داعش لم يثبت في مواجهة حرب المدن في تدمر

في أول مواجهة يوم السبت 26 اذار مع مسلحي تنظيم “داعش” في حرب المدن، انسحب مسلحو التنظيم بعد إقتراب الجيش السوري من مشارف الحي الغربي في تدمر، حيث تقدمت أربعة مجموعات من الجيش تضم كل واحدة منها 15 مقاتلاً إلى الساتر الغربي واشبتكت مع مسلحي التنظيم وجهاً لوجه فاستشهد جنديان قنصاً، واستمرت الاشتباكات حتى ساعات الغروب تمكن بعدها الجيش من تثبيت موطئ قدم له داخل الأحياء الغربية على جانبي الطريق العام.

وفي الليل قام مسلحو داعش بالانسحاب، حيث رصدت غرفة العمليات انسحابات للتنظيم الى مدينة السخنة شمال شرق مدينة تدمر حيث ذهب البعض منهم الى دير الزور فيما رفض البعض الاخر المغادرة وفضلو القيام بعمليات انتحارية وهذا ما حصل صباحًا لدى تقدم قوة من الجيش السوري حين اقتحم أحد الانتحاريين مجموعة للجيش وفجر نفسه وارتفع عدد من الشهداء، لكن الجيش أصرّ على متابعة تقدمه داخل المدينة.

وقد كان للقوة النارية الكبيرة للجيش، والتغطية الجوية لسلاحي الجو الروسي والسوري الدور الفعّال في تشتيت وإرباك مسلحي “داعش” بعد سيطرة الجيش على جميع المرتفعات الحاكمة التي تشرف وتسيطر بالنار على المدينة من سلسلة جبال الهايل وجبال القصور والمثلث الى جبل الطار والسريتل وغيرها من الجبال والمرتفعات والقلعة الاثرية المشرفة على كل مدينة تدمر.

وتلتها خطوة أخرى تمثلت بالتقدم على سلسلة الجبال الشمالية بالتوازي مع تقدم القوات باتجاه مطار تدمر من الجهة الجنوبية ثم قطع طريق تدمر ـ الرقة لتصبح مدينة تدمر بين فكي كماشة من الجنوب والشمال ليكون اندفاع الخرق للقوات من الغرب باتجاه الأحياء الداخلية للمدينة.

وكان سلاح الجو قد غطى تقدم القوات بشكل دائم اثناء المعارك، وله الدور الكبير في قطع جميع طرق الامداد والشرايين الأساسية المؤدية للمدينة، فمن الطيران الحربي الذي دمر كل الاهداف وغرف عمليات داعش داخل المدينة، إلى الطيران المروحي الذي كان يستهدف بشكل دائم تجمعات المسلحين داخل وعند اطرافها، ويؤازر القوات أثناء تقدمها، وقد كانت جولة أمس صادمة للتنظيم من هول الضربات والاستهدافات لسلاح الجو الروسي والسوري.

وبالسيطرة على مدينة تدمر ومطارها العسكري التي تبلغ مساحتهما 40 كلم مربع تكون المساحة الاجمالية المحررة في عملية تدمر 173 كلم مربعاً.

وهذا الانجاز الكبير والاستراتيجي للجيش السوري يمهد الطريق لحسم معركة مدينة القريتين، وله أبعاد أمنية على الساحتين السورية واللبنانية، كما له أبعاده المعنوية الهامة على مشروع التنظيم ودولته المزعومة في سوريا وغيرها، كما أنه سيفتح الطريق أمام تركيز جهود الجيش السوري شرقًا في المرحلة المقبلة.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.