روسيّونا في عِيدنا و #روسيّة مُنقذنا

موقع إنباء الإخباري ـ
يَلينا نِيدوغِينا ـ عَلاء سَاغَة ـ مروان سوداح:
تحتفل روسيا وشعبها بعيدها الوطني. ويأتي الاحتفال استباقاً للإحتفالات بحلول شهر رمضان المُبارك، حيث يَجهد مُسلمو العالم لتنفيذ وصايا الله الحسنة تجاه خلقِه أجمعين.
إحتفال الروسيون بعيد روسيا هذا العام له نكهة خاصة جداً. فهو إذ يُكرِّم رسمياً وشعبياً شهداء روسيا الذين دافعوا عن الحليف السوري، وروت دماؤهم الزكية تراب سوريا في مَسعى لتعزيز المشتركات الاستراتيجية بين الدولتين والشعبين، يُعيد الى أذهان مَن يتناسون أن المشتركات العربية – الروسية ضاربة جذورها في أعماق الترابين الروسي والعربي، ولن يتمكن مزورو التاريخ من شطب ما تحفظه أرشيفات البلدين عن ذلك منذ ألوف ومئات السنين في هذا المجال.
لا نريد الاسترسال هنا بمعلومات يَعرفها المتخصصون والبحّاثة والمتابعون والمنقّبون في التاريخ، برغم عدم معرفة غالبية العامة من الروسيين والعرب لها، وعدم “إلمامهم” بتاريخ “طريق التجارة والبخور والبضائع العربي الروسي”، أو لنقـُل مجازاً، طريق الحرير العربي – الروسي، وإن لم يكن حريرياً بالمعنى الحرفي للكلمة. هذا الطريق كان يَنطلق مِن العالم العربي بدوله المختلفة، قاصداً موسكو بالذات وليس غيرها، ومُتخِذاً مِن شارِعها الشهير المُسمّى “أرباط”، مَقرَاً للتجّار العرب وعلّيّة القوم الموسكوبيين وقيادات الدولة القيصرية الروسية، الذين كانوا يُقيمون مِن حَول الشارع ويتسوّقون فيه، ذلك لعراقته عراقة مدينة موسكو ذاتها، وها هو يَحكي للآن حكاية العلاقات العربية مع روسيا، ويؤكّد روابط النَّسب والتصاهر بين الأمتين العربية والروسية.
ـ لماذا لا نريد الاسترسل في الحديث عن ذلك؟
جوابنابسيط، وقد يكون خاطِئاً بنظر البعض. لكننا نرى بأن للتاريخ ناسه، وبأن الاهتمام العربي الروسي إنما يَنصب في المَقام الاول على الوضع الحالي لهما، وعلاقاتهما الثنائية وطبيعة هذه العلاقات وكفاحياتهما.
لن نتنازل عن التاريخ الوضّاء للعلاقات العربية الروسية، ذلك أن صفحاتها تُقدّم لنا ذخيرة حيّة ومتواصلة لتدعيم قواعدها وتعزيز المصالح المُعاصرة التي تشكّلت في العهد الاستعماري، الذي شهد صورة نضالية مُعَاكسة لمجريات منطقة جنوب الروسيا ووصولاً الى “الشرق العربي” – بتوصيف المتخصصين الروسيين القدماء، حين لاحظ أجدادنا عودة الجانبين الروسي والعربي إلى بعضهما بعضاً حين كانت القوى الاستعمارية تلاحقهم.. وبرغم ذلك، كما ومع مرور السنين، تحرّر العرب وتأسـست بلدان عربية، وتلاقى العرب والروس وتحالفوا لأنهم شعروا بعمق، أن مصالحهم واحدة، وأن طريقهم واحد كما هو العدو واحد، وهنا نؤكد أن نقلات التاريخ هذه مُثيرة جداً، لذلك هي محط الإهتمام والملاحظة على نحو خاص.
لا نغالي أن قلنا، أن أقل القليل من الاردنيين والعرب يعرفون أن جماعة صغيرة من الروسيين، من مؤيدي الحُكم القيصري المُنتهي، لجأوا الى الاردن وفلسطين، تماماً كما لجأ غيرهم الى بلدان عربية أخرى، مثل لبنان وسوريا وتونس والمغرب، وأقاموا فيها وتزوجوا من المَحليين والمحليات، فاختلطت دماء الطرفين ليشكّلوا مجتمعاً واحداً ومُتجانساً، وكان هذا بمثابة رد صائب وهادئ على السلطات الجديدة التي سيطرت على السلطة في روسيا، مفاده أن هؤلاء لم يذوبوا ولن يقتلعهم أحد من الحياة، وما من أحد يجرؤ على تجريدهم من تُرسهم الدفاعي.
لذلك، أرست هذه العائلات الروسية نواة المجتمعات الروسية في تلك البلدان، وما نزال نذكر منتصف ثمانينات القرن الماضي عائلة روسية “بيضاء”، كانت تسكن في “جبل اللويبدة”، في العاصمة عمّان، وكان أصلها يَعود الى القيصرية الروسية.
لكن هذه العائلة لم تكن الوحيدة مِن أصول قيصرية، بل كانت هناك عائلات عديدة، تتشابه مصائرها مع مصير هذه العائلة. إضافة الى ذلك، تكشّف أن الارشيفات الروسية والشركسية الروسية المُدوّنة بالروسية، تتحدث عن أن أول هجرة لمواطنين من الشراكسة والأديغه كانت من القوقاز الى الاردن نحو العام 1860م، وتبعتها موجات أخرى من المهاجرين، الذين أصبحوا جزءاً لا يتجزأ، وإبداعي من المجتمع الأردني الذي يتشكل من قوميات وممثلي شعوب وأصول جهوية قوقازية مختلفة، منهم عدا الأديغه والشراكسة والداغستانيين، ممثلو شعوب وقبائل وعشائر جليلة وعريقة أخرى كالأبخازيين (الأباظيين)، والأسيتينيين، والشيشانيين، والأنغوشيين، والقبردينيين، والبلقاريين.. الخ
يُعتبر العيش المشترك والوحدة المُجتمعية والسيكولوجية، في يوميات جميع هذه القوميات والعشائر، عناصر رئيسية تضمن لحُمة المجتمع المحلي، تناغمه وسماحته. فقد تقبّل المحليون هذه القوميات والألسن برحابة صدر، وشاركوا بعضهم بعضاً في عمل مشترك، يتجلّى الى اليوم في شتى مواقع العمل والانتاج والتعليم والإدارة والقيادة، وما يزال هؤلاء الى اللحظة، يقيمون علاقات قُربى وتعاون وتزاور مع أقربائهم وأحبائهم وعشائرهم في القوقاز وروسيا، وقد نجحوا في العودة الى الجذور، التي تمدّهم بقوىً وروافع إضافية، لإجتراح المزيد والجديد من الإبداعات الإجتماعية والفكرية والثقافية المُتميزة، في أوطانهم العربية الجديدة التي منها الاردن، وفي وطنهم القوقازي الروسي الكبير، الذي يَبعد “رمية حجر” عن الاردن.
وللدلالة على مدى تميّز العلاقات ما بين المجتمعين الكبيرين العربي والقوقازي، والأُخوّة الثابتة بينهما، والمتأصلة في فؤادهما، فقد كانت وزارة خارجية جمهورية أبخازيا (الأباظية)، قد عيّنت سابقاً مُمثلاً إعلامياً لها في الاردن، هو الاردني العربي، الكاتب مروان سوداح، ولم تعيّن أحداً من القوقازيين مكانه، ما يَدل بكل جلاء على تجانس المجتمع الاردني، وتناغم الاهداف ووحدة المواقف ما بين المجتمعين الأبخازي والاردني العربي، في صورة قد يَندر توافرها في دول ومجتمعات أخرى في هذه العالم. وقد كان هذا التعيين، دافعاً لنصرة قضايا الأباظة والاسيتينيين من العُسف وإبادة العرق التي تعرّضوا إليها على يد قوات “الاطلسي” والحُكم البائد في جورجيا.
ـ لكن ما علاقة كل ذلك بعيد روسيا الوطني؟!
تستعيد ذاكرتنا تلك الاحداث المؤلمة التي تعرضت إليها بعض الجمهوريات القوقازية الصغيرة في العشرية الاولى من هذا القرن الـ21، حين تم الاعتداء على قوات حفظ السلام والآمان الروسية فيها، من جانب دولة جارة، وتقتيل حراس هذه القوات بينما كانوا نياماً، وطالت التصفية الجسدية الخالية من الرحمة والانسانية، مواطنين من تلك الجمهوريات، إذ تعاملوا المعتدون معهم بلا أخلاق وبدون أدنى رحمة، وكانت وحشيتهم تشابه وحوش الصين في البرية، ما دفع بالقوات الروسية الضاربة الى نجدتهم بكل قِواها الاستراتيجية، فأوقفت المعتدين عند حدودهم، ولقّنتهم ومَن يَقف وراءهم مؤلّباً لهم على جيرانهم ومُحرّضاً، درساً لن ينسوه، لا هم ولا أحفادهم، ولن يجرأوا بعده القفز ثانية الى أوطان غيرهم لتدنيسها.
وفي تلك اللحظات التاريخية، حين اختبر الغرب برمته روسيا عسكرياً وسياسياً ودبلوماسياً، إعترف ومع ألعوبته بهزيمته المرّة. إلا أن شعوب القوقاز برمتها، أدركت للمرة المئة، أن روسيا هي الضمانة الأكيدة لأمنها واستقرارها وتواصل وجودها واستقلالها. ففي تلك اللحظات التاريخية الحاسمة، أنقذت موسكو بوتين وميدفيديف، شعوباً قوقازية عديدة وصغيرة من الموت والسحق، تحت جنازير دبابات “اليانكي” وعجلات حاملات الجند والمدرعات، ذلك أن أحداً في هذا العالم الذي يتغنى بحقوق الانسان والقوانين الدولية والشرعة الاممية والديمقراطية والإعلام المحايد والمتعدد الآراء، لم يُحرّك ساكناً لنصرة هذه الشعوب والقوميات، التي رأت الأهوال، وكاد الموت بتفجيرها ومحوها من الوجود يُطبق عليها، بعد أربعة أيام بلياليها، وضعت البشرية على المحك، وعرّت عورات الغرب برمته من آخر وريقات التوت التي تدثّـّر بها، مُعتقداً أن أحداً لن يَلحظ سُخَامَهُ.
والمرة الثانية التي تسارع فيها روسيا لأنقاذ القوقازيين ـ والعرب الى جانبهم ومعهم ـ هو في سوريا الصمود، حيث تُشن الحرب الارهابية الدولية على استقلالية الدولة السورية والامة العربية، بدولها ومكوّناتها المجتمعية ومؤسساتها، إذ تحاول هذه الحرب الوحشية أن تقتلع من دولنا آخر حَيواتها العربية والقوقازية، وأن تَحرق الكل مع الكل بأتونها القتّال، وأن تـُرسي مفاهيم “الإرتزاق الحربي”، و “الكل ضد الكل”، ولو لبرهة، ساعة، ويوم وسنة، ومن أجل رغيف خبرٍ مُغبر، ووعود بثلاثين من الفضة الزائفة!
في الوطن السوري يَحيا عددٌ لا بأس به من مُمثلي شعوب روسيا والقوقاز الشمالي والجنوبي، كما حالهم بالضبط في أُردن الخير. ففي “سوريانا” الجارة الشمالية العريقة، كما في الاردن العريق، وكما في بلاد الشام على إتّساعها الجغرافي والبشري، نعيش في صورة أخوية ولا أرقى، وقد تمكّنا من تأسيس مجتمع المَحبّة والأُخوّة والزمالة والعيش الواحد بيننا، بجميع مشتركاتنا، بغض النظر عن تبايُناتنا الإيجابية التي تُغني مُجتمعاتنا كما في السّحنة ولون البشرة والعادات والتقاليد والأديان، إذ أننا تمكّنا ونجحنا في إرساء مفهوم “واحدية الإنسانية”، و “وحدانية الله في خلقه أجمعين”.. في الجميع وللجميع، بغض النظر عن أصولنا، أدياننا، مذاهبنا الدينية والسياسية، وهو مظهر مُشرّف لكل البشرية والانسانية، أن نصل الى هذه المرحلة المتقدمة حضارياً.
لكن، وكما نعلم من تجاربنا “الحنظلية”، لا يروق هذا الارتقاء وهذه الأمثولة الاجتماعية المتحققة لمن يترصدنا، ولا تعجب الأجنبي الطامع بتفتيتنا وسَحلنا، والساعي لإقناعنا بأن نستعيد حروب “داحس والغبراء والبسوس” بأثواب جديدة لمّاعة، فكان أن أرسلوا إلينا على عَجل، مَن يُرغِمنا ويَفرض علينا قبولها والانغماس فيها، بأجناد وحشية من 130 بلداَ ودولة، من مختلف القارات وجزائر الكرة الارضية، ومن أمريكا الجنوبية حتى!
مَن يقاتل الآن ويَذود عن سوريا التي هي حدودنا الشمالية ؟

إن المقاتل والمناضل إنما هي اليوةم كما بالامس، “روسيّه” التاريخية، التي حاولوا كسرها وصَرعها على حدود القوقاز، انتقاماً من قيصرها وشعبها وجيشها، لِجَسْرِهَا جِسراً حربياً بحرياً وصلها بلبنان وثوار لبنان وجبال لبنان، عندما هبّت الى جانبهم ببحارتها وأسلحتها، للدفاع عن حقوق العرب، سيادتهم وسيادة منطقة الشام الكبرى، في القرن التاسع عشر المَطوي. وقد آثرت روسيا القيصرية أن تخسر منطقة (آلاسكا) الغنية بثرواتها، في سبيل وقف إنكشارية العثمانيين المُتغوّلين على كل الشعوب الشرقية والغربية، الشمالية والجنوبية، على حد سواء. فروسيا أنذاك لم ترغب أن تُخفِض رأسها لقصور جواري الانكشاريين وأربابهم، ومَن لا يُصدّق، لـ”يَغتنم الفرصة قبل فوات الآوان”!، ليُشاهد تاريخ “زعمائهم” الآثم والمُتشحٍ بالسواد، في قصور مُجونهم الشاسعة، ومع غلمانهم وحورياتهم الأرضية، فلا يملك أحداً تلطيف التاريخ ولا تغييره أو تمزيق صفحاته للتستر عليهم..
روسيا التي أرسلت قواتها للدفاع عن سوريا العربية، بطلب من حكومة الدولة الشرعية ، والذي يَسكنه بتفاهم ومساواة ممثلو قومياتنا الروسية والقوقازية، لم يَكن ليتمكن من قهر الارهاب الدولي بدون السلاح “الاستراتيجي” الروسي، وما أدراكم ما هو هذا السلاح الجبّار ونفعه وتفعيلاته ومفاعيله، فلا في مقدور أي أحد الوقوف بوجهه!
بعد شهور أربعة، يكون للقوات الروسية البطلة في سورية سنتان، ويكون الارهاب الدولي فيها قد تم تجفيف معظم مصادر إزدهاره وقنوات تمويله وطرق إمداداته، ولو بقي هذا الارهاب في ذلك البلد، لما بقي فيه أحد على قيد الحياة، ومن بعده لانتهى عالمنا العربي بأكمله، وهو ما كان يُخطط له بدون حياءٍ أو خجل لقهر العرب وعالمهم، وسحل مسلميهم ومسيحييهم وأزيدييهم، شراكستهم وشيشانهم وأباظييهم، وغيرهم الكل.
روسيا تتحفنا دوماً بجهادها الإستراتيجي، وتنقذنا قبل “وفات الأوان”، ولهذه المُفردة مَعنىً مُضمخ بأبعاد عميقة في كل الاتجاهات الكونية والروحية. فروسيا ليست لنفسها فقط، ذلك أن جَبلتها عالمية، وقد وَهبت نفسها لغيرها، في كل نقلات التاريخين القديم والجديد، إذ أن جيوشها قد وصلت الى برلين التي دانت لها، لتنقذ موسكو القدس وفلسطين، دمشق وبيروت وعمان وبلاد الشام، ليس محبة بنفسها ولنفسها فحسب، بل ومن أجلنا في المَشرق العربي وشرقي الاردن كذلك، ولوقف تغوّل جيوش هتلر الطامع، التي أُنزلت على أريحا اليبس والماء لتسحقها وما تمكنت، كما لم يتمكن منها “موسى”، الى ان اقترب العام 1967، عندما حذّرت (موسكو – الخَضر الأخضر) “إسرائيل” من عبور النهر، ووضعت الاردن تحت حماية عاصمة هذا القديس المشرقي!
لكن قبل ذلك بكثير، كما يقول التاريخ، كانت روسيّة لصيقة بفلسطين والشام، فكانت حكايتها كما تلتصق الروح بالجسد وتسكن فيه، فيسكن فيها. هذه هي العِملة الروسيه التي في أحد وجوهها أسيوية والآخرى أُوروبية شرقية الهوى، وكما في شعارها الصقوري برأسيه. لكن مَشرقنا العربي يفوز بمساحة معظم الجهة الآخرى من عِملتها، ويبقى شعبها معنا بغض النظر عن محاولات إبعاده عنّا، وبرغم تغلغل المُبغِضين فيه، ومحاولتهم حرفِه لوقت وسويِعةٍ، إلا أن روسيّه ما تلبث تعود دوماً الى أصولها، وإلا لفقدت نفسها، تاريخها وحاضرها ومستقبلها. “أولا” تعلمون أن القديس “الخضر الأخضر” الفلسطيني الأردني الشامي، هو شعار مدينة موسكو وترس أمانة موسكو التاريخي منذ القِدم(؟!)، وبأنه هو بالذات الذي يُقدِّسهُ الشعب الروسي مَسيحييه ومسلميه على حد سواء، وبأن “القدس” الفلسطينية العربية، قُدس الأقداس، تقع في روسيّه أيضاً(!). فإليها يتقاطر المُصلّون والمتعبدون، التائبون والباحثون عن استقرار دنيوي وراحة أبدية، بمعونة كنيستها الفخمة التي تحمل هذا الإسم القدّوس في روسيّه، وهي حالمة بالتصاقها بقدس الأقداس حيث كان السيد المسيح، ما وسِعها الجُهد والعَمل والقَول.
روسيّه المُعَاصِرة تقوم في سوريا وعلى حدود فلسطين وفيها، وهي لن تتخلى عن نفسها وحيوتها، وها هي تعود إلى أصولها بكل طاقاتها وروحها الوثّابة. وفي وجودها بين ظهرانينا، أصبح الحجيج الروسي أكثر ثقةً وسلاماً بِحجّهم الى الأراضي المُقدّسة ما بين النهرين العظيمين، النيل والفرات، وأصبحنا مع روسيّه أكثر ثقة بمستقبلنا واستقرارنا وسلامنا في حماية أبطالها البَررة، أفراد أجهزة الشرطة البوتينية من روسية وشيشانية وأنغوشية، فبجهوزيتهم يُقدّمون أرواحهم العظيمة فداءنا، وفداءً للأرض المقدسة الإسلامية والمسيحيةن التي وصفها اسليد له المجد، بأنها “صغيرة، لكنها الكبيرة بين الامم”، والتي تعود إليها أيضاً بالتدريج، بطريركيتها الموسكوبية، أم البطريركيات المسيحية ومَنارتها وألقها ورجاء المؤمنين الحقيقيين البعيدين عن كل فساد وإفساد، منذ زيارة المُثلث الرحمات البطريرك أليكسى الثاني لعَمّانِها، لنتطلع بأن تقوم كنيستها ليس فقد على شاطئ أرضنا للنهر المُقدّس فحسب، بل ورجاؤنا أن تلعو قدّسُها في كل مدينة وقرية أُردنية، وبأن تشغل رسالات السماء ورُسلها مكانة طليعية في بيوتاتنا، فهذا ما أرد له العَلي القدير ان يكون، مركزاً وحيداً للأُمم، وهداية نحو أبواب السّماء وحقول الجِنان، إنتظاراً ليوم القيامة، حيث الظُلمة البرانية وصرير الأسنان للظالمين والفاسدين والمُفسدين، وحيث سماءٌ أبدية للأبرار والصالحين، ونعيم للمُتعبين والمَقهورين.
فإلى صَديقنا وحَليفنا بوتين – مُنقذنا الفذ، ورُوسيّه التاريخية والأُم – دولةً وشعباً مُنقذاً، تَهانينا القلبية الدافئة، وطِيب تَمنياتنا الأخوية، في عيدها وعيدها الوطني الحزيراني – ولتتألق روسيه بوتين كما تتألق الشمس بشعاعها في كَبدِ السماء الشاسعة اللامتناهية، مُعمّرة قلوبنا جميعاً بتحَالفاتنا الثابتة، ومَحبتنا الجيّاشة لبعضنا البعض…
*يلينا نيدوغينا وعلاء ساغه: عضوان قياديان نشيطان في رَابِطةُ القَلَمِيِّين مُحِبِّي بُوتِين وَرُوُسيّه للأُردنِ وَالعَالَم العَربِيِّ.
*مروان سوداح: رَئِيسُ رَابِطةُ القَلَمِيِّين مُحِبِّي بُوتِين وَرُوُسيّة للأُردنِ وَالعَالَم العَربِيِّ.
…………………….

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.