رغم مجازر الابادة الجماعية؛ “اسرائيل” توقع صفقات أسلحة ضخمة مع بورما

مع تواصل عمليات الإبادة التي تشنها حكومة ميانمار على المسلمين في إقليم راخين، كشفت تقرير جديد لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن تل أبيب تواصل تزويد بورما بشحنة جديدة من الأسلحة، ولم تتوقف رغم الانتقادات الدولية.

وكشفت صحيفة هآرتس عن قيام مؤسسة الصناعات العسكرية الإسرائيلية تسليم الجيش في بورما شحنة أسلحة شملت رشاشة ثقيلة وسفنا حربية من إنتاج مصنع “رامتا” الإسرائيلي، ووصلت هذه السفن ترافقها قطع حربية إسرائيلية متطورة من طراز “دبورا 3″، في ظل انتقادات دولية لهذه الدولة على خلفية عمليات التطهير العرقي التي تقوم بها ضد أقلية الروهينغا المسلمة.

وأكدت الصحيفة أنه في الوقت الذي تواصل إسرائيل التزام الصمت حيال دورها في بيع الأسلحة، أتى الرد سريعا من ميانمار من خلال منشورات على صفحة جيش بورما على “فيسبوك”، حيث اعترف رسميا بتزويد إسرائيل بلاده بالأسلحة خلال الحرب ضد الروهينغا.

صفقات سلاح ضخمة تقدر بعشرات الملايين من الدولارات

وأظهرت صور نشرها سلاح البحرية البورمي عدة سفن وزوارق حربية إسرائيلية وهي في طريقها لشواطئ بورما، على الرغم من عقوبات تصدير السلاح التي فرضت عليها من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وظهر على أحد قارب دورية إسرائيلية إلى شواطئ بورما (ميانمار) عبارة “مرحبا بكم في البحرية ميانمار ” كتبت بمناسبة وصول سفينة “سوبر-دفورا 3 تبحر قدما في 45 عقدة في مياه ميانمار، فهذه المنشورات على صفحة “الفيسبوك” للبحرية البورمية، نشرت جنبا إلى جنب مع صور للسفن الجديدة التي تم شراؤها من إسرائيل وتلقت قبل ستة أشهر، مشيرة الى أن زوارق الدوريات البحرية الجديدة ليست سوى جزء من صفقة أكبر وقعت بين إسرائيل وبورما. فمصنع “رماتا” للصناعات الفضاء الجوية الإسرائيلية، الشركة المصنعة للسفن، من المتوقع أن ينقل لبورما مستقبلا زورقين دوريين إضافيين على الأقل إلى البحرية المحلية، حيث تقدر قيمة الصفقة، وفقا لمصادر في صناعة الأسلحة الإسرائيلية، بعشرات الملايين من الدولارات.

وأكدت الصحيفة العبرية أن وزارة الحرب الاسرائيلية تنوي ارسال شحنتي أسلحة إضافيتين خلال الفترة ضمن صفقة وقعت مع بورما بقيمة عشرات ملايين الدولارات، وتنقل عن مصادر قولها إن قائد سلاح الجو البورمي زار إسرائيل مرتين خلال الأعوام الخمسة الماضية للتوقيع على صفقات أسلحة.

قوات خاصة اسرائيلية لتدريب القوات البورمية في اقليم راخين

وكانت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، أكدت في تقرير سابق أن ان الكيان الاسرائيلي يقف بشكل غير مباشر وراء المجازر التي ترتكب بحق أقلية الروهينغا المسلمة في بروما من خلال بيع الأسلحة للمجلس الحاكم في البلاد، مشيرة الى أن  تل أبيب زودت بورما بـ 100 دبابة، إضافة إلى قوارب وأسلحة خفيفة باعتها شركات أسلحة إسرائيلية للحكومة البورمية، مشيرة في الوقت ذاته الى أن إحدى شركة (تار أيديال كونسبتس) الاسرائيلية تولت تدريب قوات بورمية خاصة في ولاية “راخين” حيث أحداث العنف مشتعلة، حيث نشرت الشركة صُورًا على موقعها على الإنترنت تُظهر فريقها بينما يقوم بتعليم تكتيكات قتالية وكيفية استخدام السلاح.

تعاون وثيق بين الكيان الاسرائيلي و المجلس العسكري في بورما

وبالرغم من تقرير مبعوث الأمم المتحدة إلى بورما الذي تحد عن ارتكاب جرائم حرب من هذا النوع، فان حكومة الکیان الاسرائیلی تواصل تزويد هذا النظام المجرم بالسلاح، اذ أن العلاقات العسكرية بين كيان الاحتلال والمجلس العسكري في بورما تشهد تطوراً متسارعاً، اذ زار الجنرال “مين أونغ لاينغ” احد مسؤولي المجلس العسكري التابع لحكومة ميانمار، قد زار الکیان الاسرائیلی في شهر أيلول/سبتمبر من العام 2015 واجتمع مع الوفد المرافق له بالرئيس “الإسرائيلي” ورئيس الأركان ورؤساء المؤسسات الأمنية الإسرائيلية. وزاروا أيضاً قواعد سلاح البحر وسلاح الجو الإسرائيلي وكذلك شركتي “ألبيت” و”ألتا، كما زار “ميشال بن باروخ” رئيس شعبة التصدير ألامني الإسرائيلي، بورما في الصيف الماضي وخلال تلك الزيارة كشفت الحكومة في ميانمار بأن المجلس العسكري التابع لها قاموا بشراء زوارق من نوع “سوبر دبورا” من إسرائيل وتم الحديث أيضاً عن شراء سفن أخرى.

ورفض كيان الاحتلال وقف تصدير السلاح إلى ميانمار، على الرغم من الانتقادات الدولية التي تشير إلى أن السلاح الإسرائيلي يستخدمه جيش بورما ضد أقلية الروهينغا المسلمة لتهجيرهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.