«داعش والنصرة هبة من الرب»

daesh-nosra1

صحيفة الثورة السورية ـ
أحمد ضوا:

تواكب التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق والمنطقة عموماً مصالح ومطامع وسياسات العدو الإسرائيلي, ووصلت العلاقة التكاملية بين الطرفين الى حدودها القصوى التزاماً وتنفيذاً إلى درجة التماهي في كل شيء.

فالمتابع للتصريحات الإسرائيلية المعلنة والمبطنة, يجد أن صداها سرعان ما يتردد في آذان هذه التنظيمات الإرهابية وخاصة «جبهة النصرة» و«داعش» اللذين يتلقيان الدعم العسكري واللوجستي من كيان العدو, سواء في المنطقة الجنوبية من سورية أو شرقاً ما بين سورية والعراق.‏

فبحكم وجود إرهابيي تنظيم «جبهة النصرة» في جنوب سورية والمنطقة المحاذية للجولان السوري المحتل, فإن التعاون بينهم وبين كيان الاحتلال, لم يعد طي الكتمان وظهر إلى العلن حيث تمد «إسرائيل» هذا التنظيم بكل أنواع الدعم, وبالمقابل يتكفل هو بالقيام بكل ما تطلب منه, وبات التعاون بينهما مكشوفاً خلال الأشهر الماضية ويتشاركان في العديد من الأحيان في عمليات الاعتداء على المواطنين السوريين والجيش العربي السوري في هذه المناطق, حيث تقوم «إسرائيل» بتقديم المعلومات الاستخبارية والتمهيد المدفعي ليكمل تنظيم «جبهة النصرة» مهمته على الأرض, وهناك العشرات من الاعتداءات التي تحمل بصمات الطرفين في القنيطرة وصولاً إلى الحدود الأردنية.‏

أما شرقاً وبحكم البُعد الجغرافي, فالدور الإسرائيلي يتركز وفق معلومات استخبارية وتقارير غربية على قيام العدو الإسرائيلي باستخدام الطيران المموّه لنقل الأسلحة, ورميها من الطائرات إلى تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق وعلى الحدود العراقية السورية, وهناك العشرات من المشاهدات والتقارير التي تؤكد تلقي «داعش» أسبوعياً شحنات من الجو بواسطة طائرات مجهولة الهوية, والمصادر الغربية تعتبر ان جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» يقف وراء ذلك.‏

ولا يتوقف الدعم الإسرائيلي لتنظيم «داعش» الإرهابي على الأسلحة بل هناك تعاون لوجستي وميداني بين الطرفين, حيث تشير تقارير نُشرت مؤخراً إلى أن مجموعات من المنظمات الصهيونية المتطرفة المدربة تقف وراء عمليات الإعدام والذبح التي ينفذها التنظيم في العراق وسورية, ولذلك يخفي هؤلاء الإرهابيون وجوههم كي لا ينكشفوا أمام العالم خلافاً لإرهابيين سعوديين وأجانب يتباهون بارتكاب مثل هذه الجرائم أمام الكاميرات.‏

إن الأدلة على التعاون الوثيق بين العدو الإسرائيلي والتنظيمات الإرهابية تتراكم بشكل متسارع, ووصل هذا التعاون في جنوب سورية إلى حد التماهي, ولا يجد العديد من المسؤولين الإسرائيليين أي غضاضة في الإشارة إليه واعتبار تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي صديقاً لـ «إسرائيل» وجداراً حامياً لجنودها الذين نشأت بينهم وبين إرهابيي «جبهة النصرة» علاقة حميمة تعكس حقيقة الطرفين الدونية والعدوانية.‏

لقد عبر الحاخام الإسرائيلي «نير بن ارتسي» بشكل لا لبس فيه عن العلاقة الوطيدة بين التنظيمات الإرهابية و«إسرائيل» بقوله: إن «الرب أرسل «داعش» لحماية إسرائيل» معتبرا في الوقت نفسه, في عظته الأسبوعية, «أن انتشار «داعش» في المنطقة العربية وانضمام أوروبيين إليه يهدف في الأساس إلى تهجير اليهود إلى «إسرائيل» لذا يعتبر «داعش» حاميا لليهود».‏

إن ما قاله هذا الحاخام يحصل بالضبط, فكل ما تقوم به التنظيمات الإرهابية ومنها «النصرة» و«داعش» يصب في نهاية المطاف في سلة المصلحة الإسرائيلية, واستهداف هذه التنظيمات للجيوش العربية في مصر وسورية والعراق يحمل بين طياته أهدافاً استراتيجية إسرائيلية عجز العدو الصهيوني عن القيام بها على مدى العقود الستة الماضية.‏

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.