سفوبودنايا بريسا: روسيا سوف تضطر للتضحية بالسيادة

تحت العنوان أعلاه، كتب أليكسي بولوبوتا، في “سفوبودنايا بريسا”، عن حاجة روسيا إلى الآخرين لتطوير التكنولوجيات العالية.

وجاء في المقال: معظم الضجيج حول رسالة فلاديمير بوتين إلى الجمعية الفدرالية كان سببه الحديث عن إنجازات المجمع العسكري الصناعي. ولكن حتى أقوى جيش لا يكفي لضمان أن تبقى البلاد قوة عظمى. فالسنوات القادمة ستكون حاسمة بالنسبة لمستقبل البلاد. ووفقا للرئيس، فإن التخلف التكنولوجي يحمل مخاطر فقدان السيادة.

وفي الصدد، التقت  “سفوبودنايا بريسا” أليكسي أنبيلوغوف، مدير صندوق الأبحاث الاجتماعية “أساس”، فقال للصحيفة:

لقد أصبح العالم الحديث معقدا جدا بحيث يتطلب الحفاظ على المستوى التكنولوجي المتطور لبلد أو اتحاد من البلدان حجمَ سوق اقتصادية معينا وعددا كبيرا من السكان. وتُبين الحسابات الحديثة أن من الضروري، من أجل الحفاظ على صدارة العالم التكنولوجي، أن تكون هناك سوق فيها ما لا يقل عن نصف مليار إنسان. هذا ما تملكه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين. إن هذه الدول، كما نرى، هي الرائدة في التكنولوجيا. وتعتمد جميع البلدان الأخرى، بطريقة أو بأخرى، على هذه المشاريع العالمية الثلاثة.

في بعض الصناعات، تواصل روسيا تولي القيادة التكنولوجية. مثل التكنولوجيا العسكرية والصناعة النووية. وجزئيا، نحافظ على موقعنا الرائد في صناعة الفضاء. ولكن حتى هناك تراجُعنا يتراكم…

في القطاعات الأخرى، لا يكفيني حجم السوق والموارد البشرية. فحتى لو أضفنا، إلى الـ 145 مليون مواطن روسي، مواطني بيلوروسيا وكازاخستان، بالكاد يكون لدينا 200 مليون إنسان. هذا لا يكفي. فروسيا تفتقر الآن إلى السوق الكافية وعدد السكان المطلوب لمنافسة الصين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

أي أننا محكومون بالسبق؟

يتعين على البلدان التي تطمح إلى القيادة التكنولوجية أن تُنشئ اتحادات خاصة بها، وسلاسلها الخاصة من التعاون الاقتصادي.
روسيا لديها خيارات قليلة للتحالف، مع الصين أو ربما الهند. والصين، بالطبع، حليف أكثر تفضيلا بالنسبة لنا. ولكن يجب أن نفهم أنه لا يمكننا إنشاء اتحاد روسي صيني، إنما اتحاد صيني روسي. روسيا، في هذا الاتحاد ستكون في المرتبة الثانية.

ولماذا لا نعزز التكامل في فضاء الاتحاد السوفيتي السابق، مضافا إليه إيران وسوريا، فنحصل على عدد سكان قريب من المطلوب ؟

لسوء الحظ، لا تزال نخبتنا غير حاسمة في الدفاع عن المصالح الوطنية. وبطبيعة الحال، فإن إنشاء اتحاد اقتصادي مع معظم جمهوريات ما بعد الاتحاد السوفيتي أمر بديهي عندما يدور الحديث عن الحفاظ على روسيا كقوة عظمى متقدمة تكنولوجيا. تم نسف هذا الخط تماما بعد أحداث العام 2014، عندما كانت النخبة الروسية خائفة من تحمل المسؤولية عن نوفوروسيا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.