دير الزور تحطّم الحلم الأميركي الأخير في محاصرة محور المقاومة

 

 

موقع العهد الإخباري ـ
حسين محمد كوراني:
بعد ثلاثة أشهر ونصف على انطلاق “معركة الفجر الكبرى” التي أطلقها الجيش السوري والحلفاء للوصول الى مدينة دير الزور وفك الحصار عن أحيائها، إستطاع الجيش اليوم كسر طوق تنظيم “داعش” الإرهابي حول المدينة الذي استمر 3 سنوات وتحطيم دفاعاته الأمامية. فالعملية بدأت فالعملية بدأت من محور الضمير، وتحديداً من مطار السين وكانت سريعة جداً وناجحة بتحقيق أهدافها، حيث تم تحرير مساحات شاسعة من البادية في أرياف حمص ودمشق، بالإضافة إلى التمدّد في ريف السويداء الشمالي الشرقي، وريف الرقة وحلب الجنوبي وأرياف جنوبي الرقة وحلب، لتصل الى عمق بادية دير الزور، والإلتقاء مع حامية المواقع السورية المرابطة في خراج المدينة، والدخول إليها وسط ترحيب أكثر من 70 ألف مواطن سوري كانوا محاصرين داخلها، ما شكل قفزة نوعية في مسار الحرب السورية على الساحتين الداخلية والإقليمية.
الخبير العسكري والمحلل السياسي عمر معربوني، يرى أن الإنتصار الذي حققه الجيش السوري اليوم بفك الحصار عن عاصمة الشرق السوري كان له تداعيات سياسية هامة، حيث تمّ كسر الطوق الذي كان الأميركي يسعى إليه في عزل حدود سوريا عن العراق إنطلاقًا من شمال الأردن حتى منطقة إقليم كردستان، وبالتالي فشل في قطع طريق طهران بغداد ودمشق، والنيل من مشروع المقاومة الذي يقلق “إسرائيل”.
وعلى المستوى الخارجي، أكد معربوني لـ”موقع العهد الإخباري”، أن فك الحصار عن دير الزور سيكون له مفاعيل إقليمية ودولية هامة، حيث ستبدأ قريبًا كل الدول العربية وتركيا ومعهم “إسرائيل” وكافة الدول الغربية، بإقرار سيطرة الجيش السوري على الساحة السورية وإنهاء المشروع التكفيري الإرهابي، فمسألة تحرير سوريا من المسلحين، بحسب معربوني، باتت مسألة وقت بالنسبة لهذه الدول ليس أكثر.
ومن الناحية الداخلية، أشار معربوني لـ”العهد”، إلى أن فك الحصار هذا، سيؤدي بالجيش السوري الى التقدم السريع نحو مدن وقرى حوض الفرات وبادية دير الزور وأريافها، وبالتالي تحريرها بشكل كامل من قبضة تنظيم “داعش” وإنهاء وجوده من كامل الشرق السوري.
بدوره، الخبير العسكري والمحلل الإستراتيجي السوري العميد علي مقصود، أشاد بالإنتصار الاستراتيجي، معتبرًا أن المشروع الأميركي الإسرائيلي تحطم اليوم مع تحطم دفاعات تنظيم “داعش” حول دير الزور، هذا المشورع الذي كان يسعى الى تفتيت المنطقة وجعلها محميات متناحرة، والقضاء على محور المقاومة، خدمةً لمصالحه.
وأكد مقصود لـ “موقع العهد” أن الإنتصار جاء سريعًا بعد تقطيع أوصال التنظيم وجيوبه في مناطق التنف والحميمة والسخنة، بالإضافة الى الضربة القاضية التي تعرض لها في تدمير مقراته في الحويقة، ما أفقد التتنظيم السيطرة والتواصل مع فصائلة التي إنهزمت نحو البوكمال والميادين.
ومن الناحية الإقتصادية أشار مقصود لـ “العهد” ، إلى أن التقدم نحو دير الزور أدى الى تحرير مساحات واسعة من السهول الزراعية التي تمد الشعب السوري بالحبوب، وسهّل السيطرة على سهول حوض الفرات الخصبة، بالإضافة الى تحرير العديد من آبار النفط والغاز، حيث تحتوي محافظة دير الزور وحدها على 40% من مصادر الطاقة السورية.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.