زنار النار يطوّق الفوعة وكفريا.. وصمت دولي وتجاهل أممي للحصار

syria-kfaria-fouaa

وكالة أنباء فارس ـ
حسام الشب / سورية:

 

لاتزال التعديات على المدنيين في بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين بريف ادلب في الشمال السوري مستمرة مع استمرار الحصار الظالم، قنص دائم للمدنيين كلما سنحت الفرصة لأعداء الإنسانية الذين لا يوفرون امرأةً ولا طفلاً في ظل الحصار الجائر الذي فرضى معاناته أيضاً على القطاع الصحي لاسيما مع تناقص الأدوية وعدم توفر الأدوية النوعية لمعاجلة المرضى من حالات القنص وقذائف الغدر إضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة التي تحتاج إلى تلك الأدوية النوعية والمضادات المناسبة.

الطفل فهد عبد الحميد أبو الخير لم يتجاوز الـ 15 عاما، ذنبه الوحيد أنه أراد أن يوفر لقمة العيش لأهله وأثناء قطافه للزيتون وتأمين الحطب تعرض لإصابة قناصٍ غادرٍ لتخترق الرصاصة صدره من الخلف وبقيت في صدره وتسببت بذات رئة يمنى.

أما الحاجة مريم أحمد رضا امرأة في الثمانين من عمرها بينما كانت نائمة في فراشها بأمان استيقظت في الثانية عشر ةليلاً لحظة أصابتها بشظية في الظهر تسببت بشلل حاد في الطرفين السفليين نتيجة تأذي النخاع الشوكي وهي بحاجة لإجراء تصوير طبقي محوري أو رنين مغناطيسي لكنه غير متوفر في المشفى حيث لا يوجد أخصائي جراحة عصبية يشرف على علاجها وهي حالة ملحة وحرجة ويجب أن يتم إخراجها من الفوعة وكفريا لتلقي العلاج.

الطفل أحمد مطيع أمين 13 عاما أصيب بمرض زنار النار (داء المنطقة) يشكو من ألم حارق مع طفح جلدي حويصلي على قاعدة احمرار الجلد خلف الظهر والخاصرة اليسرى يمتد إلى الأمام وقد تم إعطاؤه الأدوية المساعدة للعلاج ولا توجد في الفوعة أدوية نوعية مثل مضادات الفيروسات ولا مسكنات الألم المناسبة ولا مراهم متخصصة لمعالجة الطفل من هذا المرض.

وزنار النار (zona zister) مصطلح شعبي يطلق على داء المنطقة في شمال سوريا، منطقة إدلب، وهو عبارة عن مرض فيروسي يصيب منطقة واحدة من الجسم ويكون على مسير الأعصاب الجلدية السطحية وخاصة الجذع والأكثر شيوعا منطقة الظهر والصدر وما يميز الإصابة أنها تحدث في جهة واحدة.

ولعب الحصار دوراً هاماً في ظهور هذا المرض إذ من النادر ان يصيب الأطفال وعادة ما يصيب الكبار والمسنين ولكن بسبب نقص المناعة ونقص التغذية حيث بدأ يظهر عند الأطفال وأعراض هذا المرض تتمثل في ألم حارق مكان الإصابة كحرق النار واحمرار الجلد مع ظهور حويصلات شفافة تتحول الى عكرة قيحية خلال عدة أيام ومن ثم تجف لتترك قشرة يابسة على الجلد وتستمر الاصابة لمدة اسبوعين تخلف مكانها قشرة صفراء وحكة جلدية أما علاج هذا المرض فلا يوجد علاج نوعي له ويمكن ان تستخدم مضادات الفيروسات والمسكنات المركزية للألم.

الصمت الدولي والتجاهل الأممي يزيد من تفاقم الوضع الصحي في بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من قبل الإرهابيين، حصار أتم السنة والنصف وأصبحت البلدتان المحاصرتان بحاجة ملحة لتأمين المساعدات الطبية وإدخال فريق طبي من الصليب الأحمر ودراسة الواقع الصحي وتأمين المستلزمات الطبية بالسرعة الممكنة والعمل على فك الحصار لإن بقاءه يعد بمثابة جريمة حرب ومعاقبة للمدنيين داخل الفوعة وكفريا المحاصرتين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.