي القادم في سورية]

والسؤال هو: متى كان وجود الرئيس الأسد، يحتاج إلى أن ترى أو لا ترى واشنطن، مكاناً له في ؟؟!! ومتى كان السوريون يستمدون شرعيتهم من رغبات الأمريكان “طبعاً، لا يشمل ذلك، عملاء وجواسيس العمّ سام والأطلسي والموساد، ممن يحملون جنسية سورية”؟؟!! ومتى كانت تمنيات واشنطن، هي المعيار والمقياس، لما يجب أن يكون في سورية؟؟!! ومتى كانت واشنطن، لا تتمنى تغيير النظام السياسي في سورية، أو تغيير سلوكه، منذ خمسين عاماً، حتى الآن؟؟!!.

وهذا الموقف الأمريكي القديم-الجديد، ليس جديداً، وهو يعني أنّ واشنطن، لا تزال تراهن على قدرة العصابات الإرهابية المسلحة في سورية، على تحقيق بعض الإنجازات الميدانية على الأرض، قبل لقاء (بوتين -أوباما) في شهر حزيران القادم، والذي سيتبعه اللقاء الثاني لهما، في شهر أيلول القادم.. ومن المؤكد، أنّ هذا الرهان، سيسقط صريعاً وسريعاً، كما سقطت مراهناتهم السابقة.

-3-

[ متى سيتوقّف ثَرْثارو (الانتقال السلمي للسلطة) عن ثرثرتهم؟ ]

يتنطّح بعض المسؤولين العرب، بين آونة وأخرى، للحديث عن (انتقال سلمي للسلطة) في سورية!!.. والسؤال: مَن فوّض هؤلاء، بتقرير ماذا يجب وما لا يجب أن يحدث في سورية؟! وما علاقتهم بانتقال أو عدم انتقال السلطة في سورية؟ وهل جعلوا من أنفسهم بُدَلاء للشعب السوري وأوصياء عليه، ثم قرّروا، بناءً على ذلك، ضرورة (الانتقال السلمي للسلطة)؟!.. ثم ما هو حجم هؤلاء في موازين القوى الدولية والإقليمية، التي استماتت، عبر دول الأطلسي وأذنابها، لنقل السلطة من الدولة الوطنية السورية، إلى عصابات مرتهنة ومأجورة للخارج؟ ومع ذلك فشلت فشلاً ذريعاً؟! ومتى سيتعلّم مثل هؤلاء الصغار ألف باء السياسة، ويتكلموا على قَدْرِ حجومهم الحقيقية، وليس على قدر حجوم أسيادهم وراء البحار، الذين فشلوا فيما يريدون، رغم كِبر حجمهم.

وهل نسي هؤلاء الصغار أنّ معركة الدولة الوطنية السورية (بشعبها وجيشها وقيادتها) ليست معهم ولا مع أنظمتهم، بل هي مع أسيادهم وأسياد أسيادهم في المحور الصهيو-أمريكي؟ ولماذا يُصِرُّون على توريط أنظمتهم ودولهم، بما لن يُجْدِيهم نَفْعاً، بل بما سَيُلْحِقُ بهم أضراراً فادحة على مختلف الصعد.

وإذا كان هؤلاء من دعاة (انتقال سلمي للسلطة) فلماذا لم يتركوا طريقة لتسليح وتذخير وتمويل وتمرير الآلاف من الإرهابيين إلى سورية، إلاّ وقاموا بها؟ وهل لمَن يريد (إجراءً سلمياً) أن يمارس (أعمالاً حربية) سوف ترتدّ، حكماً، في نهاية المطاف عليه؟!.

وأخيراً فَلْيتوقّف هؤلاء عن التشدّق، بما ليس من اختصاصهم، وبما هو خارج قدرتهم.. وَلْيُراجعوا أخطاءهم بل خطاياهم، بحقّ سورية.. لعلّ وعسى، أن يُصْلِحوا بعض ما كَسَرُوه في العلاقة مع سورية.. وعسى أن يعيدوا تصويب حركتهم، بما يخدم وطنهم، وليس بما يخدم أعداء الوطن والأمة.

-4-

[ مَن أجهض المخطط الصهيو-أمريكي، لإنقاذ سورية؟ ]

ثلاثة عوامل داخلية سورية، كان لها الفضل التاريخي، في إجهاض المخطط الاستعماري الدولي الجديد، لإلغاء سورية، عبر تحويلها إلى كيانات متصارعة، لعشرات السنين القادمة، وهذه العوامل أو العناصر الثلاثة، هي : الإرادة الأسطورية للشعب السوري – الفعالية والتماسك والصمود الأسطوري، للجيش السوري – وحصافة وصلابة وعنفوان ومبدئية، القائد العربي الأسطوري” الرئيس بشّار الأسد”.

وهناك أيضاً، ثلاثة عوامل أو عناصر خارجية، ساهمت، بقوّة، في تدعيم وتحصين العوامل الداخلية السورية، هي: الدور المشرّف لمنظومة المقاومة والممانعة، التي تشكّل سورية، قلبها ورئتها – والدور المستقل، البارز والجديد على الساحة الدولية، لمنظومة دول “البريكس” وخاصة روسيا والصين – ودور شرفاء العرب في مختلف الساحات الشعبية العربية، الذين لم يضيعوا السمت، ووقفوا منذ البداية، يدافعون عن سورية، ويفضحون المؤامرة الصهيو-أطلسية- الوهّابية- الإخونجية، عليها، وكان هؤلاء الشرفاء الأحرار، برهاناً ساطعاً، على أنّ الأمة العربية، حيّة لا تموت، وأنّها تختزن رجالاً وحرائر، لا يقبلون بالضيم ولا بالتبعية، وهؤلاء الشرفاء الأحرار الحقيقيون “لا المزيفون التابعون الخانعون، لأعداء الشعوب، والمصرّون على تغطية استخزائهم، بالاختباء وراء مفردات الحرية والديمقراطية”، من رجال وحرائر، هؤلاء هم الخميرة التي تأخذ على عاتقها، دائماً، مهمة الحفاظ على نقاء وطهر وشرف ورسالة الأمة العربية.

-5-

[ قائد الثورات والانتفاضات غير المسبوقة، في الوطن العربي “الفيلد مارشال حمد بن أبيه، المنقلب على والده “خليفة” ]

اسمعوا هذه الرواية، عن هذا الطبل الموسادي الأجوف: في شهر أيلول، عام “2011”، اتصل “حمد بن جاسم بن جبر” مع “خالد مشعل” الموجود في دمشق، يدعوه، للحضور إلى الدوحة، على جناح السرعة، وسافر “مشعل” مباشرة، على رأس وفد من قيادة “حماس” ليلتقي فوراً، مع “حمد الصغير” حاكم قطر، بحضور “حمد الأصغر” وزير الخارجية، وبحضور المستعرب التلمودي “عزمي كوهين بشارة” وبدأ “حمد الصغير بن أبيه” متحدثاً بما يلي:

(“بشّار الأسد” انتهى، وعليكم إنقاذ أنفسكم، قبل فوات الأوان. وعندما يسقط “بشّار الأسد”، يسقط كل مَن معه، وستخسرون في معركة، ليست معركتكم. كل ما أنجزتموه، سيسقط، ولكم عبرة في كيفية سقوط “عرفات” عندما تحالف مع “صدام حسين” وسقط معه، ولم يشفع له – أي لعرفات – كل ما قدّمه من اتفاقيات مع إسرائيل، من أجل البقاء.. ثم سقط، لأن العالَم أجمع على ضرورة إسقاطه. ونحن جاهزون، لمساعدتكم، أمريكياً وأوربياً، وحتى مع إسرائيل، لضمان وجودكم وفرضكم على الطاولة، إذا تعاملتم بإيجابية، مع ما نطرحه عليكم.. لا تراهنوا على صمود “بشّار الأسد” فالجميع متفقون، الآن، على أنّ “بشّار الأسد” قد سقط، ويجب أن يختفي.. ولا تراهنوا على “روسيا”، فالدولة التي لا تستطيع، أن تطعم شعبها، خبزاً، لا تستطيع حماية الآخرين.. والجميع يعرف حقيقة موقف “روسيا” فهي تؤزم وتصعد، ليكون الثمن الذي تقبضه كبيراً. والأمريكان والأوربيون، بدؤوا بعقد صفقة مع “روسيا”، ونحن في دول الخليج، نقلنا موقفنا لــ”روسيا” بأنّنا جاهزون لتعويضها عن جميع الخسائر، التي يمكن أن تلحق بها، في حال تغيير موقفها.. وكلنا نعرف، أنّ “روسيا” أضعف من أن تقاوم هذا الإغراء.. وأمّا بالنسبة لــ “إيران” فلا تراهنوا عليها، كثيراً، لأنّ ما يحدث في “سورية”، هو تهيئة دولية، لما سيحدث في “إيران” لاحقاً، وقد قرّر العالَم، أنه غير مسموح لأيّ طرف، بالتمرد عليه وتهديد مصالحه)!!!!!!!!!!!!!.

-6-

[ ذاب الثلج، وبان المرج  ]

هناك خندقان، لا ثالث لهما في اﻷزمة القائمة في سورية: (خندق الثورة المضادة) التابع والمدار من المحور الصهيو-أميركي، وأذنابه، و(خندق الدولة الوطنية السورية) المدعوم من قوى التحرر واﻻستقلال في العالم… وبيادق الخندق اﻷول، هم: (التكفيريون، والظلاميون-واﻹرهابيون-والمرتزقة- واللصوص-والمهّربون-ومتعاطو المخدرات-وقطّاع الطرق-وقطّاعو الرؤوس-والفارّون من وجه العدالة-والخارجون على القانون-وأصحاب السوابق- واليساريون المزّيفون- والقوميون المرتدون- والمثقفون واﻹعلاميون المرتمون في أحضان نواطير النفط والغاز-ومفكرو الناتو-وبيادق التمويل اﻷجنبي.

أمّا رجال الخندق الثاني، فهم: (الوطنيون -والقوميون-واليساريون -واﻷمميون الحقيقيون-والمثقفون والمفكرون واﻹعلاميون المبدئيون – وشرفاء العرب والعالَم في كل مكان – والمنذورون للقضايا الكبرى… وتدور بين الطرفين، منازلة كبرى، ستنتهي، حكماً وحتماً، بانتصار الشرفاء على المرتزقة، مهما كان ثمن النصر، باهظاً ومؤلماً.

-7-

[ كيف يكون الردّ على العدوان الإسرائيلي؟ ]

نقول (للمتحمسين إلى الردّ السوري، على العدوان الإسرائيلي، على دمشق) سواء من الصادقين، فعلاً، في مشاعرهم النبيلة، في حرصهم على سورية.. أو من المرتهنين والضغائنيين والمزايدين، ممّن يريدون الخراب والدمار لسورية، وممّن تتلمّظ شفاههم وتتحرّق أفئدتهم، أملاً في قيام إسرائيل، بضربة قاصمة، لسورية.. نقول للجهتين، معاً: أنّ هناك ثلاثة أنواع من الردود:

:(1) الردّ الفوري الغرائزي.

:(2) الرد التعبوي التكتيكي.

:(3) الرد الاستراتيجي المنظومي.

والنوع الأوّل من الردّ (الفوري الغرائزي)، قد يشفي الغليل، لفترة قصيرة، ولكنه لا يحقّق الهدف المنشود، في ردع العدو أو في معاقبته، ولا يمنعه من تكرار عدوانه.

والنوع الثاني من الردّ (التعبوي التكتيكي)، يتجسد بتغيير قواعد الاشتباك المألوفة، واستخدام أنماط من المواجهة، وأصناف من الأسلحة، لم تستخدم سابقاً، وبما يردع العدو عن الاستمرار في عدوانه.

والنوع الثالث من الردّ (الاستراتيجي المنظومي) هو ترسيخ وتعميق نهج المقاومة العسكرية والممانعة السياسية، في حال اعتماده سابقاً، واعتماده كنهج دائم وثابت، في حال عدم اعتماده سابقاً، وتوفير كل المستلزمات البشرية والمادية، بمختلف أنواعها، ليس للصمود فقط، أمام العدو، ولا لردعه فقط، بل لتحقيق وتخليق وتهيئة جميع الظروف والعوامل الموضوعية والذاتية، لتحقيق الانتصار الكامل والشامل، على العدو، في المنازلة الكبرى القادمة، حكماً وحتماً، وهذا هو بالضبط، ما تقوم به منظومة المقاومة والممانعة، وفي القلب منها، رئة هذه المنظومة وقلبها النابض، في عاصمة الأمويين.

-8-

[ المقاومة الشعبية عبر الجولان ]

(المقاومة الشعبية) ضد إسرائيل، عبر الجولان، لا تعني – بالضرورة – (فتح جبهة الجولان) أمام شنّ هجوم عسكري تقليدي سوري… فالمقاومة الشعبية، شيء، والهجوم العسكري التقليدي، شيء آخر. وقد أفسحت محاولة إسرائيل الأخيرة، تغيير قواعد الاشتباك، عبر خرق اتفاقيات الهدنة، وقصف مواقع متنوعة، في دمشق. أفسحت المجال، لسورية – عبر تحويل المحنة إلى فرصة، حسب تأكيد سيد المقاومة – من أجل قيام مقاومة شعبية، تنضوي فيها، كل القوى والفعاليات الشعبية العربية، التي تريد الانخراط في مقاومة إسرائيل..

وأما احتمال قيام إسرائيل، بحرب عسكرية هجومية تقليدية على سورية، رداً على ذلك، أو نتيجة لذلك – أي لقيام مقاومة شعبية، عبر الجولان – حينئذ، على إسرائيل وحلفائها الأطلسيين وأذنابهم، أن يتحمّلوا تبعات وتداعيات، حرب شاملة، تستخدم فيها جميع القوى والوسائط، المتوافرة لدى منظومة المقاومة والممانعة، وتشمل كل ما ومَن يمت، بصلة، لإسرائيل وحلفائها وأذنابها، سواء داخل المنطقة أو ما حولها.

-9-

[ المقاومة الشعبية.. وعصابات “أنطون لحد” السورية ]

عندما تعمل إسرائيل، على توسيع رقعة احتلالها، لتشمل الأرض السورية التي تتمركز فيها (قوات حفظ السلام الدولية) بالتعاون الكامل، مع العصابات الظلامية الإرهابية، في تلك المنطقة، وبتسهيلات أمنية ولوجستية من دولة عربية مجاورة.. يصبح من البديهي، أن تقوم سورية، بالرد على ذلك، عبر إفساح المجال لقيام (مقاومة شعبية) في منطقة الجولان، وتحويل خرق إسرائيل للهدنة، إلى فرصة سانحة، لانبثاق مثل هذه المقاومة الشعبية.. مع إدراك القيادة السورية الكامل، بأنّ العصابات الإرهابية الإجرامية، سوف تتحوّل إلى (قوّات أنطون لحد) جديدة، سمّت نفسها في لبنان، حينئذ، (جيش لبنان الحر) وسوف تكون بإمرة الكيان الصهيوني، لمواجهة قوى المقاومة الشعبية البازغة.

-10-

[ الجزر العربية الثلاث: طمب وطمب وابو موسى ]

كم هو مدعاة للدهشة والاستغراب والاستهجان، حرص بعض اﻷعراب “المزيّف” على “طمب الكبرى، وطمب الصغرى، وأبو موسى”: “وهي الجزر العربية الثلاث، التي تنازلت عنها، بريطانيا والسعودية، ﻹيران الشاه، عام 1970″، وانعدام حرص هؤلاء، أنفسهم، على فلسطين، وعلى القدس الغربية والقدس الشرقية، بل و”حرص” هؤلاء – عبر جامعة حمد الصغير – على شرعنة اﻻحتلال الصهيوني، لكامل فلسطين، وشرعنة الاستيطان الصهيوني، وتصفية موضوع ملايين اللاجئين، وتكريس وقوننة وشرعنة “يهودية” إسرائيل، بالمفهوم الصهيوني الليكودي.

(وبالمناسبة، هؤلاء أنفسهم، هم الذين وقفوا بكل ما يستطيعون، ضد الدولة الوطنية السورية)!!!!!!!!!!!!!!!!.

-11-

[ لماذا هذا الخلط المقصود؟! ]

عندما يقول أحد المثقفين العرب، الذي يرى نفسه، فيلسوفاً لا يشق له غبار (د.أحمد. برقاوي): (لا يمكن لمثقف، أن يكون مع نظام مشيخي نفطي لاهوتي من جهة، ومع الثورات العربية، من جهة أخرى، ولا يمكن أن تكون مع الوسخ التاريخي في منطقة، والدفاع عن وسخ تاريخي في منطقة أخرى)..

وتعليقاً على ذلك، نقول: لا يمكن أن يكون؟ ولكنه كائن وقائم وموجود.. فماذا نقول، واﻷمر كذلك؟ أليس من اﻷجدى – طالما أنّ اﻷمر كائن وقائم – أن يُقال، بأنّ مَن يرتع في أحضان مشيخة نفطية ظلامية أوتوقراطية.. ومَن يتربع في حضن “العمّ سام”.. ومَن يتسكع بين الدكاكين والزواريب وأقبية المخابرات الدولية، وواجهاتها المختبئة وراء منظمات المجتمع المدني وحقوق اﻹنسان.. ومَن يتمسّح بأحفاد السلاجقة الطورانيين العثمانيين.. ومَن “يتمرّجح” بين أقدام نواطير النفط والغاز، ويلعق أحذيتهم، طمعاً بدولاراتهم ورياﻻتهم.. ومَن يتماهى مع اﻹرهابيين والتكفيريين والظلاميين والمرتزقة، في المواقف… أمثال هؤلاء، ﻻ يمكن أن يكونوا، إلّا مرائين ومنافقين ودجّالين ومخادعين، عندما يدّعون بأنّهم يقفون مع الشعوب العربية ومع الثورات ومع اﻻنتفاضات ومع الديمقراطية والحرية وحقوق اﻹنسان.. وهؤلاء يقفون، فقط، مع أنفسهم، ومع أطماعهم الذاتية، وحتى مع الشيطان، طالما أنه قد يحقّق لهم مطامعهم وأوهامهم.. ولكنهم يتذاكون، بإخفاء هذه الأطماع غير المشروعة، وهذه اﻷوهام الغبية، وراء الادّعاء بالوقوف مع الشعوب، والادّعاء باتخاذ مواقف مبدئية.. ولكن من المستحيل، أن يختبئ المرء وراء إصبعه، حتى لو توهم إمكانية حصول ذلك.

-12-

[ لا بدّ من الترحيب، بتراجع بعض النخب العربية، عن مواقفها الخاطئة، من الأزمة القائمة في سورية ]

وسواء كانت هذه المواقف، تراجعاً أو مراجعة، فإنّ المهم، هو تصويب الحيدانات، وتصحيح المواقف الظالمة، مما جرى ويجري في سورية… ومع الاحترام الكبير، لطيف واسع، لا يستهان به من المثقفين العرب، الذين وقفوا ضد الدولة الوطنية السورية، في بداية الأزمة، وانساقوا مع همروجة “ثورات الناتو” المسمومة، وبرّروا مواقفهم تلك، بأنّها “موقف نقدي من النظام، على خلفية سياسته الداخلية، وعلى خلفية إدارته للأزمة في بداياتها” – كما يقولون -، ثم انتقلوا، الآن، إلى خندق الدفاع عن الدولة الوطنية السورية…. أقول، أنّ من الأشرف والأصوب والأفضل، أن يعترفوا، بأنّهم وقفوا ذلك الموقف، في البداية، لأنّهم أضاعوا السّمت الصحيح، وفقدوا الاتجاه السليم، وأنّهم لم يغوصوا، حينئذ، إلى عمق الأحداث، وأنّ رؤيتهم، لم تكن رؤية منظومية شاملة، تستقرئ المستقبل، لترى بأنّ ما يجري في سورية، كان أكبر من مؤامرة، وكان حرباً دولية استعمارية جديدة – صهيونية، على العرب، عامة، وعلى بلاد الشام، خاصة، عبر البوابة السورية.. بل وأن يعترفوا، بأنّهم انجرفوا مع تيارات الخماسين المسمومة والملغومة، والتي أثبتت الوقائع اللاحقة، أنّها “ربيع صهيوني” بامتياز، وأنّ لا يجدوا حرجاً، في الاعتراف بالخطأ، إذ ليس عيباً أن يخطئ المرء، ولكن من غير الصواب، أن يفلسف خطأه السابق، على أنه كان صواباً، حتى ولو كان ذلك، من أجل تبرير تراجعه عنه، ويبقى الاعتراف بالخطأ، فضيلة، ونكرانه رذيلة… ورغم ضرورة القول، بأنّ الأخطاء موجودة في كل مكان من هذا العالم، بما في ذلك، سورية، فإنّ من المنطقي، الآن، أن نقول، بأنه لولا متانة الوضع الداخلي السوري، قبل الأزمة – مهما كانت الفجوات والثغرات بداخله – لما كان استطاع أن يصمد هذا الصمود الأسطوري، في وجه أعتى حرب كونية عليه، ومن المنطقي القول، أيضاً – ورغم عشرات الأخطاء الإجرائية في معالجة الأزمة – بأنّ إدارة الأزمة في سورية، لو لم تكن إدارة رفيعة المستوى وحصيفة الرؤية وعميقة التشخيص وسليمة المعالجة، لانهارت وتهاوت سورية، في الأسابيع الأولى، وأنه رغم عشرات الأخطاء التكتيكية، التي تقع في جميع الحروب، بدون استثناء، فإنه لم يقع خطأ استراتيجي واحد في إدارة الأزمة في سورية، وهذا هو السرّ الأكبر في هذا الصمود السوري الأسطوري…

ومع ذلك، ورغم ذلك، فإنه لا بدّ من القول مع المثل القائل “أن تأتي متأخراً، خير من أن لا تأتي أبداً”.

-13-

[ الشكر الجزيل، لكلّ مَن دافع عن بقاء صفحة “خاطرة أبو المجد” ]

صباح الخير لكل الأصدقاء الشرفاء، صباح الخير لكل الحرائر والرجال الذين ساندوا صفحة (خاطرة أبو المجد) في وجه خفافيش الليل، وعقارب النهار، وأفاعي جميع الأوقات..

صباح الخير لوطن عربي كبير، يقاتل دفاعاً عنه وحفاظاً عليه، أبناء سورية، بدمائهم وأرواحهم وراحتهم وجميع مقدراتهم..

صباح الخير، لأحرار آمنوا بالله رباً، وببلاد الشام وطناً، وبأسد الآساد “البشار” قائداً ورائداً ورئيساً، يقود أقدس حرب دفاعية في تاريخ بلاد الشام، في مواجهة أقذر حرب عدوانية هجومية إرهابية، عرفها التاريخ، منذ مئات السنين.. حرب أفرزت العرب جميعاً، إلى نوعين من البشر: (الناس الشرفاء) بعجرهم وبجرهم، بسلبياتهم وإيجابياتهم، بأخطائهم وصوابهم، والنوع الثاني: (الناس الأنذال) الذين اختزنوا في داخلهم، أدنى أنواع الغرائز، وألغوا عقولهم، ووضعوا أنفسهم في خدمة الأمريكي والفرنسي والبريطاني والتركي والإسرائيلي، واستقووا بالإرهابي الوهّابي والإخونجي وبحثالات الإجرام المستوردة من مختلف أصقاع الأرض وبلمامات الخارجين على القانون وعلى القيم وعلى الأخلاق وعلى الوطن، من داخل الوطن…

والأنكى أنّ (معسكر الشرّ المطلق) هذا، يستميت ويصرّ على تقديم نفسه على أنه (معسكر الخير المطلق)، في ذات الوقت الذي لم يترك فيه جريمة على وجه الأرض، إلاّ وارتكبها بحق السوريين، ولم يترك شيطاناً على وجه الأرض، إلاّ واستعان به ضد السوريين، ولم يترك مارقاً داخل سورية، إلاّ واستخدمه ضد الدولة الوطنية السورية، ولم يترك فعلاً واحداً في قاموس العهر السياسي والاجتماعي والديني والثقافي والاقتصادي والمالي والإعلامي والسياحي، إلاّ واستخدمه ضد الدولة الوطنية السورية.. ومع ذلك لا زال مصراً، على أنه يقود (ثورة غير مسبوقة) في سورية!!!!!!.

سيلعن التاريخ هؤلاء ومَن معهم ومَن وراءهم، لعنة لا تحول ولا تزول، وسوف تسحق أقدام الجيش العربي السوري، رؤوس أدواتهم الإرهابية، في كل مكان تسلّلوا إليه، عبر الوطن السوري، وسوف يبني السوريون، من جديد، وطناً نظيفاً من هؤلاء وأمثالهم، وطناً شريفاً لا يعكّر صفو حياته، المنافقون والدجّالون والمحتالون والنصّابون والزحفطونيون والمارقون والعملاء والخونة، وطناً يقوده أبناؤه الحقيقيون، ويجعلون منه قلعة العرب الكبرى، إلى مئات السنين القادمات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.