روسيا والإرهاب الدولي واستشهاد السفير

موقع إنباء الإخباري ـ
موسكو ـ مارينا كولتسوفا*:

استشهاد سفير روسيا الفيديرالية لدى الجمهورية التركية أندريه كارلوف، على يد أحد نشطاء “داعش”، يَكشف عن مدى الحقد الدفين الذي يَشتعل في صدور أعضاء هذا التنظيم، وغيره من التنظيمات الارهابية في سوريا والعراق، على روسيا التي تمكنت خلال فترة قصيرة، من تحجيم الارهاب الدولي على الأرض السورية، ودعم الحكومة العراقية الشرعية، وغيرها من الحكومات الشرعية، وصولاً الى القضاء على هذا الارهاب.
هذه الحادثة المؤلمة التي أفضت الى مقتل سفيرنا في روسيا، تؤكد نجاعة وعدالة موقف روسيا ونشاطها السياسي العالمي وبضمنه شرعية مساندتها غير المنقطعة للحكومات العربية وغير العربية، التي تقف بمواجهة الارهاب، ولوقف تمدّده على الأرض العربية، والقضاء عليه في روسيا وبلدان العالم المختلفة.
لا يجب على الشعب الروسي في هذه الأيام الصعبة، أن يتوقف عن مسيرته بالاستمرار في تعزيز العلاقات الروسية العربية والعلاقات الروسية مع دول العالم، بل ضرورة الرد على الإرهاب بتواصل بعث مضامين هذه العلاقات التاريخية، والتذكير بالمحطات المضيئة التي ربطت الروس بالعرب على مدار التاريخ وفي أصعب وأدق السنوات، التي تعرّض خلالها العالم العربي وروسيا إلى هجمات خارجية وتجريح واستهداف لهذه العلاقات وعُمقها، رغبة من قوى دولية محددة بتجفيفها الى الأبد.
السفير الروسي في تركيا الذي مثـّل مصالح ومواقف روسيا في أدق النقلات التاريخية في الشرق الاوسط، لم يكن الضحية الاولى التي سقطت على مذبح تحرير الأرض والإنسان من الإرهاب، فقد أُسقط الكثير من المدافعين الروس في سوريا وعلى الأرض الروسية في الحرب الكونية على الارهاب، وهي حرب تستمر منذ عدة سنوات، ولربما سوف تستمر لسنوات أخرى مُقبلة، لذلك يجب على الروس ان يستذكروا أن النصر في الحرب الوطنية العُظمى (العالمية الثانية) ضد إرهاب النازية والفاشية وهتلر وموسوليني، لم يكن سهلاً، فقد خسرت بلادنا وفقدت أكثر من 27 مليون شهيد، على مَذبح النصر العظيم، الذي أفضى بجيوشنا إلى برلين وتحطيم الرايخ الثالث.
ستستمر روسيا بقيادة زعيمنا القدير والملهم فلاديمير بوتين، في دعم الأعمال المُفضية إلى عملية عالمية لاجتثاث الإرهاب من التربة السورية، ومن روسيا كذلك، فالحرب على هذا الشر لا يمكن أن تنحصر في بلد دون آخر، لأن عملية التصدي له هو عملية عالمية ومترابطة، وتطال الجميع وكل البلدان والأمم التي اختارت لنفسها طريق الاستقلال، وتلك التي تتخذ بذاتها قرارها الوطني، باستقلالية وبدون تدخل خارجي.
*كاتبة من روسيا تكتب عن الصداقة الروسية العربية.
*المقالة مترجمة وخاصة بموقع إنباء الاخباري.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.